الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الباكستانية اثبتت ان تحقيق الديمقراطية لا بد من تقديم التضحيات

عبدالله مشختى

2008 / 2 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ان النتيجة التى اسفرت عنها الانتخابات الباكستانية اظهرت عن فوز احزاب المعارضة وهى المعارضة التى كانت تطالب بالديمقراطية وانهاء الدكتاتورية العسكرية التى كان قد فرضها الجنرال برويز مشرف والقوى الدينية التى كانت تحكم باكستان ، لقد فاز حزب الشعب الديمقراطى الذى كان تقودها الزعيمة بناذير بوتو وخلفها زوجها بعد استشهادها على ايدى اعداء الديمقراطية والتحرر وكذلك فاز المعارض الباكستانى نواز شريف بنسبة مناسبة من المقاعد البرلمانية والتى تؤهلهما لتشكيل حكومة وطنية وديمقراطية من القوى الديمقراطية فى باكستان ، ان حزب الشعب الباكستانى ليستحق الفوز فى الانتخابات لانه الحزب الذى ضحى برئيسة الحزب وزعيمة الشعب الباكستانى وهاذا لدليل قاطع بان الديمقراطية فى دول العالم الثالث لها ثمن باهظ ولن يتحقق الى بعد تقديم القرابين والتضحيات الكبيرة كما حدث فى باكستان والهزيمة التى منى بها قوى الظلام وممارسى العنف والارهاب لدليل ساطع بان هذه القوى لن تتمكن من مواجهة القوى التحرر والديمقراطية اذا ما شحذت هذه القوى من هممها وقوت من اسلوب عملها وتعهدت للشعب بانها ستحقق لها طموحاتها فى الحرية والديمقراطية وتوفير العيش الكريم .
ان التجربة الباكستانية جديرة بان يتم دراستها من قبل كل القوى الديمقراطية والليبرالية واليسارية فى عالمنا الشرق الاوسطى وبالاخص فى العراق الذى يشهد تحولات ديمقراطية كبيرة ولكنها تصدم بواقع القوى الغير المؤمنة بالديمقراطية والتى تحاول بكل جهودها الابطاء من العملية الديمقراطية الجارية فى العراق والتى تحاول وأدها مبكرا وهى فى مراحلها الاولية والاجهاض عليها قبل ان ترى النور . ان القوى الديمقراطية واليسارية العراقية الليبرالية عليها ان تنهض من غفوتها بعد ان تهمشت دورها كليا تقريبا فى الاحداث الجارية فى العراق منذ خمس سنوات تقريبا ان تنهض من هذه الغفوة وتعيد ترتيب حساباتها الاستراتيجية وان تقوم بتشكيل جبهة متراصة وقوية وذات برنامج طموح تلبى طموحات الشعب العراقى وان تكون معارضة منظمة وقوية وان تبتعد عن الامتيازات التى تمنحها لها الحكومة العراقية وتترك الحقائب الوزارية وتبتعد عن الاجندات المطروحة والتى تملى عليها وتكون بمثابة التابع الذى ليس له من مقاليد الامور الا ما تقرره لها القوى الحاكمة الكبيرة والتى تمتلك كل التأثيرات وتستخدمها فى معركتها السياسية ضد القوى الديمقراطية واليسارية من اجل شل حركتها وابعادها من الساحة السياسية العراقية لتحافظ على الدور الريادى فى هذه العملية الجارية الان . ان تجربة السنوات الخمس المنصرمة اثبتت بان الاحزاب الدينية والمحافظة لن تتمكن ان تقود المعركة السياسية التى تهدف الى تحقيق المجتمع الديمقراطى الحر والذى يحترم فيه حقوق الفرد وتحقيق الحريات العامة والفردية ، فنحن نرى ما يجرى الان فى العراق من صراع مصالح بين كل الاحزاب والقوى المشاركة فى الحكم وما يتعرض له اموال الشعب العراقى من هدر ونهب وسرقة مكشوفة من قبل العديد من الشخصيات والاحزاب لتكدس الاموال من اجل استخدامها لكسب الجماهير وفى حملاتها الانتخابية لتبقى فائزة بكراسى السلطة ، على القوى العراقية اليسارية والليبرالية ان تعيدحساباتها وتتفق فيما بينها ولتبدأ بالخطوات السريعة قبل فوات الفرصة المؤاتية والارضية الخصبة التى تعتبر الورقة الرابحة بيد هذه القوى واستغلال الظروف التى يمر بها العراق الان كى تتمكن من الايفاء بجزء من مسؤولياته تجاه الشعب والوطن وان تكف عن مجارات القوى المحافظة والمسيطرة على مقاليد الامور كى لاتتحول هذه القوى الى وعاظين للسلاطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: وفاة ثلاثة متظاهرين أثناء احتجازهم بعد احتجاجات ع


.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا




.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب


.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد