الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مع إيران.. من مع أمريكا؟؟؟

حسين علي الحمداني

2008 / 2 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


الصراع بين أمريكا وإيران يختلط فيه المنطقي، مع اللا منطقي ، لأن أمريكا تهدد باستعمال القوة ضد تخصيب اليورانيوم في المفاعل الإيراني، ، فيما أوروبا والأمم المتحدة تريدان معالجة الموضوع بحدوده الدبلوماسية.. وهذا يعني فيما يعنيه أن ضرب إيران سيكون كارثة إذا ما جاء الرد عنيفاً في ضرب مواقع النفط الرئيسية بدول الخليج، والعراق، وهنا قد يدخل العالم في موقف لا نعرف تبعاته ولا يمكن توقعه خاصة وان الولايات المتحدة بإمكانها ايجاد أكثر من حليف لها فيما لو فكرت بضرب إيران خاصة وإنها ألبت الرأي العام الأمريكي ضد طهران، ولو افترضنا أن التهديد نوع من الضغط السياسي، فإنه أيضاً قد يترجم إلى موقف يصعد بأسعار النفط إلى حدود جنونية وهذا ما يحصل الآن ، وهنا تصبح أمريكا تساهم بخلق مشكلتين، أمنية، واقتصادية، وفي المعنى الدقيق يمكن فهم الأمر إن كل الحلول قد تتعاكس بخلق أزمات أكبر مخالفة كل القياسات والتصورات. والتطور الأكبر الذي حصل هو ربط ايران بسوريا وبحزب الله وحركة حماس والأخيرين مدرجان على لائحة ( الإرهاب).وهذا يعني فيما يعنيه إن امريكا تحاول تضيق الخناق على طهران وإسناد أكثر من تهمة لها .
السؤال الذي نود أن نطرحه ما هو موقفنا فيما لو اشتعلت الحرب بين امريكا وإيران؟
بالتأكيد لا نستطيع إيقافها لأننا لم نستطع إيقاف الحروب التي جرت في المنطقة ونفذتها امريكا رغما عن الجميع. بالتالي نحن أيضا لا يمكن ان ندعم إيران ونساندها لاننا لسنا بمؤهلين للدفاع عن الآخرين ونحن دولة يحكمها دستور دائم ولا ننسى ان امريكا نفسها قد لا تحتاج الى الدعم الذي سنقدمه لها وبالتالي ستتدارك حالة الأحراج التي ربما تصيبنا في لحظة كهذه.
أما دول الخليج العربي فهي بالتاكيد تريد بطريقة او اخرى التخلص من ايران النووية بعد ثلاث عقود من الثورة الاسلامية خاصة وان هذه الانظمة ساندت نظام الدكتاتور صدام حسين في امتصاص ايران الثورة الاسلامية عبر ( قادسية الخليج) التي اثبتت الوقائع انها كانت دفاعا عنهم وليس عن العراق. لهذا نجد ان دول الخليج العربية ربما اكثر من غيرها تحتاج لمن يزيح عن كاهلها الخطر النووي الايراني لهذا فانها لن تتردد من توفير الدعمين اللوجستي والاقتصادي في سبيل تحقيق أمنها وأمانها.
من هنا نجد إن أمريكا ان فكرت في ضرب ايران فانها على الأقل ضمنت حيادية العمق الايراني – إن صح التعبير- المتمثل بالعراق ودول الخليج العربي. وبطبيعة الحال لا تشكل سوريا عبء على امريكا وحلفائها . ربما هذا سيناريو الحرب فما هو سيناريو السلام؟
في الافق يبدو اكثر من سيناريو يحفظ لكل الاطراف ماء الوجه خاصة وان الجميع لازالت مناظر اعدام طاغية العراق عالقة في ذاكرتهم !!! السيناريو الاول رمي الشعارات الزائفة والبراقة والمحافظة على ما تحقق من إنجازات علمية أو عسكرية ورغم إن هذا السيناريو يتعارض وماكنة الاعلام الايرانية التي تحاول القفز فوق الحقائق المعقولة والمنطقية المتمثلة بان امريكا هو الاكثر قوة في العالم وقد تكون قوة غاشمة لكنها قوة يصعب مواجهتها خاصة وان ما لدى إيران من قوة عسكرية وحسب ميزان القوى الاستراتيجي بين البلدين فانه
1-400 دون ان نبالغ بميزان القوى الامريكي.
ومع هذا فان ايران ما بعد احمدي نجاد قد تستطيع التخفيف من الشعارات خاصة وان تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية يقلل من خطورة النشاطات النووية الايرانية على الاقل في السنوات القليلة القادمة.
السيناريو الثاني للسلام والذي يجب على ايران استثماره بشكل ايجابي هو يتمثل في عام الانتخابات الامريكية الذي ربما يشهد ركود عسكري كبير حيث يتجه الجميع صوب الانتخابات والتركيز على قضايا داخلية بحته واذا ما فاز الديمقراطيون فان ملف ايران سيركن جانبا مالم تحاول طهران اثارته .
السيناريو الثالث يتمثل بادراك كل الاطراف ان المنطقة أي منطقة الخليج العربي لاتحتاج الى شرطي جديد بعد سقوط الشاه الشرطي الاول وصدام الشرطي الثاني فان شعوب المنطقة التي روضتها الحروب لا تحتاج الى مزيد من الشرطة فانها شعوب تحاول بناء نفسها من جديد وإن المرحلة تتطلب نوع من الشفافيه في التعامل مع القضايا الكبيرة ومرة اخرى على الجميع ان التفكير في سياسته خاصة وان امريكا تحاول جاهدة ربط عدم استقرار المنطقة وزعزة امنها بايران وسوريا ومن معهما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون