الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيزياء مسعود البرزاني

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



إذا كان العراق غارقاً في وحل الارهاب جراء تواجد تنظيم القاعدة الذي أستدرجته الولايات المتحدة الامريكية الى العراق للقضاء عليه وأستفحال ظاهرة الميليشيات ، كما وأن بقايا نظام البعث الفاشي التي تحاول اعادة السلطة المفقودة وأطراف داخلية وأقليمية أصبح تدخلها علنياً بالشأن العراقي ، كل هذه الجماعات والاحزاب عاثت بالوطن العراق الدمار والخراب حتى وصلت الامور الى ما نحن عليه الآن ، لكن ثمة شخصيات سياسية عراقية دخلت اللعبة السياسية بطريقة الانتخابات ونجحت فيها إلا ان الانتخابات القادمة لا نعرف ماذا سوف تحمل لهؤلاء الساسة الذين أشتد عظمهم خلال هذه السنوات العجاف على حساب فقراء الشعب العراقي المغلوب على أمره من جهة وعلى حساب ميزانيات العراق المالية السنوية والتي درت عليهم الملايين والمليارات من الدولارات التي فاقت عقولهم وتصوراتهم الامر الذي جعل منهم أن يتحولوا الى طغاة داخل المدن والقرى التي يحكمونها في ظل حماية القوات الامريكية !
ولسوف أسلط الاضواء هذا اليوم على شخصية السيد مسعود البرزاني رئيس ما يسمى بأقليم كردستان العراق والذي يرفض جملة وتفصيلاً منذ سنوات رفع العلم العراقي في مدن العراق الشمالية ، ويقبض من نفط العراق نسبة كبيرة وصلت بالمليارات سنوياً تذهب أكثر من نصفها الى حزبه فقط والنصف الاقل يذهب الى حزب رئيس الجمهورية جلال الطلباني ، ولعل هذه المليارات التي هي حصة ثلاث مدن فقط كان منها أن تجعل من هذه المدن أن يعيش سكانها بأروع ما يمكن وأن تقوم بها حملة أعمار يفترض أن تكون غير مسبوقة على الاطلاق ، لكن دكتاتورية الحزبيين الكرديين حالت دون ذلك .
السيد البرزاني يتصرف بمنصبه الحالي وكأنه رئيس دولة تجاور جمهورية العراق كل تصرفاته توحي بذلك سواء كانت من خلال تصريحاته النارية التي يطلقها عبر الفضائيات او من خلال المؤتمرات الصحفية ، وفي الغالب سرعان ما يتراجع عنها وبخاصة تهديداته بضرب المدن التركية فيما إذا دخلت القوات التركية الى شمال العراق ، وقد دخلت تلك القوات وضربت بالعمق مقرات حزب العمال الكردستاني ، إلا أنه لم يحرك ساكناً ، لا بل توارى تماماً عن أنظار المحطات الفضائية وهرب من تصريحاته الى جهة مجهولة ! وتسربت بعض الاخبار عن عملية أغتيال تعرض لها في اربيل وسفره الى أسرائيل للعلاج ، حسب ما نشرته احدى الصحف الاسرائيلية في حينها ، وحاولت أطراف عراقية كثيرة التعرف على أسباب أختفاء مسعود البرزاني ، إلا أن الناطق الرسمي لرئاسة الاقليم ضل في سبات عميق أستمر أياماً حتى ظهر بعدها ليقول بأن البرزاني في النمسا لترميم أسنانه ، بينما طب الاسنان في العراق هو أكثر تقدماً وتطوراً من طب النمسا وحتى من بريطانيا العظمى ، لقد كان التبرير غير مقنع ، فالرجل هرب من تصريحاته النارية ضد تركيا وكان متوقعاً أن الاتراك سيقوموا بضربه في مقر اقامته إلا أنهم لم يفعلوها .
لقد أمسك السيد مسعود البرزاني بوزارة الخارجية التي اوكلها لخاله هوشيار زيباري ومنذ خمسة سنوات ، وفي كل تغيير حكومي يقف البرزاني وبقوة بوجه تغيير الوزير الامر الذي أصبحت وزارة الخارجية باسم البرزاني وسجلت بالطابو العقاري على ما يبدو ! في الوقت ذاته تتكمم أفواه العرب السنة والشيعة حيال هذا الاحتكار لتلك الوزارة فيما يسمى بالعراق الديمقراطي ! ولو كان زيباري يعمل كوزير خارجية فعلاً للعراق ، لقلنا لا ضير في ذلك ، لقد حول هذا الوزير وزارة الخارجية العراقية الى وزارة كردية صرف ! حتى أن بعض السفارات العراقية في الخارج لم ترفع العلم العراقي في داخلها ! وحين تدخل على السفير الفلاني ستجد علم كردستان فقط ! العراقيون الذين يقومون بمراجعة السفارات هنا وهناك يحتاج لهم مترجم عن اللغة الكردية بسبب كثرة الاكراد الذين يعملون في داخلها ، أضافة الى ذلك فثمة العديد من الخروقات التي سجلتها سفاراتنا في الدول الاسكندنافية بأعطائها الآلاف من الجوازات الرسمية لاكراد من دول الجوار العراقي ووحدها النرويج كشفت أكثر من 1250 جوازاً أعطيت جميعها الى أكراد ليسوا بعراقيين !
أمور كثيرة يطيل شرحها حول تصرفات السيد البرزاني وكان آخرها تهديداته بالقوة لكل من يقف حجرة في طريقه لتطبيق المادة 140 الخاصة بمدينة كركوك العراقية والتي يريد ضمها الى أقليمه ، بعد أن حاول تكريدها منذ خمسة سنوات بطريقة شوفينية بحته . وطبعاً تصريح السيد البرزاني وتهديده هذا الذي جاء بمقابلة له من قناة العربية وحده الكفيل بتقديمه الى سلطة القضاء العراقي ، لان فيه تحريض واضح على الارهاب ! ولا أعرف هل أن القوانين الخاصة بالتحريض على الارهاب ومعاملتها كما الارهاب بالضبط تنطبق على الفقراء فقط ؟ ولم تنطبق على المسؤولين ؟ والطامة الكبرى أن البرلمان العراقي والحكومة العراقية لم يعلقوا ولو بكلمة واحدة على هذه التصريحات الارهابية !
الجميع يعرف وقد بات واضحاً أن تصرفات الاحزاب الكردية أكثر دكتاتورية من الانظمة الشمولية السابقة فأكراد العراق لم ينعموا بخيرات ميزانية العراق الكبرى التي تذهب الى جيوب الحزبين فقط ، ومازال الفقر ينهش بعظام الفقراء وهم كثر ، والكردي العراقي الذي يلجأ في كل يوم الى دول اللجوء الاوربي جراء سياسات هذه الاحزاب القميعة التي بنت العديد من المعتقلات والسجون المنتشرة في الكثير من مدن الاقليم ، كما وان هذه الاحزاب الدكتاتورية الشوفينية بدأت منذ سنوات بزج العديد من العرب والاكراد والتركمان والاشوريين في هذه المعتقلات بعد أخذهم عنوة من مدن الموصل وكركوك بطريقة اضحت مكشوفة والحكومة ساكتة ، لقد أكدت التحالفات ما بين هذين الحزبين والمجلس الاعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم والحزب الاسلامي على ضرورة تقسيم العراق الى فيدراليات على طريقة فدرالية كردستان والتي هي أكثر بكثير من الكو نفدرالية .
ولعل ما يصبو له السيد مسعود البرزاني هو الانفضال بعد ضم كركوك للاقليم وضم مناطق من نينوى وديالى ومناطق أخرى ، كونه لا يعترف بعراقيته أولاً وقد عاش وظل ومازال على الضحك على ابناء جلدته من البسطاء ببكائه المستمر على ضرب مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وأستلم مبالغ أكثر من خيالية من دول ومؤوسسات عالمية على هذا التباكي ، وبهذه الاموال الطائلة لم يقوم ببناء طابوقة واحدة في تلك القرية التي نكبت من قبل النظام السابق ، لا بل أزداد غطرسة وظلماً على ابنائها حين خرجوا متظاهرين على سياسته قبل ثلاثة أعوام وأودعهم في معتقلاته التي تضاهي معتقلات الدكتاتوريين الذين سبقوه ، كما ويتصرف مع الاعلاميين العراقيين وبعض العرب الذين أستكردوا في ليلة وضحاها وظلوا يكتبون عن حقوق الاكراد المسلوبة وتلميع صورة البرزاني والطلباني هنا وهناك ومنذ سنوات مقابل مبلغ 2000 دولارا تدفع لهم شهرياً وهم في المنافي التي يسكنوها ، بائعين في ذلك كرامتهم وقيمهم ووطنهم بابخس الاثمان ، وبهذا يكرر البرزاني ما كان يفعلوه صدام حسين بالنسبة للصحفيين العرب ، فكان يبذخ عليهم من الدولارات والسيارات والشقق الراقية في عواصم عمّان والقاهرة وبيروت وغيرها حتى إذا سقط صدام ، بدأ البكاء عليه في ما تظهره قناة الجزيرة من نفاق عربي يؤجج الاحتقان الطائفي داخل العراق ، لقد أنتفض مسعود البرزاني بمجرد أستقرار الوضع الامني النسبي داخل العاصمة بغداد ، والتحالف الذي شهده ما بين بعض الاطراف الشيعية والسنية وقائمة اياد علاوي ، فجن جنونه ، معترضاً على هذا التحالف وبشدة ، بينما هو من حقه يعقد التحالفات مع من يعطيه الكثير من المكاسب على حساب الشعب العراقي المسكين ، من كل هذا يتضح وقد قلتها في مقال سابق قبل اكثر من عام تقريبا أن الحزبيين الكرديين لهم دور قذر جداً في تأجيج العنف داخل العراق وبخاصة العاصمة بغداد ومدن كركوك والموصل ، وذلك فان الامن والاستقرار ليس من مصلحتهم والتحالف الشيعي السني ليس من مصلحتهما ايضاً فمثل هكذا تحالفات سوف تقذف بهم الى مزبلة العملية السياسية التي تنتظر الكثيرين فيما إذا أجريت أنتخابات نزيهة بعد أن كشف الشارع العراقي وعن كثب المؤامرات التي تحاك ضد وطنه من هذين الحزبين الكرديين ويضاف لهما المجلس الاعلى والحزب الاسلامي التابع للهاشمي الذين وقعوا على بياض لبيع كركوك الى الاكراد ، والحقيقة الواضحة التي تعرفها هذه الاحزاب التي ستذهب الى مزابل التاريخ قريباً جداً أن العراق واحد ولا يمكن أن يقسم في اي حال من الاحوال الى دويلات ضعيفة وصغيرة تتحكم فيها الاحزاب التي كان صدام حسين ينعم عليها بالمال والسلاح والنفط ! ولست بموقع التذكير للبرزاني في هذا الشأن تحديداً ! فما قاله العديد من الكتاب يكفي الحليم أشارة وبخاصة سنوات التسعينيات التي سقطت فيها مدينة أربيل بيد الطلبانيين ولولا أستنجاد البرزاني بصدام لكانت دولة الطلبانيين مقرها أربيل ، ولعل مطالبة البرزاني والطلباني بكركوك هي موضع سخيرة بالنسبة لجميع العراقيين ، ولو عادوا الى قراءة التاريخ جيداً لعرفوا أن تواجد الاكراد في كركوك حديث العهد جدا وكما ذكر علي الوردي في احدى كتبه بان فقراء الاكراد نزحوا الى مدينة كركوك بعد أكتشاف النفط فيها من أجل العمل .
العراقيون يريدون كركوك عراقية والبرزاني يردها كردية ، أي بمعنى الانفصال قريب بعد تحقيق هذه المكاسب اللاشرعية ، وتهيمن عائلة البرزاني في شمال العراق على جميع مفاصل الحياة المالية في الشركات والحكومة والسلطة والمعامل ، ولها أسهم مع شركات عالمية فعلى سبيل المثال لا الحصر أن نيجرفان برزاني رئيس ما يسمى بحكومة الاقليم يمتلك اكثر من نصف معمل سكائر المارلبورو الامريكي وهناك العديد من الاسهم مع شركات عالمية ، وطبعاً جميع هذه الاسهم والشركات التي يملكونها خارج وداخل العراق هي من ميزانية العراق والتي يفترض أن تذهب الى فقراء الاكراد من الشعب العراقي الذين يعيشون الكفاف وليس بمقدورهم دفع ايجار شققهم واحتياجات عوائلهم التي باتت صعبة في ظل هذه الظروف المحرجة والتي ترتفع فيها الاسعار بشكل جنوني في كافة انحاء العالم وليس العراق فحسب .
نذكر وقد تنفع الذكرى في يوم من الايام ، فإذا كانت الاحداث المؤلمة التي مرت بالعراق أرضاً وشعباً من تاريخ سقوط النظام عام 2003 وحتى هذا اليوم ، وأستغلال بعض الاحزاب او غالبيتها هذا الوضع المتردي الامر الذي مكنهم من سرقات قوت الشعب وسلطته وقراراته وتجاوزاتهم على الدستور المستمرة وجعل الطبقات الفقيرة داخل المجتمع أكثر فقراً من ذي قبل وصعود طبقات المنتفعين التابعين لتلك الاحزاب على جثث الفقراء والمسحقون ، فأن هذا الوضع لا يدوم ، وكم من الاحداث المرعبة مرت على تاريخ العراق لكن العراق مثل العنقاء ينهض من تحت الرمال ليزيح العروش والشقاوات السياسية ووجوه أضحت نقمة على العملية السياسية داخل العراق ، فقط نذكر والايام قادمة لا محال ولا يتوقف الزمن !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في