الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وين وين الملايين... العرب؟

محمد تامك

2008 / 2 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هل نحن عرب ؟ بماذا وكيف نحن عرب؟ نطالب بالقومية العربية، نطالب بالوحدة العربية، نلقي الخطابات، نتفنن في المصطلحات، نبعد عنا الشبهات؛ لكن هل نحن فعلا عرب؟! فميزتنا الخضوع والطاعة والامتثال و الاقتراب في خشوع وانبهار، ألم نمارس السياسة ؟ هل نعرف حقا المعنى الدقيق للديمقراطية؟ أليس فينا مثقفون؟ أليس فينا ثوار؟ أليس فينا أنتلجانسيا؟ فهل نحن عرب ؟ نغض الطرف عن كل الأحداث ونتجاهل الواقع، هل يمكن القول أننا ضحية الإعلام الامبريالي. أيمكن القول أن غياب الديمقراطية في أنظمتكم أدت بكم إلى الانهزامية والتردد واللامبالاة والاستسلام للواقع، بل هل يصح أن إبعادكم عن السياسة ينفع الأنظمة القائمة ويشجع الجمود ويقوي النزعة المحافظة كل هذا وذاك. لماذا نحن عرب ؟ ماهي السمات التي علينا اكتسابها لكي نكون عرب. هاهي ذي الجامعة العربية؟؟؟ هاهي ذي القمة الإسلامية؟؟؟ وهاهو وهاهي... ولاشيء هناك،كل ذلك مجرد أدوات لجبر الخواطر والظهور على الشاشات.
أيها المثقفون، أيها الأحرار، أيها الثوار في هذه الأمة، لماذا بقيتم صامتين صمتا قاتلا في اتجاه شعوب شردت وأنهكت، لماذا تقفون عاجزين أمام كل ذلك؟ أفلا تنظرون ما فعل الإعلام بكم ؟ ألا تنظرون إلى الأنظمة كيف دجنتكم وغيبتكم عن حبكم وشغفكم للحرية والاستقرار.
فيا عرب لماذا تهملون شعبا شرد ويعيش جزء منه تحت وطأة اللجوء منذ منتصف السبعينيات، فيما البقية ترزح تحت سياط وجبروت الجلادين المغاربة، إنه شعب يقال له الشعب الصحراوي، لم يطالب بأرض أحد، لم يمارس الإرهاب، لم يكن ضد أحد لم ينفصل عن أحد طالب فقط بأرضه المغتصبة، لقد حارب المستعمر الإسباني مند اجتياحه لأرض الصحراء الغربية سنة 1884، وقاوم بأساليب بسيطة جدا والعدة أنذاك لاتتجاوز أسلحة خفيفة وبعض الجمال، وفي الغالب يقاومون بالرجال فقط دون أن ننسى الدور الأساسي للنساء في المقاومة، حتى فوجئ باجتياح دولة عربية مسلمة ملكية لأرضه، هنا يكمن الخطأ ويمكن القول (إن ظلم ذوي القربى اشد مضادة من السيف المهند). اجتاح النظام الملكي أرض الصحراء الغربية سنة 1975 بمسيرة سماها "خضراء" والتي لم تتجاوز km15 في ارض الصحراء الغربية، هنا السؤال أين العرب ؟ لماذا قامت الدنيا ولم تقعد بعد اجتياح العراق للكويت.أو ليس الحسن الثاني هو من كان ينقل جلسات القمة العربية من الرباط للموساد، فهل نحن لسنا عرب؟ لكي نتجاهل اجتياح المغرب للصحراء الغربية ومنذ ذلك الحين وشعب الصحراء مقسم إلى قسمين: قسم في حياة اللجوء في الأراضي الجزائرية التي من المؤكد أن ننحني أمامها ونقدر ما فعلته من أجل هذا الشعب، فتحية لبلاد المليون شهيد، جنة الثوار. و بالمقابل كانت اراضي المملكة المغربية الملجا الآمن لليهود ذوي النعرة العنصرية بامتياز . نعم عانى هذا الجزء من الصحراويين في مخيمات اللجوء من قساوة الطبيعة والتشريد والحرمان من الأرض، ناهيك عن صمت وتخاذل العرب، فهناك أطفال ونساء يعيشون على المساعدات الإنسانية من منظمة غوث الاجئين ومساعدات دول غربية فيما خيرات بلادهم ينهبها النظام الملكي، أليسوا عرب... بل أليسوا بشر؟ والجزء الثاني يعيش تحت وطأة الاحتلال، تحت الحصار والمعاناة أشد مما يتصوره الإنسان، تعذيب، ترهيب، إجهاض للنساء الحوامل، رمي للأجساد البشرية في الوديان، تشجيع للهجرة السرية في اتجاه الدول الغربية، اغتصاب وانتهاك للحرمات، تذليل وتشويه بما تحمله الكلمة من معنى. فبركة المحاضر بغية الزج بأصحابها في معتقلات الخوف والقهر، لا تعليم وإن وجد فهو محدود المردودية، حرمان من بعض المهن كالطيران نموذجا وذلك لشئ في نفس النظام المغربي، وهذا كله أمام صمت عربي قاتم، مع العلم أن هذين الجزئين من هذا الشعب العربي المسلم فرق بينهم هذا النظام، بجدار سماه الحزام الأمني من تخطيط اسرائيلي فلنتساءل: هل يوجد جدار من هذا النوع في العالم ؟ نعم هناك جدار برلين بين الألمانيين فقد سقط، وجدار أخر شيده الصهاينة لتقسيم الشعب الفلسطيني فهيهات يا عرب؛ تلك هي الأفكار وتلك هي الوحدة وذلك هو الإسلام وتلك هي العروبة بل تلك هي الإنسانية والديمقراطية المطلقة، نعم نحن مع الوحدة العربية والقومية العربية وانعدام الحدود ومع ومع... لكن ليس على حسابنا كشعب صحراوي مشرد، شعب قاوم النظام المتغطرس، وقاوم صمتكم ولا مبالاتكم وإهمالكم وتنكركم لعروبته. نعم أيها القومي أيها الوحدوي، فهل سنبقى هكذا الشعب الصحراوي منذ بداية التسعينات في حالة سلم احتراما للمجهودات الإنسانية رغم ما يمكن القول فيها، لكن يقول المثل الصحراوي (اللي كثر انفطلوا) أي كل من اكثر من شئ ما فسيعرف الجميع بذلك. واليوم فحتمية الرصاص أصبحت ملحة.
وليسجل التاريخ انصافا للأجيال القادمة أننا أحفاد الشهيد الولي الذي لقن شعبنا الصحراوي أدبيات الثورة وعلى رأسها القومية العربية، وهو الذي لطالما نادى بالمغرب العربي وبالوحدة العربية، بالمقابل نجد حزب الاستقلال المغربي وأسطورة المغرب الكبير، ليس العربي طبعا، وانما مغرب الحسن الثاني. وليسجل التاريخ أيضا مواقف جبهة البوليساريو ومبادراتها الساعية دوما الى إيجاد حل عادل للقضية انطلاقا من مبدأ المصير العربي المشترك بين الشعبين الشقيقين الصحراوي والمغربي، وبالمقابل دائما نجد هناك اليد المتطاولة التي تضع العصا في العجلة ليقف حمار الشيخ في العقبة، ولعل ارشيفات جيمس بيكر والأمم المتحدة خير دليل على تعنت الدولة المغربية الذي لا يخدم سوى قوى امبريالية خارجية هدفها الوحيد القضاء على الحس القومي العربي.
فأين الضمير وأين النخوة أم أنها ضاعت بين حفلات قصر الاليزيه وفنادق نيويورك الفخمة وحسابات أضخم بورصات العالم؟!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس