الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- مثقفون - ولكنهم يعزفون على آلات قديمة .

عبد الزهرة العيفاري

2008 / 2 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


لك الله ياعراق ! كثر العازفون على آلات السياسة هذه الايام . وكثر كذلك " المحللون " الطارئون !!. واصبح كثيرين هــم الذين يضعـون لانفسهم عند تد بيج مقالاتهم في الصحف الالكترونية وغيرها عناوين طنانة لا تقل عن كلمة : " كاتب " وباحث " وخبيرقانوني " او " شـاعر " ....... وهم يأملون من ذلك ( النفخ ) و" العزف " (على اغلب الاحتمالات ) امتلاك القد رة على تسريب ما يكلفون به من قبل سادتهم واولياء نعمتهم من افكار ومفاهيم بائســة و "" قناعات "" كاذبة لينالوا من عراق اليوم الذي اخذ يطارد الارهاب على كل رقعته الجغرافية . بينما يدرك العراقيون تمـاما ان القصد من ذلك العزف النشاز هو محاولة لبث الاحباط وفقدان الامـل بمستقبل العراق لدى قراء تلك المقالات المهزوزة.
وبالمناسبة انهم يستهدفون ليس القراء العراقيين حسـب بل والمثقفين العرب ايضا ً لكي يخدعوا المثقف العربي على اعتبار ان ما يجري في العراق من مآسي سيأخذ بالاستمرار لسنين طويلة مقبلة ثــم الامر كله وكأنه ليس له صلة بالارهاب ، وليس نتيجة للارهاب ، بل و حتى لا يذكرون الارها ب بكلمة سـوء . انهم يحاولون الايحاء للقاريء ان المذنب الاول والاخير هو هذا العراق الذي فرح بالخلاص من صــدام ونظام صدام . و ان المشكلة الاخرى تكمن في ( شمـاعة ) " الاحتلال " دون ان يشيروا باصابعهم الى الارهابيين صا نعي الموت في الشوارع والاسواق والجامعات ومدارس الاطفال والى مخترعي المفخخات ومفجري الاحزمة الناسفة ......انهم متفقون ! ان لا يقولوا الحقيقة بشأن مسؤولية القتل والدمار وتشريد الاهالي من بيوتهـم. فهل هي القوات الاجنبية ؟؟؟ ام في الحقيقة هم الارهابيون ؟؟؟ ومن يذبح ؟ اليس هم المرتزقة والكفرة من اصحاب اللحى القذرة القادمين من دول الجوار وايران وغيرهم ؟ ؟ . ثــم لــم يشــر ( كتبة الثقافة المزيفة ) ايضا ً الى الجهة التي تكشف مستودعات الاسلحة الموجهة لفناء العراق وشعب العراق ؟؟؟ اليس قوات التحالف ؟ اليس غا لبا ما تساعد قـواتنا الناشئة على العثور على مخابئ الاسلحة ؟؟؟؟ لماذا لا يقولون ذلك ؟؟؟!!!
ان هؤلاء الكتبة ( او الكذبة ) يجهدون انفسهم بالتفتيش عن الاحصاءات المتعلقة باللاجئين العراقيين في سوريا والاردن ومصر ثم لا يرجعون السبب الى الارهاب كذلك ( تماما كما ينشر ويذيع قادة الارهاب البعثي ــ التكفيري ) و كأنه ليس الارهاب هو الذي شرد الناس من ديارهم وقتل الكثير من افراد عوائلهـم!!! . انهم لم يقولوا كلمة واحدة بشأن اللاجئين العراقيين زمن نظام البعث الصدامي البغيض . اذ بلغ عدد اللاجئين حينذاك ما يقرب من خمسة ملايين لاجيء . ولا يزالون في بلدان الشتات يحلمون بالعودة بعد القضاء على حالة الارهاب .
ومقابل هذا يتضح جليا انهم يكتبون مقالاتهم عن العراق بمزاج يثـيــر العداء للعراق الذي مع جراحه يـقارع قوى كافرة قد تجمعت لتدميره وانهاء وجوده . انهم يقصدون من وراء تخرصاتهم وتحريضهم حشــد المزيد من " القوى " السوداء لـمـعارضة عراق اليوم . هذا العراق الذي يسعى لبناء دولته ونظامه كما يشتهي . او على اقـل تقدير يعملون ذلك لزرع اليأ س لدى القراء من انقاذ هذه البلاد وهـذا الشعب المبتلى بالهجمة الكافرة التي لا يمكن ان يحتلمها شعب غيره .
ان هذه الثلة مـمـن يسمون انفسهم بالمثقفين ( ولا حســد ) ومنهم ذلك " الشاعر" و " الخبير القانوني " و"السياسي المخضرم " ، قبلوا ان يتحملوا مهمة غير مشرفة كهذه المهمة !!. والمضحك انهم يبرزون الى الناس بمقالاتهم تلك وهي تنتقص من الفنانين والمثقفين داخل العراق ولعلهم يتصورون ( وهذي مأساتهم ) انهم ناجحون فيمـا يفبركون ضد المفخرة العراقية التي اسمها الـثـقـا فـة العراقية . في حين كلنا ثقة ان مقالاتهم تلك تقا بل بالازدراء من قبل اخواننا وابنائنا في الوطن خاصة . فكيف لا وان احدهم يتباكى على الثقافة والفن لانهما "خفـتـتا و اختفتا" في بلادنا . او يطلع علينا احد جهابذة الموائد ونبيذ ( العشت ) وهو في وا قع الامر من " شعراء " الارصفة في مدن الضباب البعيدة عن مدينته الاصلية ( البصرة ) باخبار عن المثقفين ( التابعين ــ كما يقول ) في الوطن متهكمــا ً ( حسب طريقـة المدمنين ) على مثقفينا وفنا نينا بالرغم من انهم يؤدون فعالياتهم ونشاطاتهم الفنية والادبية وسط النار والدخان والمفخخات و يقفون بقاماتهم الفارعة مع شعبهم يشاطرونه شظف العيش ويحاربون جنبا الى جنب معه الارهاب (البعثي ـ الوهابي الاسلاموى ـــ الايراني ) . ثم ان هؤلاء " المثقفين " طبعا ً يـصـمون اذانهم عن اخبار الجوائز العربية والعالمية المقدمة لمثقفينا على اختلاف ابداعاتهم وعن النجاحات الثقافية في العراق بالرغم من ارهاب القا عدة وطـبـول الاعلام القومي ــ العربي وحراب الميليشيات الظلامية .
ويـجبـرنا احدهم ان نضحك ( بالرغم من المأساة ) على ما يكتبه بخصوص خطة فرض القانون
اذ ينقل الامر وكأن الخطة لم تؤد الى شيء يستحق الذكر ، تماما كما يصرح قادة الارهاب في الفضائيات لأظهار استمرار عنفوانهم وقدرتهم على البطش . اذ يهمهم كثيرا ًان لا يعترفوا بالخسران امام الملأ. ان هذا السيد ايضا ًلا يريد الاقرار با ن عراقنا بدأ يحرز مقدارا من النجاح باتجـا ه كسر شوكة الارهاب . علما ان ما يواجه ـــ العراق وهو البلد الصغير ـــ هو ارهاب عالمي . ويشترك به حتى بعض ممثلي الامــة العربية ( الممتدة من المحيط الى الخليج !!!!! ) . لذا ان التغلب على الحالة الارهابية المسلطة علينا لا يمكن ان يتم بعصا ساحر !! او حسب قاعدة كن فيكون . ومن الواضح ان انتصارات العراق على الارهاب ( بالرغم من قلتها وبطئها ) هي انتصارات عظيمة بالمقياس العالمي . وهي تتحقق دون مشاركة هـؤلاء "المحللين السياسيين" والكتاب الفاشلين والمدعين بالشعر والوطنية الزائفة .
ومن الملاحظ ايضا ان هؤلاء الاسا تيذ الذين يخرجون على الناس يوميا بمقا ل يثرثرون به عن فقدان الثقافة في العراق لا يجهدون انفسهم قليلا ويتابعون الفضائيات العربية التي تنفل ولو باختصار المهرجانات الشعرية داخل وخارج العراق و معـا رض الفنون التشكيلية والمسلسلا ت المسرحية الرائعة و.... الخ . ومن الطريف انهم يجترون مقالاتهم لكي يسجلوا لدى قادة الارهاب عد د مقلاتهم وهي خالية من ذكر الارهاب والمرتزقة الذين يغيرون على بلادنا من دول الجوار بل انهم صبوا في مقالاتهم تلك الشعارات ضد الاحتلال فقط (وكل شييء له سعر) . خاصة و انهم طالبوا ايضا برحيل القوات الاجنبية !!!! ليخلو الجو لقطعان الذئاب كي تفترس شعبنا وتنهي بلادنا ، تماما كما اراد سيدهم المقبور .
فقط نود ان نقول لهم ان العراقيين من فنانين وشعراء ورسامين ومسرحيين وغيرهم من المبدعين سيسيرون قدما في رفع راية الثقافة العراقية رغم كل الصعاب وعبر كل الكوارث ولبناء الوطن ثم لنيل الاستقلال والسيادة الوطنية . اما رموز الابتذال والمأجورين والانتهازيين ( وهم معروفون بأسمائهم وسيمائهم ) . فهم دائما يختارون الزوايا القذرة لسكناهم ثم ينطلقون منها كالبعوض الذي قــد يدمي مقلة الاسد احيانا ً ( كما قال المتنبي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #