الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين رسوم الفُجّار.. ومقالات النَجّار

جورج غالي

2008 / 2 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أُثيرت منذ فترة طويلة مشكلة الرسوم المسيئة للرسول والتي كانت عبارة عن 12 رسماً كاريكاتيرياً ظهرت في الدنمارك في جريدة واحدة وهي "يلاندز – بوستين" حيث طلبت الجريدة من الرسامين "رسم الرسول كما يرونه" كتأكيد على حرية التعبير وكرفض لضغوط المسلمين الذين طالبوا باحترام حساسيتهم إزاء الموضوع.
وقد أثارت هذه الرسوم حفيظة مسلمي العالم وكان لها من ردود الفعل ما لا يكفي المقال لسرده، ولكنها أسفرت عن قتل وحرق ومظاهرات عارمة في العالم الإسلامي، ومقاطعة منتجات و... إلخ.
وإن كانت هذه الرسوم هي تعبير عن وجهة نظر الرسامين لما يرونه من إرهاب متطرفي الإسلام من عمليات انتحارية وقتل أبرياء وتفجيرات في أماكن عامة تحصد أطفالاً ونساءً وشيوخاً ولا تُفرق بين مذنب وبريء، طمعاً في حوريات في الجنة وقصوراً وغلمان مخلدون وما إلى ذلك مما يلقنه لهم شيوخ الإرهاب، إلا أنني أختلف مع كثيرين ممن يدّعوا أنها حرية شخصية في عرض هذه الرسوم وذلك لأنها تخوض في مقدسات ديانة من الديانات.
ويسوقني الحديث إلى ما يفعله الدكتور "زغلول النجار" في مصر، حيث يخوض في مقدسات المسيحيين في العالم أجمع ويتهمها بأنها مكدسات وكلها مؤلفات، حيث ينشر فضيلة الدكتور مقالاً أسبوعياً في أحد الجرائد اليومية "الأهرام" ولا مانع لديه من الازدراء بالكتاب المقدس في مقالاته على صفحات هذه الجريدة القومية على فترات متباعدة وأحياناً متقاربة.
وكانت ردود أفعال الأقباط المسيحيين تتراوح بين مقالات ودعاوى في المحاكم، ولم يحاول أحد قتل صاحب المقالات كما فعل المتطرفون المسلمون من محاولة قتل أحد رسامي الكاريكاتير، مما دعا كل الجرائد في الدنمارك إلى إعادة نشر الرسوم المسيئة.
وأتصور هنا موقف خيالي لا أتمنى وأعرف جيداً أنه لن يحدث.
فماذا يمكن أن يحدث لو أن أحد المسيحيين الغيورين على كتابه المقدس الذي يزدريه النجار حاول قتله؟ هل يكون رد فعل باقي المسيحيين هو مؤازرته والدفاع عنه حيث أنه يدافع عن مقدساته؟ لا أظن.. فكلنا كمسيحيين نعلم أن إلهنا قوي ولا يحتاج مساعدة من البشر للدفاع والزود عنه، ولكن لا بد لنا كأقباط من وقفة..
أرجو من كل الأقباط مقاطعة هذه الجريدة "الأهرام" والتي تخصص مقال أسبوعي لفضيلة الشيخ "زغلول النجار" يزايد فيه على قدسية الكتاب المقدس، حيث أنه مهما رُفِع من دعاوى ضد النجار لن يُنظر إليها لأن العالم الإسلامي يعتبره رمز من رموزه ومصر –حسب المادة الثانية من الدستور- إسلامية.
كما أتمنى أن ينظر قداسة البابا شنوده بعين الاعتبار إلى ما يكتبه هذا النجار في الجريدة التي يكتب قداسته شخصياً فيها مقالاً أسبوعياً أيضاً، وأن يمتنع قداسته عن إرسال مقاله اعتراضاً على مهاجمة الكتاب المقدس بالجريدة، والتي كان آخرها مقال للنجار بتاريخ الإثنين 11 فبراير..
ولكم الله يا أقباط مصر المسيحيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم