الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختزال الزمن

عمران العبيدي

2008 / 2 / 18
كتابات ساخرة


الجميع في لهاث مستمر مع الزمن وذلك السباق ازلي والانسان يريد ان يثبت انه الاقوى والاسرع ، اختزال الزمن اصبح مطلبا ونحن نردد دائما ماقاله اسلافنا ( الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) واكرر اننا نردد فقط !! .
الاخرون استفادوا من الزمن سخروه لصالحهم ، روضوه حتى اصبح مطواعا ولم يعد يخيفهم لانهم وببساطة تجاوزوه حتى جعلوا من العالم قرية صغيرة ، هنا في هذه الارض الزمن متوقف منذ عقود طويلة والتوقف تراجع ، كل الاشياء متوقفة عند نقطة موغلة في القدم ، ولاداعي لسرد الامثلة فأنك لاتحتاج الى اكثر من دقائق قصيرة ‘وتعودنا انها ضائعة مع الزمن المفقود سابقا ، لتتجول في اية مدينة لتجد ان كل الاشياء قديمة حتى الانسان الجديد يبدو لديك كذلك .
يبدو ان الزمن قد اختزلنا الى حالة من الركود والركون ورغبتنا في مجاراته قد انتهت الا مايخص مصالحنا الشخصية .
سياسيا واقتصاديا بات الزمن لدينا هو الاكثر مطاطية فهو مفتوح لدينا ،لاحدود له في اكثر القضايا اهمية على حياتنا ‘ الموازنة لعام 2008 استغرقت ولادتها القيصرية مايقارب ربع الزمن من العام الجديد ‘ ياله من زمن ليس له اهمية ، اما اذا التفت الى الزمن القريب وتذكرت كم من الاشهر استهلكنا في تشكيل الحكومة وكم من الاشهر وهي في ثلثي تشكيلتها لادركت ان ليس للزمن من اهمية ، دول وشعوب غيرنا في مقدار هذ الوقت تبني وتعمر وتغير وتكتشف ، حتى ان الزمن بدا يحسدها على قدرتها .
* في بداية الالفية الثالثة اتصل بنا احد الاصدقاء المغتربين في المانيا منذ منتصف ثمانينيات القرن المنصرم وطلب من احدنا ان يرافقه في جولة الى مدينة الحلة لزيارة صديق قديم ، استقل صاحبنا سيارته الخاصة وتجول في المدينة ودخل الى ازقتها وفروعها الصغيرة ووصل الى صديقه القديم ، عند العودة قال لمرافقه ‘ اتعرف لماذا طلبت منك ان ترافقني الى مدينة الحلة ؟ قال لا ‘ قال لاني توقعت وبعد مرور اكثر من عشر سنوات على اغترابي انني سأواجه صعوبة في معرفة مسالك المدينة نتيجة للتطور او التغير في المدينة واذا بها هي نفسها التي تركتها لم تتحرك الحياة فيها قيد انملة .
* اتيحت الفرصة لاحد معارفنا القيام بزيارة عمل لبعض الدول الاوربية وكانت له زيارة سابقة بداية الثمانينيات لالمانيا وكانت الشركة الالمانية قد اعدت لهم جولة لبعض الدول الاوربية شملت هولندا وفرنسا ودول اخرى ، بعد مايقارب عشر سنوات تكررت الزيارة لنفس الشركة وكانت قد اعدت للضيوف جولة اوربية ايضا وحينما عرف الوفد العراقي ان الجولة ستشمل نفس الدول التي زاروها قبل مايقارب العشر سنوات اراد الوفد ان يغير الجولة الى دول اخرى ، قال لهم مضيفهم الالماني كم من الزمن مضى على زيارتكم لهذه البلدان ، قالوا اكثر من عشر سنوات ، قال وهل تتوقعون ان هولندا مثلا هي نفسها قبل عشر سنوات !!
الان وبدون صعوبة بأمكاننا ان ندرك كم هو الفارق بين زمننا وزمنهم فمتى نتعلم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيارات صباح العربية للمشاهدة هذا الأسبوع في السينما والمنصات


.. الفنان ناصر نايف يتحدث عن جديده مع الملحن ياسر بوعلي وموعد ط




.. -أنا محظوظ-.. الفنان ناصر نايف يتحدث عن علاقته بالملحن ياسر


.. من عالم الشهرة إلى عالم الإنتاج السينمائي.. صباح العربية يلت




.. أغنية -سألوني الناس- بصوت الفنان الشاب ناصر نايف