الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما فائدة النقد الذاتي بعد فوات الاوان

عبد العالي الحراك

2008 / 2 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مرت الحركة الوطنية العراقية ممثلة بالحزب الشيوعي العراقي , بصعوبات كبيرة وكثيرة وتجارب سلبية مريرة , منذ نشأتها في اوائل الثلاثينات من القرن الماضي . منها تجربة جبهة الاتحاد الوطني التي اطاحت بالحكم الملكي في تموزعام 1958, وقيام الجمهورية العراقية بزعامة عبد الكريم قاسم الذي اسس دولة وسلطة وطنية , على اعقاب حكم ملكي رجعي ارتبط بالاستعمار البريطاني . خلال هذه التجربة لم يفلح الحزب الشيوعي العراقي بجني ثمار الثورة , والاستمرار بالسلطة الوطنية وتطويرها بما يخدم الشعب ويطور البلاد. فقد انفرد الزعيم عبد الكريم قاسم بحكمه وقراراته , وابعد الشيوعيين عن الحكم , مما اتاح الفرصة واسعة للقوى القومية الشوفينية الممثلة بالاتحاد الاشتراكي العربي الناصري وحزب البعث , لأن تملأ الفراغ وتسيطر على معظم المواقع الحساسة في الدولة والحكومة , وخاصة القوات المسلحة . واكتفى الحزب الشيوعي بالمنظمات الجماهيرية والثقافة وتأييده المطلق للزعيم دون قيد او شرط , رغم الضربات الموجعة التي وجهها له , ودون الانتباه الى ضرورة تعزيز دوره الجماهيري وتأثيره الفعال في حماية الثورة ومكتسباتها الوطنية , والدفاع عنها في وجه المؤامرات التي تحوكها وتخطط لها القوى القومية الشوفينية , التي استغلت ابتعاد الشيوعيين عن الزعيم. ففي هذا الظرف الذي استوعبه الحزب الشيوعي , الا انه لم يهيأ جماهيره بالمستوى المطلوب للدفاع عن الثورة عند الطوارىء , فهو لم يسلحها ولم يضعها على اهبة الاستعداد لمقاتلة الاعداد عندما تدعو الحاجة ويحين الوقت , فحتى بعد ان طوقت دبابات المتآمرين والانقلابيين وزارة الدفاع وقيام الطائرات بالقصف الجوي , لم يخرج ابناء الشعب و الحزب الا عزلا , يطلبون السلاح من وزارة الدفاع , التي يحتمي فيها الزعيم للدفاع عنه وعن السلطة الوطنية التي يقودها , علما بان الحزب وقياداته يعلمون بان الشوفينيين, يعدون لمؤامرة وسينتهزون الفرصة المناسبة للانقضاض . ولكن هذا وعي غير منتج وغير مفيد وسقطت الثورة وقتل الزعيم وسكرتير الحزب , وازهقت ارواح آلاف من الشعب وابناء الحزب , وسالت دماؤهم في شارع الرشيد . انها تجربة مريرة خسرها الحزب الشيوعي العراقي اكثر مما خسرها الزعيم نفسه , لانها ثورته وثمرة نضاله . في اواخر الستينات وعندما تمكن البعثيون من السيطرة على الحكم مرة اخرى , ادعوا التقدمية واليسارية وتوصلوا مع الحزب الشيوعي الى تأسيس الجبهة الوطنية والقومية التقدمية , التي بسببها تعمق انقسام الحزب وانشقت عنه القيادة المركزية وعانى وعانت ما عانا كليهما من هذا الانشقاق . واخيرا يتآمر صدام على الحزب في اواخر السبعينات ويقوم بتصفيته عن طريق الاعتقال والتهجيروالضم الى صفوف حزب البعث قسرا واكراها . وبعد سقوط النظام الصدامي يتحالف الحزب مع الاسلاميين والقوميين الاكراد , في عملية سياسية طائفية وحكومة طائفية ايضا وتحت اشراف الاحتلال الامريكي , فتهبط هيبته وتقل جماهيريته وهو سائر لا يبالي في هذة الطبخة السياسية , وهي في احسن الاحوال اذا استمرت الحال على نفس الحال , استمرار للبؤس والدمار او انتصار للاسلاميين وايران , وعندها سيحصل للحزب اسوء ما حصل لحزب تودة الايراني , علي يد الخميني حيث اعدم كيانوري زعيمه واخرين وهرب الباقون . وهكذا سيكون مصير الحزب الشيوعي العراق لانه يهتبر عدو حقيقي بالنسبة لاي حزب اسلامي , ليس لاسباب فكرية او عقائدية , ولكن المتخلفين الاسلاميين يخشون الفكر التقدمي العلمي , الذي لابد ان يسير عليه الحزب الشيوعي , كي يحافظ على جماهيريته التي فقدها بسبب ابتعاده عن الشعب خارج العراق مجبورا , ثم اضاف اليها مشاركته الباهتة في العملية السياسية الفاشلة. فأين نتائج النقد الذاتي لثلاثة تجارب ؟ ما حققته من فشل يفوق أي حلم بالنجاح . او ما فائدة النقد والتقوييم بعد فوات الأوان .. ضرورة الاعتراف بالخطأ والمراجعة واعادة التقييم وتصحيح المسار, والتوجه الى الشعب افضل وأأمن والنتائج ستكون ايجابية وان طال الزمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليسار يتصدر انتخابات فرنسا، ما هو تحالف الجبهة الشعبية الجد


.. بعد فوزه بالانتخابات. . ما الأحزاب الفرنسية المشاركة في تحال




.. النائب عن تحالف اليسار ديفيد غيرو: سنعرض مرشحنا لشغل منصب رئ


.. نائب المستشار الألماني يرحب بفوز اليسار على أقصى اليمين في ا




.. بعد الانتصار.. معركة جديدة في صفوف اليسار الفرنسي؟