الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ضوء أحدث إستطلاع بريطاني :جسامة الخسائر تدعو للتأمّل

عبد الرزاق السويراوي

2008 / 2 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


في إستطلاع عن الشأن العراقي أجراه مؤخراُ مركز إستطلاعات الرأي ( ORB) الذي يتخذ من لندن مقراُ له, تبيّن أنّ حصيلة القتلى العراقيين جرّاء أعمال العنف , تجاوزت المليون قتيل منذ عام 2003 . المستغرب في هذا الأمر ,أنّ هذا الإستطلاع أثار إهتمام ودهشة الصحافة والإعلام في الخارج ,في حين مرّ عندنا في العراق مرور الكرام كما يقال . إنّ الوقوف عند هذا الرقم المليوني , يثير في الذهن عدّة تساؤلات : منْ هي الجهة التي تقف وراء هذه الحصيلة المروعة من الضحايا العراقيين ؟ قوات الإحتلال مثلا , وما يستتبعها من الشركات الأمنية المحصنة قضائيا , أو هي بعض الدول ومنها دول الجوار التي تتسلل من أراضيها جماعات الثقافة الكهفية ,أمْ هم بعض العراقيين الذين صيّرتهم أفكارهم الضالة وسعيهم للحصول على أموال السحت مطايا لشهواتهم وعبيدا لمن شاكلهم في إسلوب الحياة ؟. قطعا الإجابة واضحة جدا . هي أنّ كلّ الذين ذَكروا , هم شركاء في هذه الجرائم وكل حسب حجمه ودوره المنوط به . ولا أريد هنا تناول دور قوات الإحتلال أو الدول الإخرى وما يتحملانه من مسؤولية في إحداث مثل هذه الخسائر الجسيمة بأرواح العراقيين ,ليس من باب طلب الإلتماس والعذر لإعفاءهما من هذه المسؤولية , لأنّ دورهما أكبر من أنْ يُشار إليه , وهو نتيجة أكثر منه سبباَ . لذا ما ينبغي الإلتفات اليه هو مسؤولية العراقيين أنفسهم عن هذا الرقم من الضحايا إنْ كان بشكل مباشر أو غير مباشر , ولا أعني بذلك المواطن العادي بقدر ما أعني منْ بيدهم زمام الأمور , من هنا تأتي أهمية المصالحة التي ـ وأقولها بصراحة ـ لم نلمس لها وجوداَ حقيقياَ على أرض الواقع بنفس القدر الذي تتواجد فيه على مستوى الطرح الشعاراتي والإعلامي .صحيح نحن لا ننكر وجود النوايا الحسنة , لدى هذا الطرف أو ذاك ,ممّن له الحضور الفاعل في الساحة العراقية ,بخصوص تفعيل دور المصالحة الوطنية وبنسب متفاوتة بحجمها , وبجديّتها أيضاَ, لكن النوايا لوحدها ,لا تأتي بشيء دون أنْ تتحول الى فعل ملموس على أرض الواقع . إذاَ ما الذي ننتظره ؟؟ وهل يشفع لنا التاريخ إنْ نحن عوّلنا على إتيان الحلول لمشاكلنا وقضايانا من الخارج , أيْ مِنْ غيرنا ؟ بالتأكيد أنّ هذا (الغير) لو كانت مصلحتنا تهمّه وتعنيه فعلاَ , حتى ولو كان هذا الإهتمام بأبسط مستوياته , لكان قد حرّك المجتمع الدولي , كما فعلها , حينما تمّ إغتيال أحد المسؤولين العرب السابقين في حادث تفجير مدبر , فأقاموا وقتها , الدنيا ولم يقعدوها , وشكّلوا لجنة تحقيق دولية , ليس الغرض منها كشف الحقائق للرأي العام العالمي كما رُوّج لذلك في وقتها , بقدر ما هو غاية في نفس يعقوب . وإزاء كل ذلك فإنّ منطق العقل يقول : كل الحسابات لا تحتمل ضمان تحقيق مصالحنا لصالح قضيتنا إلاّ بإعتماد حقيقة واحدة دون سواها وأنها الكفيلة بتجنّب شعبنا المزيد من القتل والدمار, تلك هي , أنّ كل المحاولات والحلول , ما لم تنبع من صميم إرادتنا , فأننا لا نتوصل أبدا الى ما ننشده . وما أصدق العراقيين , حين يرددون في مأثورهم الشعبي الرائع " الحِمِلْ لو طاح ما إيشيله إلاّ أهله " فما أثقله من حمل , فالأهل أهلنا والدم دمنا ,ولكن أما آن الأوان لأنْ نوقفَ نزفه ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي