الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشياء تهمني وتعني بي !!

هشام السامعي

2008 / 2 / 27
سيرة ذاتية


أحياناً أشعر بأن فراغاً كبيراً يظهر لي من بعد امتلاءات لا أدري نوعيتها وجودتها ولا أدري هل هي فراغات ذاتية أم هو الواقع يمتلئ بالفراغ , ترى لماذا نستوحش هذا العالم ؟ وهل يمكن أن ندرك إنسانيتنا في لحظة نشعر فيها أن كل ما حولنا مضطرب وغير مستقر ؟ ولماذا كل هذه الفراغات وفي مقدورنا أن نملؤها بأشياء هي أعظم من أن نخنقها بمذهب أو ديانة أو إيديولوجية , كم نحتاج للحظات يكون الحب هو ديننا ومعتقدنا , كلامي هذا لن يأخذ منه معاني الحب كما أشعر بها اللحظة , فربما ينط أحد وسطاء الله في الأرض ويستغفره سبحانه قبل أن يؤكد لنفسه ولكل من حوله أن مثل هذا الكلام هو الطريق الأول للزندقة والكفر , ويا لسذاجة من يعتبر الكلام عن الحب من المحرمات والموبقات إننا حقيقة لن نعيش إنسانيتنا إذا لم يكن الحب هو مذهب تعاملنا مع كل الأشياء إذ ليس ينقص الحياة وحشية أكثر من وحشيتها التي أنتجها الإنسان بكل قبحه وهمجيته في لحظات كان يصارع بقلب حديدي وبعاطفة أكلتها حروب الدهر .
في الوقت الذي تشعر أنك قد فقدت أملك بالحياة تكون بذلك تحكم على نفسك بالفناء وإن بأزمنة متفاوتة , ليس معنى ذلك أننا نعيش لرغبة منا في الحياة ولكن طالما والحياة لازالت مستمرة فليس هناك أي ضرورة لاصطفاء كل تلك الأحزان في سقيفة واحدة ونسقطها فوق رؤوسنا , الأشياء التي نصنعها بأنفسنا في فترة زمنية ما حتى تلك التي تكون غالية ونادرة جداً بإمكاننا أن نعيد صناعتها مرة أخرى وإن بطرق وأدوات مختلفة وأشكال مغايرة , فقط يكفي أن نؤمن بذاتنا أننا نحن من نصنع سعادتنا أو بؤسنا .
كم تمنيت أن أنزع ضميري وأطعمه كلباً جائعاً في الشارع , الضمير جزء من العقاب الدنيوي عندما يحافظ الإنسان على أبسط خصائصه الإنسانية .
في حياتنا اليومية جزئيات نتجاهلها خوفاً من أحقر الأشياء تهديداً لحياتنا , إننا نخشى حتى من أن نصارح أنفسنا ونصرخ في ذواتنا إننا نؤمن بأجمل الأشياء التي تزرع الحب في حياتنا .
كمواطن عربي لا يشكل عندي منهج التساؤل أي بُعد معرفي أكثر من كونه محاولة لردم هوة اخترقتها في ذهنيتي الحضارة الغربية , ومع هذا لا أجد أي قناعة في الحديث حول صراعات القومية والحفاظ على الهوية وأنا أدرك أنه ليس هناك من هوية غير الهوية الإنسانية , يذكرني هذا برواية الطيب صالح " موسم الهجرة إلى الشمال " وفيها يجد بطل الرواية نفسه في مجتمع يفصله عن الاندماج فيه إرث الأفكار والمفاهيم والقيم التي تربى معها وعليها منذ بكائه الأول في الحياة فيصل إلى قناعة بصعوبة الاستمرار في حياة لا يجد فيها أي مقومات السعادة أو أدنى أسرار السعادة , وهكذا .
جربوا معي أن نزرع الحب في أرواحنا فهي قبيحة إذا لم يكن الحب عنوانها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر