الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممكن واسطة لو سمحتوا

ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني

(Wisa Elbana)

2008 / 2 / 27
حقوق الانسان


كان والدي البالغ من العمر أكثر من سبعين عاما يذهب كل يوم لشراء الخبز من الفرن ولذا لم اشعر بأزمة الطوابير لأنة من عادتة كتوم ولا يشكى لأحد عن متاعبة وانه رجل مجاهد في سبيل الله حيث أنة يتفنن لكي لا يشعرنا بالمعاناة التي يعانيها . المهم رجعت من عملي لأرى والدي وفى رجلة جبس فسألت ما حدث فلم يخبرني احد إلا أنة وقع على رجلة فأصيبت بشرخ نتيجة السقوط عليها وفى ثاني يوم وجدت آخى أيضا به كسر في رجلة فجاء في ذهني فورا أننا مصابون بهشاشة العظام فكان لي احد اصدقائى طبيب عظام ذو اسم وسمعة طيبة فسألته عن هشاشة العظام وهل هي وراثة فأجاب بالنفي وبما أنة صديق العائلة فسألني لماذا تسال هذا السؤال؟ فذكرت له ماحدث فضحك ضحكا هستيريا مما جعلني أن أتحدث معه باللهجة غاضبة وحادة فأجاب آن ما حدث لوالدك ولأخيك انا اعرف حقيقته وهو بعيد كل البعد عن هشاشة العظام فسألته وما الذي جعلك متأكدا هكذا؟ أجاب هل يذهب والدك إلى فرن لإحضار الخبز فأجبته نعم قال ده شيء طبيعي دلوقتى لأني عندي مئات الحالات يوما من المصابين نتيجة التدافع في طوابير العيش انت أكيد مش عايش في الدنيا وانتهى حديثي مع الطبيب وأتضح فعلا آن ما حدث هو نتيجة التدافع في طابور العيش وقررنا عقد اجتماع طارىء لكل العائلة لبحث كيف نحضر الخبز من الفرن بدون خسائر في الأرواح ولم نصل إلى حل حيث أننا عائلة مسالمة جدا ولا نستطيع آن نذهب بالسيوف والسنج والمطاوي والسلاح الأبيض والأحمر وكل الألوان لإحضار الخبز فقررنا البحث عن واسطة فاتصلت بأحد معارفي بوزارة التموين لكي يساعدنا في حل المشكلة ولكنة اعتذر حيث أن المشكلة أصبحت عامة وهو نفسه يعانى منها وقرر كل منا ان يتصل بمعارفه للبحث عن واسطة ولكن دون جدوى ايضا . فقررت ان أحاول الذهاب إلى الفرن بنفسي فقد يكون الآمر أكثر بساطة مما يحكى لنا وانا في طابور العيش وانا أقاوم الدفع والسب بدأت السرقات هذا ضاع هاتفة النقال وهذه ضاعت نقودها وتلك تم التحرش بها ولكني قررت ان اقاوم ولا انفعل فهذا جهاد في سبيل أكل العيش المحشو بالمسامير والصراصير الذي يكسبنا المناعة ضد الأمراض المهم وبعد وقت لا اعلم مداه وصلت أمام باب الفرن فقال لي الرجل أنة لا يمكنك الشراء بأكثر من جنية وده قرار وزير ولو مش عاجبك اشتكى حاولت ان استعطفه واشرح له الأمر وسط هياج صاحب الفرن والناس اللي واقفة في الطابور واخيرا جاء رجل حكيم وباين علية خبرة في الطوابير فنصحني ان ادفع ثلاث جنيهات من اجل ان اشترى باثنين جنية وبالفعل لقد تخليت عن مبدئي ودفعت ولم اسأل نفسي ولم اسمح لنفسي بالسؤال البديهي ماذا يفعل الذي لا يملك الرشوة لصاحب المخبز ؟ وأجبت انا عن نفسي فورا من مبدأ لا تسال سؤالا يجعلك غبيا طول العمر بالطبع يقف من أول الطابور
وأخيرا نحمد الله ان الفرن القريبة من منزلنا لا يستخدموا فيها إطلاق النار كما حدث وقرانا في الجرائد عن موضوع مماثل
وقد فكرت في حلول لتلك الأزمة بما أنها أصبحت فرض لا يمكن إلغاءه ولا التغلب علية في الوقت الراهن
أولا لماذا لاتقوم الدولة بتوزيع واقي ضد الرصاص والسلاح الأبيض على المواطنين لتفادى الحوادث والخسائر في الأرواح ويبقى على المواطن ان يحمى راسه فقط ودي أمرها بسيط من الممكن يرتدى سلطانية آو حلة من الصلب أو من الزجاج الواقي أيضا ان أمكن
ثانيا لماذا لا تقوم الدولة بإنشاء مخابز كبيرة تابعة للدولة ويكون الشراء بشهادة الميلاد او الرقم القومى ان امكن
وشر البلية ما يضحك ولا حول ولا قوة الا بالله وربنا اللى يتصرف فيكم
ملحوظة
هذة القصة ليست خاصة بى ولكنها تحدث كل يوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب