الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق

عزيز العراقي

2008 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الطريقة التي تم بها اقرار القوانين المهمةالثلاث في البرلمان في جلسة واحدة , توضح مدى عدم الثقة التي تتحكم بالاطراف السياسية العراقية . وبات الخوف من ( الغدر) بعدم التصويت للقانون الذي يخدم القائمة , بعد ان صوتت للقانون الآخرالذي يخدم القائمة الاخرى . و المهزلةالتي كادت ان تطيح بالبرلمان هي : اي القوانين الثلاث يكون الاول في التصويت ؟! وهم الحلفاء في الرباعية , او 3+ 1 , او في المجلس التنفيذي . بهذه الصورة البائسة يجري الحديث عن ترشيق الحكومة , ويطالب رئيس الوزراء في مذكرته للاطراف السياسية , باعطائه الفرصة لاختيار وزراء تكنوقراط اكفاء يستطيعون النهوض بالمسؤولية الحكومية , ويمكن محاسبتهم عند التقصير . وكأن هذه الاحزاب تريد النهوض بالعراق وليس النهوض بمكتسباتها الفئوية والشخصية . واكدت ذلك تصريحات الايام الاخيرة للمجلس الاعلى والحزبين الكرديين والحزب الاسلامي , وكلها باتجاه تظهير صورة الفشل الحكومي والقاء اللوم على رئيسهاالمالكي فقط . في محاولة للضغط عليه ووضعه في اطار متطلبات هذه الاحزاب دون الاحزاب السياسية الاخرى .

تعتقد هذه الاحزاب ان بامكانها فرض ارادتها على الوسط السياسي العراقي , وتستطيع ايضاً ان تنتزع من الامريكان الاستجابة لوحدة ارادتها . ولم تأخذ بنظر الاعتبار الفشل الذي واجه حليفهم الحزب الاسلامي بعد توقيعه اتفاق دوكان مع الحزبين الكرديين من قبل الوسط السني . وقد اعتقد الحزب الاسلامي بعد ان حصل على تطمينات من الحزبين الكرديين وبعدها من السيد عبد العزيز الحكيم , بأنه سيكون الممثل الوحيد للسنة في ادارة الدولة . وقد وصلت الاستهانة بهذا الحزب الى حد تهديده بغلق مقراته في معقله الانبار من قبل بعض المليشيات السنية . ولا وضعوا نصب اعينهم رفض الامريكان لاستبدال حكومة المالكي – رغم فشل هذه الحكومة والاداء الضعيف لرئيسها – لاسباب تتعلق برؤياهم الستراتيجية للمنطقة , ومتطلبات وضعهم الداخلي الذي لايريد ان يفرط بالنجاحات الامنية التي تحققت , ويضع الادارة الجمهورية وهي على ابواب الانتخابات امام فراغ حكومي مرتبك في العراق , يزيد الطين بلة في صراعها الانتخابي مع الديمقراطيين .

ومن جهة اخرى ان وضعية المجلس الاعلى في الوسط الشيعي ليست افضل من نبذ الحزب الاسلامي في الوسط السني , وبات المجلس وحيدا يسبح في حوض الائتلاف , الا ان المجلس يعتمد على رافعات اكثر ارتكازاً . حيث يعتقد البعض ان القياسات التي تحكمت بحزب الله اللبناني وجعلت منه الذراع الايرانية في المعادلة السياسية اللبنانية , هي نفس القياسات التي تنسحب على توجهات المجلس الاعلى – اكثر من اي تنظيم شيعي آخر – لصالح النفوذ الايراني في العراق . ويستشهد بهذا الخصوص اعتراف محسن رضائي القائد السابق لقوات الحرس الثوري وحالياً سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني , المنشور في موقع " صوت العراق " يوم20071118 وقال فيه " نحن في العام الثاني من الحرب , بادرنا نوعاً جديداً من الحرب , نسميها الحرب الثورية . وكانت خاصة لنا ولكننا صدرناها الى مناطق اخرى , على سبيل المثال الى لبنان . كما نحن دربنا فيلق بدر العراقي وجبهة شمال افغانستان بعض هذه التدريبات . هذه كلها تندرج في اطار نوع الحرب الثالثة التي صنعت في ايران " . هذا ما يؤكده احد كبار الصقور الايرانية , ولاينفيه المجلس الاعلى .

والسؤال لبعض القيادات القومية الكردية التي تراهن عل ذكائها في تحديد الحليف ( الستراتيجي ) الذي يمكن العبور معه لتحقيق الحلم المشروع بأقامة الدولة القومية الكردية : هل هي الجمهورية الاسلامية الايرانية وادواتها في العراق ؟! ام القوى الديمقراطية الحقيقية في العراق ؟! واغلب القيادات الكردية تدرك ان عداء ايران للفيدرالية الكردية في العراق هو اكبر من العداء التركي لها , بسبب وجود القوميات الخمسة الرئيسية الاخرى في ايران , ومحاولاتها الحصول على استحقاقاتها القومية . وايران مثل تركيا , وجدت نفسها امام الامر الواقع لفيدرالية كردستان العراق - التي فات موعد الغائها - , فعمدت الى تشويه مفهوم الفيدرالية بطرح مشروع فيدرالية الوسط والجنوب الطائفي الذي ينادي به المجلس الاعلى لوحده , والعمل السريع على ربطه بالاف الروابط الطائفية والاقتصادية والعسكرية مع النظام الايراني , ليجهز عل الفيدرالية كمفهوم لتقاسم السلطة , وتحويلهاالى وسيلة لتمزيق الشعوب والاوطان . والسياسات التي تبغي تحقيق الدولة القوميةالكردية المستقلة في هذه المرحلة , سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق بقدر ما ستكون الخسائر فادحة , ليس للعراق فحسب , بل وللتجربةالكردستانية ذاتها . فلا الامريكان يقبلون بهذا الطرح , ولا المجتمع الدولي , ولا دول الاقليم , ولاطبيعة المرحلة الحالية . حيث ينحو النشاط الانساني الآن باتجاه الديمقراطية والتنمية وتجاوز الكثير من المطبات القومية , ولوائح الصراع المتعلقة بحركات التحرر الوطني التي رافقت الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ