الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشراكة تحت مُبرر الوحدة !!

هشام السامعي

2008 / 2 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


" ستظل وحدة الشعب اليمني وتقدمه الاجتماعي رهن كل الأقلام الشريفة وستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزأة الحرف ما لم تكن من أجل الشعب " عبدالفتاح إسماعيل .
بعد سبعة عشر عاماً على قيامها وبعد ثلاثة عشر على غيابها كوعي جمعي ورغبة جماهيرية وعاطفة ذاتية تظل الوحدة اليمنية هي الحاضر الأبرز في الحياة اليومية والتداول الكلامي لشريحة واسعة من المواطنين .
تظل هناك أسئلة جوهرية وكبرى حولها , هل كانت وحدة بالمعنى الشامل لكلمة " وحدة " أم أنها كانت تجربة شراكة لمعرفة أي أرباح يمكن أن يجنيها أحد الأطراف ؟ وهل حقاً كان هناك تشطير حتى يكون هناك وحدة ؟ وهل حققت ما كانت تؤمل عليه الجماهير التي خرجت يومها تملئ الدنيا ابتسامة كما ردد أيوب في ذلك ؟
الوحدة تعني لملمة أجزاء متناثرة وزرعها في جسد واحد أو كتلة واحدة وبالتالي من المهم أن تكون هذه الأجزاء تحمل ذات الصفات حتى يتم الإدماج والتوحد وهذا ما لم يكن موجوداً يوم إعلان الوحدة في العام 90م فالتناقض في البنى الإجتماعية للشطرين كان حاضراً بقوة بين مجتمع تقليدي قبلي وبين أخر مدني تسيطر عليه القوى العسكرية وقيادات الحزب الذي عرف وقتها بالشمولية وكثرة الصراعات فيه , إذاً فالحاصل وقتها ربما كان مشروع شراكة غير معروف رأسماله ولا نوعية العمل الذي سيقوم بمزاولته , وهذا ما يفسره رفض الأطراف المسئولة عن مراكز صنع القرار في الشطرين " اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي في الجنوب والشخصيات المسيطرة في الشمال .
الكثير من أبناء الشمال كانوا يعملون في الجنوب في عدن تحديداً , بينما كان الشمال يؤوي بعض رجالات السياسة في الجنوب في أي فترة من الفترات , كانت عدن تفتح مدنها للقادمين من الشمال وتعتبرهم أبنائها والكثير يستذكر أصداء ذلك القرار الذي كفل لأبناء الشمال زيارة الجنوب بالبطاقة الشخصية , لكن الذي يغفله الكثير حالياً هو هل كان لدى أبناء الجنوب ذهنية التعامل بالتشطير , بمعنى هل كان يشعر القادم من الشمال بالغربة وهو في عدن ؟ فهل كان عبدالفتاح إسماعيل " الشمالي " قادراً على أن يصل إلى سدة الحكم لو أن هناك أي ذهنية للتشطير ؟ لكن الآن " لنتخيل فقط " هل سيكون بمقدور أي شمالي الوصول إلى مراكز عليا في الجنوب ؟ فأين كان التشطير حتى يكون هناك وحدة ؟
عندما تم التوقيع على الوحدة في العام 90م كانت جموع الشعب في الشطرين تؤمل كثير من أحلامها على منجز الوحدة , كان الجميع يعتقدون أن الوحدة ستمنحهم القدرة على مزاولة نشاطهم التجاري والتمتع بالحرية السياسية والتعددية الحزبية والديمقراطية , وكان المثقفين يعتقدون أن خلاص المواطن من القبيلة والقوى التقليدية وسيطرة الحزب الواحد ستنتهي وسيحل بدلاً عنها مشروع الدولة الحديثة , لكن الذي حصل لا يبدو قريب من ذلك فالنشاط التجاري سيطر عليه المقربين والموالين للنظام الحاكم بعد الحرب الأهلية صيف 94م وأستحلوا البلاد بطولها وعرضها وتحولت إلى إقطاعيات , كما أن الديمقراطية ذلك الثوب الواسع الذي فُصل ليناسب مقاس القوى التقليدية والرجعية , وذهب حلم المثقفين هباء فالقبيلة لازالت هي المسيطرة والتي تشرع قوانين البلد والحزب الواحد هو الحزب الأوحد مع فارق تغير التسمية والإيديولوجية , وذهب مشروع الدولة الحديثة مع الريح بعد أن حل بدلاً عنه مفهوم الفردية والأسرية وتغييب معالم الدولة .
عندما تغلب العاطفة على العقل تكون القرارات فاشلة , وعندما تغيب مصالح العامة تكون المصالح الشخصية في طريقها للانهيار , وعندها يكون الوضع يتجه نحو الخراب والحروب الأهلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟