الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سيحل بالعالم بعد استقلال كوسوفو؟ رؤية روسية

فالح الحمراني

2008 / 2 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


في بداية القرن العشرين انطلقت شرارة الحرب العالمية الاولى من البلقان وبالتحديد من سيرايفو حيث اغتيل ولي عهد النمسا، واليوم يقف العالم ايضا في بداية القرن الواحد والعشرين على اعتاب شرارة جديدة من البلقان هذه المرة من كوسوفو. وتقف الدول الكبرى اليوم في مواجهة من نوع جديدة ، بين الداعمين لاستقلال كوسوفو والرافضين له، كل يلوح ببراهينه الدامغة. ان النظام الدولي القائم اليوم وتشابك العلاقات والموازين لن تسمح بمواجهات حربية ، مما يعني ان المواجهة ستكون باساليب جديدة ، بحروب من دون اطلاق نار. فهل سيتحدث العالم مستقبلا عن التاريخ قبل استقلال كوسوفو وما بعد استقلال كوسوفو؟. ذلك هو السؤال.وتدخل مشكلة تسوية قضية كوسوفو ضمن النقاط الساخنة في علاقات روسيا مع الغرب عموما، الى جانب نشر نظام الدفاع المضاد للصوارخ الامريكي باوروبا والمشكلة النووية الايرانية ووقف العمل بمعاهدة تحديد القوات المسلحة التقليدية باوروبا وغيرها وتوسيع حلف الناتو .و يدعو الموقف الروسي الى حل قضية كوسوفو في اطار مجلس الامن الدولي وتنفيذ القرار م رقم 1244.وكذلك الى مواصلة الحوار بين بلغراد وبريشتينا وحتى التوصل الى حلول مقبولة من الطرفين دون تحديد اطر زمنية لها. وتؤكد روسيا انها تقبل باي قرار يوافق عليه الطرفين الصربي والالباني، وترفض اي خطوة احادية الجانب وخاصة اعلان كوسوفو الاستقلال من الجانب.وتهدد باستخدام حق الفيتو في مجلس الامن في حالة عرض قضية استقلال كوسوفو على مجلس الامن من خلال خطة ممثل الامين العام للامم المتحدة مارتي اهتيساري.وقالت روسيا انها اعدت جملة من الخطوات والاجراءات التي ستتخذها للرد في حال اعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد، ولكنها ترفض الافصاح عن فحوى تلك الاجراءات.وتحذر من ان اعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحدة سيؤدي الى تفاقم الوضع في الاقليم نفسه ويدفع لانزلاق المنطقة لنزاع عرقي جديد.وتشير روسيا الى ان الولايات المتحدة وبعض ادول الاوربية تشجع بريشتينا على اعلان الاستقلال من طرف واحد، وتشير الى ان بعض الدول الغربية، ارسلت برسائل لبيريشتنا تعهدت لها بدعم استقلال كوسوفو مما انعكس سلبا على المباحثات الثنائية التي جرت بوساطة الثلاثي الاوربي.
وبرايها ان تسوية الوضع المتعلق بكوسوفو تخطى الخطوط الحمراء. فسلطات كوسوفو اعلنت من دون لبس اعلان الاستقلال من طرف واحد، انتهاكا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1244. وبدلا من قطع الطريق على البيانات الاستفزازية تقول موسكو ان هناك مجموعة من البلدان تغض النظر عن هذه الخطوة التي تعتبرها غير القانونية، وتحذر من انها ستؤدي الى عواقب سلبية خطرة بالنسبة للاستقرار الاقليمي والدولي.
وتقول روسيا ان الوضع المترتب نجم بصورة مباشرة عن التعرجات الخطرة التي مرت بها تسوية قضية كوسوفو، ولفت الجانب الروسي دائما لها انظار شركائه. وترى موسكو ان الاهداف الرئيسية التي اعلنها المجتمع الدولي وتضمنها قرار مجلس الامن رقم 244 القاضية بتحقيق ارفع المقاييس السياسية ـ الديمقراطية في الاقليم، بُدلت بنهج الاسراع بحصول كوسوفو على السيادة. وتشير باللائمة على الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الاتحاد الاوربي لتشجيعها النزعات الانفصالية لبريشتنا، ولتجاهلها النتائج التي تم تحقيقها خلال المباحثات بين الاطراف المعنية التي جرت برعاية الوسطاء " الثلاثي". وتعرب موسكو عن الثقة ان عدم توصيل 120 يوما من الحوار الى نتيجة مقبولة للطرفين، بات يُستخدم كحجة للبرهنة على ان امكانيات المباحثات قد نضبت. وتتسائل "ماذا سيحل بالعالم، اذا ما اسخدمنا هذه المقاييس للنزاعات الاخرى؟".
وتحذر بالاخير من انه ينبغي ان تتم تسوية قضية كوسوفو من دون وقوع هزات مأساوية. وتقول ان مسؤولية ذلك تقع على عاتق الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منير كشو: هل -الحريات الفردية- ضرورة للديمقراطية في العالم ا


.. -في أعماق النهر-: حين يدمر قرش ضخم باريس قبل الألعاب




.. شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة


.. مسؤول أميركي يؤكد دعم تحرير الرهائن..ووسائل إعلام تقول إن وا




.. تحديات كبيرة تواجه الجزائر في توفير استهلاك المواطنين للمياه