الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نكافح نشر الايدز والملوثات الأخرى في العراق؟

غازي الجبوري

2008 / 2 / 17
الطب , والعلوم



يعد نشر مرض الايدز من اخطر مايواجه العراق اليوم من إشكاليات بعد الاحتلال لما يسببه من أضرار ومعاناة للمصابين به ولأزواجهم وأبنائهم وذويهم لاتقتصر على الأضرار العضوية فحسب بل تتجاوزها إلى الأضرار والمعاناة النفسية والاجتماعية .
فقد تناقلت وكالات الأنباء قبل أسابيع عدة خبرا من محافظة بابل العراقية عن اكتشاف فيروس الايدز في احد الأدوية المستوردة من قبل القطاع الخاص وتم توزيعه على المذاخر والصيدليات الأهلية في معظم أنحاء العراق وهو من إنتاج إحدى الشركات الغربية المتخصصة بصناعة الأدوية.
وقبلها بأشهر نشرت وسائل الإعلام خبر اكتشاف هذا الفيروس في عقار الأنسولين إيراني المنشأ والذي يستخدمه المصابون بمرض السكري .
كما يتبادل الناس اليوم إشاعات مثيرة للقلق عن تلويث لقاحات الأطفال بمواد مجهولة تظهر نتائجها بعد عشرات السنين على شكل أمراض خطيرة لايمكن تخمين أضرارها وقد يستمر تأثيرها إلى الأبناء والأحفاد على شكل أمراض أو تشوهات خلقية ، فضلا على مايشاع عن تلويث مفردات البطاقة التموينية بمختلف الملوثات الكيميائية والإحيائية كالأصباغ التي تضاف إلى الشاي على سبيل المثال وليس الحصر أو الشوائب الغريبة التي لاحظت بنفسي وجودها مع وجود ثقب نيدل في غطاء نوع من العبوات الخاصة بتعبئة زيت الطعام وما خفي كان أعظم .
إن مايثير قلقنا هو عدم وجود ضمانات تكفل للمواطن خلو جميع مايحتاج إلى تناوله من أدوية وأغذية ومشروبات من التلويث بفعل فاعل أو بسبب الإهمال من كل ماهو ضار ولاسيما تلك التي تكون آثارها مدمرة على الفرد والمجتمع سواء كانت مستوردة أم منتجة محليا لان حدود البلاد اليوم أصبحت مفتوحة على مصراعيها أمام جميع الأعداء الذين يستهدفوننا وهم يصولون ويجولون الآن في كل شبر من ارض العراق .
ونحن نذكر بألم واسى كبيرين ولو انه لايبلغ( 1 ) بالمليون مما يشعر به المصابون ... كيف تمكن الأعداء عام 1986 من تلويث دم مستورد من شركة فرنسية من إصابة مايقرب من 300 مواطن عراقي توفي القسم الأعظم منهم فيما لازال الأحياء يعانون كان الله في عونهم وعون ذويهم ، ونذكر كيف لوثت الإشعاعات الصادرة من اليورانيوم المخضب المستخدم في القذائف الملقاة على قواتنا وأهدافنا الحيوية خلال عدواني 1991 و2003 والتي أدت إلى إصابة أعدادا كبيرة من المواطنين بأمراض خطيرة وكثرة الولادات المشوهة . وإذا كانت إصابة 300 مواطن قد حصلت في تلك الفترة التي كان العراق فيها أكثر حصانة وأكثر أمنا فكيف الأمر عليه اليوم؟... وكم من الأشياء ذات الخطورة بعيدة المدى قد حصلت منذ الاحتلال دون أن يكتشفها احد ؟. والانكى من كل هذا وذاك هو عدم إمكانية الكشف المبكر عن الأمراض التي تسببها تلك الملوثات وعدم وجود علاج للبعض الآخر منها ولاسيما الايدز وعدم وجود فائدة من أي إجراء لاحق لوقوع التلوث بها كالملاحقات القانونية أو التعويضات والغرامات مهما كانت كبيرة بل حتى لو تم إيقاع عقوبة الإعدام بالفاعلين أو المقصرين إذ أن ذلك لايشفي المصابين ولا يعيدهم إلى حالتهم السابقة أو حتى يخفف من معاناتهم المأساوية الأليمة.
وإزاء هذا البلاء والابتلاء لايسعنا إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظنا ويحفظ جميع الخيرين من كل سوء ومكروه وندعو جميع المسلمين إلى الدعاء أيضا وذكر اسم الله تعالى الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم وذلك عند تتناول الأدوية والأغذية والمشروبات واللقاحات بل على كل مايدخل الجسم لان الأمر كما نرى خارج إمكانات المواطن ، وهذا لايبيح لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي بل بالإمكان أن نفعل شيئا ما مثل حث الأطباء والمختصين على توعية وتثقيف المواطنين عبر وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية والصحية على الانترنيت وإرشادهم إلى طرق ووسائل عملية تساعدهم على الوقاية من التلوث عن طريق الأغذية والمشروبات والأدوية واللقاحات الملوثة والعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية أو الزواج قبل إجراء الفحوصات المختبرية الدقيقة مع إننا نتمنى أن يأتي اليوم الذي تتمكن فيه السلطات الحكومية من القيام بما تمليه عليها مسئولياتها الوطنية والأخلاقية والقانونية تجاه الوطن والمواطن لحمايتهم من كل مايؤذيهم ويضرهم . فهناك مثلا مختبرات فحص الايدز وعدد من الملوثات الأخرى في معظم إن لم يكن في جميع المحافظات وبالإمكان أن تقوم السلطات بفحص كل شيء يدخل حدود المحافظة قبل السماح بتداوله في الأسواق كما بإمكانها إلزام العازمين على الزواج بالفحص الشامل قبل عقد الزواج وتجريم كل من يتزوج قبل إجراء مثل هذا الفحص وبالأخص الذين يتزوجون بدون عقود رسمية في دوائر القضاء كما بالإمكان إجراء حملات فحص دورية تحددها السلطات التشريعية على جميع المواطنين . إننا إذ ندق ناقوس الخطر من نشر وانتشار هذا المرض الكارثي ليس لمجرد الإثارة من خلال المبالغة في وصف آثاره ومخاطره بل إن إمكانية انتشاره أصبحت حقيقة واقعة لامفر منها في ظل الأوضاع الراهنة والله حافظ المؤمنين والخيرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا