الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصغاء وثقافة الحوار

جمال كريم

2008 / 2 / 29
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


تحيط العراق اليوم ظروف صعبة ومعقدة جدا، ليس على الصعيد الاقليمي والدولي فحسب ، بل على الصعيد الداخلي ، هذا الداخل ، هو المحور الاساس والمنطلق الاجد والاقوى ، في تخطي كل العقبات وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون التقدم في العملية السياسية ، فضلا عن معالجة ملفات أساسية أخرى مهمة ، كالملف الامني و الاقتصادي ،والخدمي ،في الصحة والتعليم والنقص الحاد في الطاقة الكهربائية ،وداء البطالة المستفحل بين شرائح المجتمع ، وملف الفساد الذي مازال ينخر بمؤسسات الدولة، معرضا بيت المال العام للسلب والنهب والتخريب .
اننا نلمس وسط كل ذلك ، ان هناك تحركا بين المكونات والتيارات السياسية الرئيسة في البلاد من اجل التقارب بينها وصياغة برنامج وطني موحد ينقذ البلاد والعباد مما يجري الان ، او مما هو أسوأ اذا بقيت الامور على هذه الحال ، نعم .. بين فترة وأخرى تلوح بارقة في الامل ، لكنها سرعان ما تتلاشى من الافق والمنظور الاجتماعي المتحمس بل المتطلع الى الخلاص والمصالحة والبناء ، كل مكونات المجتمع العراقي تتطلع لعراق خال من كل مظاهر العنف وكل اشكال العصبيات السياسية والقومية والعرقية والدينية والمذهبية والوقوف وراء الولاء للوطن .
ان من اهم القضايا ذات الشأن العراقي المحض،والتي ظلت الى اليوم بين مد وجزر ، هي قضية المصالحة الوطنية ،فهناك لجان تتشكل لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء والمختلفين ، ومذكرات تفاهم تجمع بين هذا الكيان السياسي او ذاك ، كما ان هناك اتفاقات رباعية وثلاثية وربما ثنائية ،وأوراق يعكف السياسيون على اعدادها ومناقشة جوانبها تدعو الى ضمان تحقيق المصالحة الوطنية، بجانب كل ذلك ، حصلت انسحابات بعض الاحزاب من تشكيلاتها السياسية الاتلافية ، كما حصلت انسحابات لهذه الجبهة الاتلافية او ذاك الحزب السياسي من البرلمان ، وكان لكل ما حصل نتائجه السلبية التي القت بظلالها على العملية السياسية ، ومختلف بنى المجتمع العراقي .
ان قراءة واعية ومتأنية لما آل اليه مشروع المصالة الوطنية بعد لقاءات وتجاذبات ومؤتمرات ، تجعلنا نقول اننا الى الان، لم نر ما نلمسه من نتائج ايجابية تنعكس بشكل عملي على الواقع العراقي المعاش ، والسبب الرئيس وراء ذلك ، كما أرى ،هو اننا نحتاج، ليس في هذا المشروع فحسب ، بل في كل قضايانا الراهنة واللاحقة ، الى قدر كبير من الشجاعة بالاعتراف بالاخرلفهم رؤاه ومناقشة رأيه وما يقدم من اجندة ، من خلال ثقافة الاصغاء والحوار ، لا بصم الاذان ، والزجر بالوعيد ،والتلويح بالخناجر وفوهات البنادق .
لقد بات جليا لكل الاطراف العراقية وبخاصة المشتركة في العملية السياسية ، اننا في مشروعنا الوطني هذا ، احوج ما نكون من اي وقت مضى ، الى ماليس لنا مفر منه ، الى تلك الثقافة ، ثقافة الحوار المتبادل بين الجميع ،والمستند الى الروح الوطنية ، الحوار المدعوم باستقلالية القرار العراقي ، وارادته القوية الفاعلة ، قبل ان ننتظر مواقف اقليمية ودولية ، تدعم هذا المشروع او غيره، باختصار ، انه مشروعنا العراقي الخالص ، وليس مشروع الاخر الذي يعيش خلف الحدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ