الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع على السلطة

علاء نايف الجبارين

2008 / 2 / 19
القضية الفلسطينية


لا يختلف اثنان من المتابعين للوضع الفلسطيني إن هناك صراع محموم بين مراكز قوة مختلفة، وحتى في داخل كل تكتل، فا ألازمه التي تلت وصول حماس للسلطة أظهرت الكثير من المواقف والرغبة من أطراف متعددة للعب دور في هذه المرحلة ويقابل هذا الأمر إصرار من أصحاب القرار السباقين بالاحتفاظ بسطوتهم
لن نخوض في النزاع الدموي بين حركه حماس و حركه فتح ولكن يجب التنويه أن هذا الانحدار كشف عن الصراعات الداخلية لكل طرف منهم فلكل زلزال توابعه كما هو معروف.
حركه حماس منقسمة الآن بين مؤيد للانقلاب ويمثل هذا الرأي قيادات الحركة في الخارج وآخرون رافضون لهذا السلوك والمستندين في نظرتهم للواقع الفلسطيني الداخلي،حتى وان حاولت حماس إخفاء هذا الأمر لكن المتابع لتصريحات المسئولين في حماس سيدرك مدى التباين في المواقف
أما على الجانب الأخر والمتمثل بالسلطة الوطنية فبدأت تطفو على السطح التنافر بين مؤسستي الرئاسة والمتمثلة بالرئيس محمود عباس القيادي في حركة فتح ورئاسة الوزراء بقيادة سلام فياض رجل الاقتصاد المستقل والقادم بدعم أمريكي واضح
القيادة الفتحاوية لم يعجبها سلوك سلام فياض في إدارة المؤسسات الفلسطينية فهم يتهمونه بإقصاء حركتهم عن مراكز النفوذ ومحاولته السيطرة عليها لوحده،وكذلك ما ترشح من نيته إنشاء حزب سياسي مستقل يكون منافسا لحركة فتح مستندا على قوته التي اكتسبها بوجوده في رئاسة الوزراء والتي استطاع من خلالها أن يظهر للعدو والصديق جدارته في إدارة الأزمات وبالتالي هم في الوقت ذاته يدركون أهمية فياض في رئاسة الوزراء فالرجل محط ثقة الدول المانحة ولعب دور مهم في إقناعهم بضرورة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني،واستطاع أيضا تحصيل الضرائب الفلسطينية المستحقة عند الاسرائيلين والاهم من هذا كله يعتبر فياض المرشح القوي لواشنطن والمقبول من الاسرئيلين لخلافة أبو مازن الذي أعلن انه لن يترشح لدوره أخرى للرئاسة
فياض نجح في كسب ثقة الامريكين والاسرائيلين من خلال الإصلاحات التي قام بها خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية وكذلك فرض القانون في مدينه نابلس والتي كانت بداية لتتبعها المدن الفلسطينية الأخرى وبالتالي تفوق على محمد دحلان الذي فشل في تحجيم حركه حماس ومنع سيطرتها على قطاع غزة
فياض يجد قبولا من الجميع وحتى على مستوى حركه حماس ففياض حاول أن يتجنب الصدام المباشر مع الحركة واكتفى بابو مازن في المقدمة وبقي هو رجل ألدولة المنفذ للأوامر وبالتالي فان أي اتفاق بينه وبين حماس وهو رجل الامريكين سيفتح الباب أمامهم لبوابه البيت الأبيض وسيكون هذا الأمر على حساب أبو مازن وحركة فتح
أما على المستوى الشعبي وعلى الرغم من القرار الأخير الذي يعتبر مجحفا بحق المواطنين إلا انه يعتبر الشخصية النزيه والتي يثق بها للتصرف بإدارة شؤونهم
وهنا نعود إلى موقف حركه فتح من سلام فياض والتساؤل الذي يطرح نفسه هل تقبل حركه فتح أن تسمح لفياض بسحب البساط منها بكل هذه السهولة مع وجود مقومات تساعده للقيام بهذا الأمر بعكس حركة حماس فالرجل له تأييد من الداخل والخارج وينظر إليه بأنه المخلص لهذه المرحلة ؟

يمكن رصد بعض الخلافات التي وقعت بين الرئاسة ورئاسة الوزراء والتي من خلالها نرى شدة التنافس بينهما والطموح لدى فياض بتهميش القيادة الفلسطينية
ومن أهم الأمور المختلف عليها ما يتعلق بقضية المعبر فأبو مازن يريد اداره المعبر وفق الاتفاقيات التي وقعها دحلان مع الجانب الإسرائيلي وان تكون إدارتها من قبل جهاز امن الرئاسة التابع له مقابل دعوات من رئاسة الوزراء أن يتم تولى الأمر من قبلها أن هذا التنافس له مبرراته فأبو مازن لن يتخلى عن إدارة المعابر لأنها تعبر عن مدى قوته ونفوذه ولن يسمح لفياض المدعوم من الجميع أن يأخذ صلاحياته
ونضيف أيضا إشكالية ما يسمى ببراءة ألذمة والتي أثارتها رئاسة الوزراء و وقف الجميع ضد هذا القرار ومن خلفهم الرئاسة الفلسطينية والتي اكتفت بان تكون الوسيط بين الحكومة والنقابات الفلسطينية ومجرد أن يكون الرئيس وسيطا فان ذلك يعني عدم رضا وأيضا قدرة على منع تنفيذه
فماذا سيكون مستقبل القضية الفلسطينية ومن سيحكم في المستقبل هل الفصائل التاريخية والتي عاثت بأمن وسلامة المواطنين الفساد والقتل أم هم المستقلين والذين اكتسبوا مصداقية وأيضا دعم دولي وأيضا هل هذا يعني إن الاحتلال الاسرئيلي ومن خلفه الامريكين سيلجؤو إلى اسلوب أخر في تصفيه القضية الفلسطينية من خلال التركيز على النشاط الاقتصادي ؟
أم أن القوة ستبقى منحصرة بين نفس الأطراف وسيعمل الجميع على رفض المستقلين ومحاربتهم وبكل السبل وان كان الأمر على حساب الشعب في سبيل التخلص منهم
يمكن الوصول لهذه المرحلة بطريقة واحدة فقط وهي التوافق بين حركتي فتح وحماس ومعالجة جميع الإشكاليات التي وقعت مع محاسبه المتورطين في حالات القتل والفساد مع التوضيح والتأكيد أن المشروع الوطني لن يكون إلا من خلالهم، والتوافق لتقليص دور المستقلين الذي وصول من بوابة صراعهم والبقاء في دوامه الخلاف سيقوى مركزهم على حسابهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا