الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قابلية عربية للإحتلال أم مجرد تناقص في الممانعة؟.........

محمد سيد رصاص

2008 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عندما سمع سكان بغداد في يوم 16كانون الثاني1948بتوقيع(معاهدة بورتسماوث)،بين رئيس وزرائهم والبريطانيين،وماتضمنته من دعوة القوات البريطانية لاستخدام الأراضي العراقية ومرافقها في زمن الحرب بمافيه القواعد الجوية في الحبانية والشعيبة- قاموا بمايسمى ب" وثبة كانون " ،التي سيطرت فيها جماهير العاصمة على المدينة لعشرة أيام حتى سقوط الوزارة العراقية وهرب رئيس وزرائها إلى لندن:لم يحصل شيء قريب من هذا،أوشبيه به،لماقام مؤخراً "رئيس الوزراء"العراقي نوري المالكي بعمل مسودة اتفاق مع الرئيس بوش،ينظم عملية وجود القوات الأميركية في العراق لفترة طويلة قادمة عبر ستة قواعد عسكرية تزنر الأراضي العراقية،وترهن الاقتصاد العراقي،وأوله البترول،للشركات الأميركية.
أيضاً،كانت مقاومة العراقيين للغزو الإنكليزي،الذي بدأكذلك من الجنوب في عام1917، أفضل وأقوى من مقاومة غزو2003الأميركي،وكانت مقاومتهم للإحتلال آنذاك أشدُ،وذات قاعدة وطنية عريضة،وهو شيء لايمكن قوله عن المقاومة العراقية المسلحة للإحتلال الأميركي في هذه الأيام.
بالمقابل،فقد شهدت الأعوام الخمسة الماضية،بعد الإحتلال الأميركي للعراق،بروز ظواهر مترافقة عربياً،لم يكن بها أشخاص متعاونين مع الإحتلال،أوصنيعة له،مثل نوري المالكي أوأحمد الجلبي،في وضعية عدم المقبولية العربية التي تصل إلى حالة النبذ السياسي أوالمعنوي،مثلما كانت عليه أوضاع الخديوي توفيق ونوري السعيد والشيخ تاج الدين الحسيني.بل على العكس ،من ذلك،فقد برزت ظواهر عربية،في الأوساط السياسية والثقافية،تناغمت مع حالة المعارضة العراقية وحالة اغلب مثقفي بلاد الرافدين،التي نظَرت لماجرى في بغداد بيوم 9نيسان2003،معتبرة سقوط عاصمة الرشيد"تحريراً"وليس"احتلالاً"،حتى وصلت القحة يومها بأحد السياسيين العراقيين، هو أحمد الجلبي،لأن يقوم باحتجاج علني مسهب بإحدى الفضائيات العربية الرئيسية على مابادرت إليه الإدارة الأميركية بالشهر التالي(في مجلس الأمن الدولي الذي أدارت له الظهر في فترة الغزو)بالموافقة على اصدار الأمم المتحدة لقرار ينظم الوجود الأميركي في العراق تحت عنوان الإحتلال.
هنا،إذا أراد المرء الدقة،فإن ذلك لم يقتصر على تأييد سياسي وفكري وثقافي للعملية الأميركية في العراق،شمل للمفارقة الكثير من الأسماء العربية اللامعة،وإنما وصلت الأمور إلى حدود انتظام تيار فكري- سياسي،في الساحة العربية المعارضة،على ايقاع الغزو الأميركي للعراق،هو تيار الليبرالية الجديدة الذي لم يكن موجوداً قبل تاريخ 9نيسان2003،والذي لايستطيع أحد القول بأنه يقوم على حوامل اجتماعية محلية،أوأنه نبت منها عند لحظة ولادته،وإنما قام على ذلك العامل الخارجي الآتي عبر"البوابة العراقية"،في ملاقاة ومراهنات على مستتبعات محلية يمكن أن يولدها في هذه العاصمة العربية أوتلك،ولوعبر سيناريوهات غير تلك التي جرت في بغداد،بعد أن أظهرت واشنطن برنامجاً "ديموقراطياً"،عبر(مشروع الشرق الأوسط الكبير)13شباط2004،ضغطت من خلاله على الأنظمة العربية الموالية لها من أجل أجندات محددة(ثم وضعت ذلك على الرف منذ خريف2006)فيما تستمر في رفعه بوجه الأنظمة الإقليمية التي هي في حالة تصارع مع واشنطن .
إن ماجرى في بغداد والعديد من العواصم العربية،في المرحلة التي أعقبت يوم9نيسان2003،يطرح أسئلة كبرى:لماذا أصبح تعامل العرب مع ظاهرتي(الغزو)و(الإحتلال) في وضعية مختلفة عن الأوضاع التي كانت في زمن(ثورة العشرين)العراقية،وعن ماجرى عبر أحمد عرابي في عام1882،ويوسف العظمة في (ميسلون)،وعمر المختار بين عامي1911و1932؟.......... ثم:هل بعض الحكام العرب ،الآن،هم في وضعية أكثر استقلالاً من تلك التي كانت للخديوي توفيق ونوري السعيد حتى لايلاقون مالاقاه الإثنان من مجتمعاتهما؟..وصولاً إلى:هل وصل بعض العرب إلى اعتبار الفرنسيين مخطئين عندما تعاملوا مع بطل معركة فردان( عام1916ضد الألمان)،أي الماريشال بيتان الذي رأس النظام الموالي للألمان أثناء الإحتلال،تحت خيمة عبارة الجنرال ديغول:"إن الخيانة ليست وجهة نظر"، في الفترة اللاحقة لتحرير باريس في عام 1944؟............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة