الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيويورك بعين صائد السمك ( 3 )

بولس ادم

2008 / 2 / 24
الادب والفن


السلسلة التي تحيط برقبة ( سعدي يوسف ) هي هناك لتؤدي وظيفة
حمل العراق على صدره كخريطة تجسم الروح ، وهي في اشعاره ، عراقا
لايفارقه وحتى في شتم المتبولين عليه دما .. فموقع الشاعر ليكون
شاعرا ، ندرك تماما بانه مناضل واضح وليس ضليع نضال فاسد !

وما مقالاته عن تبعية المثقف وحصر انتماءهم للآانتماء في صفقة الثقافة الباطلة / هم ادرى ببؤس المصير ..!

يبدا صائد السمك باغنية في ديوانه الأخير .. يرحل فيها كل شئ
الى حيث ينتهي اليه خارج طرقات الشاعر الذاتية ، الا انه بعد
تخطي السبعين من عمره .. يحضر العراق الملازم له كالصاعقة التي
تسحق وحدته مع بلده البعيد ، فياللمرارة في مساء سعدي ذاك !
وكيف عاشه شعرا ..

( المغادِرُ ليسَ الـمُهاجِرَ )

ترد هذه الحقيقة في قصيدة ديوانه الأولى ( مهاجر )

فبعد انطباق الباب ومغادرتها هابطة على السلم الأخضر تاركة
ظلال اشياء خيش لها .. يعاود الشاعر لقاءا كالنزيف مع عراقه
وهو شئ لا يحدث في لندن معه كل يوم وباليات قوة تحكمه وبرمجته مبردا
اياه على شعاويط ناره ، بين نقد احواله والشوق اليه .. والياس
من زيارته مرة اخرى وهو يدرك هرب اعوام الحياة منه ..
فقط ..
بل في الجزائر ، باريس ودمشق ، بيروت وباريس ، لينتز ولندن ..
هذه وتلك من المدن .. وحتى وهو يحتفظ بالفيلم كله وهو
في ايروتيك القطار بين امستردام وباريس .. ولاغرابة لقاء له في
عسر غريب على الخليج ، فهو معلم شاعر مثل السياب وعروبي اللفظ
حكمة .. وهو الذي دمج اغنية صياد السمك برحابة نيويورك كمكان
يحتضن لحظات تلك القصة .. هو يتنزه مع ( اندريا تيرني ) هناك
الا انهما في زحمة الأفكار والجسور واللف هناك ، لم يكونا في نزهة
هي .. تظهر ملامح جادة تجريدية اخرى في مشغلها البصري ، خطوطا
تلخص شعرية المدن التي جردتها تماما من الثرثرة تصويرا .. لايتبقى
من غربلة تجربة طويلة ومدققة في غربة مظلومة ، سوى ان يشارك
كل المهاجرين ، باغنية تداع لرجل يدرس اللحظة /

ويقدمها لنا .. لكي يذكرنا دوما بما هو على جبل مقطوم ..
ذواتنا التي تنتظر مصير العراق .. نحترق شعراءا . متفرجين ..

( انطبَقَ البابُ ؛
فاهدأْ قليلاً
ولا ترتبكْ ...
لا تقُلْ إن عطلةَ أسبـوعِـك
التحقتْ بالعراقِ وإنْ كنتَ في لندنٍ ؛
لا تقُلْ للفتاةِ التي غادرَتْكَ : الوداع
( المغادِرُ ليسَ الـمُهاجِرَ )
فاهدأْ ...
وأنصِتْ إلى دوحةِ الجوزِ في مَـوْهِـنِ الليلِ ...
أنصِتْ
أتسمعُ تلكَ التهاليلَ ؟
ذاكَ الـمغَـنّي الذي يصلُ النجمَ بالنجمِ ؟
تلكَ الرياحَ الخفيــفةََ ؟
قُــمْ وافتح البابَ ...
قُلْ : مرحباً !
وانتظِــرْ مَن يجــيءُ ؛
انتظرْ مَن تجــيءْ ... )


وهو ياتي الينا بديوان جديد ، يقترب فيه منا !


( يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان