الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاسترو : خمسين سنة في السلطة و لكنه ليس ديكتاتورا !!

منير العبيدي

2008 / 2 / 21
كتابات ساخرة


لو أن المرض امهل كاسترو بضعة اشهر اخرى لكان ختم العام الخمسين في رئاسة كل مؤسسات الحزب و الدولة في كوبا بما فيها رئاسة الدولة و القوات المسلحة و الحزب .
ولكن مع ذلك فإن كاسترو ليس ديكتاتورا بنظر بعض رفاقنا !!
يقول الرفيق الذي جالسته قبل أيام أن صدام حسين ديكتاتور اما كاسترو فلا .
لماذا و كاسترو في السلطة منذ ما يقارب النصف قرن دون منافس ودن انتخابات او تعددية حقيقية ؟ ألم تبح اصواتنا في الدعوة للتعددية في وطننا ؟ هل يحق لنا ان نعتبرها غير مهمة في البلدان التي يحكمها الرفاق ؟
هناك في هذه البلدان لن تكون مثل هذا الدعوات من اجل التعددية و الانتخابات سوى دعوات امبريالية .
و كررت السؤال لماذا صدام ديكتاتور و كاسترو لا ؟
قال لي : لأن كاسترو لم يعتدِ على جيرانه كما فعل صدام حسين !
و لو أن هذا الرفيق عرف الشيء البسيط ، البسيط جدا من الجغرافية لكان عرف أن الرفيق كاسترو لا جيران له سوى مياه البحر و المحيط المالحين و أن كوبا ليست سوى جزيرة و ان اقرب جار لها بعد البحر و المحيط هو الولايات المتحدة الامريكية .
و لا نستطيع ان نعرف فيما اذا كان كاسترو سيعتدي على جيرانه او لا على افتراض أن له جيران ، فلسنا عرّافين و لكن ما نستطيع ان نجزم بحصوله أن الذي يتمسك بالسلطة كل هذه المدة يكون في العادة مستعدا لفعل أي شيء للمحافظة عليها .
و نحن نعرف أيضا ان الجوهري في سلوك أي ديكتاتور هو سياسته الداخلية و تعامله مع شعبة و مدى الحريات التي يتمتع بها الشعب .. الخ و نحن نعرف أن السياسة الخارجية ما هي الا انعكاس للسياسة الداخلية و ان الصعوبات الداخلية و تصاعد النضال الشعبي هي التي تدفع الطغاة الى الهروب نحو الخارج و استعمال الحرب مع الجيران من اجل تبرير المزيد من القمع الداخلي .
و لا أدري كيف سيجيبني هذا الرفيق على قيام كاسترو مع هذا بترك السلطة تحت رئاسة اخيه البالغ من العمر 76 . هل أن الحزب و الشعب و الكوبي كان عاجزا كل هذه المدة عن تربية جيل من الشباب لتولي المسؤولية في قيادة البلد طيلة هذه الخمسين عاما ؟ هذا اذا افترضنا جدلا ان لا جيل جديد من القادة في كوبا معني بالتغيير و اقامة التعددية التي اغرمنا بها اخيرا من النظرة الاولى و يريد أن يستمر في حكم الحزب الواحد .
إن المشكلة اعمق و اكثر ابعادا من مجرد ان نمتنع عن ادانة ديكتاتور لأنه من " جماعتنا " بل المشكلة أن المفكرين الماركسيين و الذين يتربعون على قوائم النشر على مواقع الانترنت و الصحف لا يمسون المواضيع التي لا يرغب بعض الناس بسماعها و يقومون بالمجاملة على حساب الحقيقة . و الحقيقة التي لا ينبغي التهاون او التردد في قولها بشجاعة هي ان امتناعنا عن نقد الاخطاء التي نرتكبها و التي ارتكبناها في الماضي هي التي تعرقل تربية جماهير واسعة من الناس بالحقيقة و معرفة جوهر الحقيقة و كيف ان علينا ان ننتقد الظواهر الضارة بغض النظر عن مصدرها سواء كانت من جماعتنا او جماعة اخرى . و ان الديكتاتور هو ديكتاتور سواء كان ديكتاتورنا او ديكتاتورهم .
و اذا لم نمتلك الشجاعة على انتقاد ادائنا وناسنا و تجربتنا سوف نبقى ندور في حلقة مفرغة من الفشل المتبوع بفشل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07