الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب قطع دابر تطاولات الحكومة الشوفينية التركية على جماهير كردستان!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2008 / 2 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشن القوات التركية هذه الايام هجوم عسكري على المناطق الحدودية من كردستان العراق مستخدمة الطائرات والمدفعية والدبابات تحت يافطة "اجتثاث الارهاب" و"خطر حزب العمال الكردستاني على وحدة الاراضي التركية". ولم تتوقف القوات الاجرامية هذه المرة عند القصف الجوي والمدفعي المكثف والعنيف كسابقتها، بل امتد الامر ليشمل القيام بتوغل بري سافر. لقد بينت هذه الحملة العسكرية وكشفت عن اثارها وعواقبها على صعيد الحياة اليومية لجماهير كردستان من الساعات الاولى لاندلاعها، حيث دب القلق والرعب والخوف في افئدة الملايين . من الجدير بالذكر، جاءت هذه الحملة امتداداً للحملات السابقة التي قامت بها في تشرين الاول وكانون الاول من العام المنصرم.

ان انهاء نشاط حزب العمال الكردستاني هو مطلب قديم للحكومة القومية-الاسلامية الفاشية التركية. بيد انه ليس اساس هذه الحملة العسكرية ولا التي سبقتها. كما انها ليست حملة، كما يروج القوميون الكرد، من اجل الحاق الضرر بـ"الكرد" في كردستان العراق ومشاريعهم السياسية المتمثلة بالفيدرالية وغيرها والذي ترى الهيئة السياسية-العسكرية الشوفينية الحاكمة بانها مناهضة لاجندتها ومشاريعها. ان هذه القضايا ليست سوى قضايا جانبية وثانوية لاترتبط بالهدف الاساسي من هذه الحملة. ان الهجوم العسكري التركي ذا اهداف تتجاوز تماماً حزب العمال الكردستاني والاحزاب القومية ومشاريعهم في كردستان العراق.

ان الهدف الاساسي والمباشر لهذه الحملة العسكرية التركية هو سعي تركيا لفرض دورها بوصفها قوة سياسية وعسكرية مقتدرة في المنطقة في عملية صياغة المستقبل السياسي للعراق. ان فشل الاستراتيجية الامريكية في العراق وتعفر وجهها بوحل المستنقع السياسي والامني في العراق، وفر الفرصة لوثوب تركيا باحلامها وتطلعاتها السياسية والاستراتيجية الى الميدان ونيل موطيء قدم مهم في العراق عبر هذه القناة، اي عبر قناة العسكرتاريا والحرب والتصعيد السياسي والعسكري. وفي الوقت الذي تتعقب ان يكون لها دور في المستقبل السياسي في العراق، وبالاخص بوجه الاستشراء الايراني في العراق والمنطقة، فانها تتعقب مصالحها الاقليمية البعيدة المدى. انها وجدت في الفشل الامريكي فرصة للخلاص من اركانها على هامش الاوضاع في العراق وكل المنطقة وفرض مطامحها السياسية والاستراتيجية على الاخرين واولهم نظام الجمهورية الاسلامية المنفلت في العراق والمنطقة. ان حركة الحكومة التركية الراهنة والمدعومة من قبل ‌امريكا لاتنفصل عن الصراع الضاري الناشب بين القوى العالمية والمحلية العديدة والمتنوعة من اجل اعادة تقسيم العالم وسعي كل طرف بصورة حثيثة من اجل اقتطاع اكبر مايمكن من حصة السلطة والاقتدار والسيادة والهيمنة.

ان موقف حكومة المالكي المليشياتية الرجعية لهو هزيل الى ابعد الحدود. بل في الحقيقة ان موقف هذه الحكومة التي تدعي انها صاحب الارض التي تتعرض الى هجوم اجرامي يفسح المجال عملياً امام تمادي الحكومة التركية وغطرستها. ان موقف هذه الحكومة التي تفتقد الى اي شرعية وصنيعة امريكا لاستمرار تنفيذ دورها الرجعي واحتلالها تضيف دليل اخر على انعدام قانونيتها وشرعيتها.
ان هذه الحملة ليست مبعث استنكار جماهير كردستان فحسب، بل هي مبعث استنكار كل القوى التحررية والداعية للمساواة والانسانية في العالم كله. ان الحزب الشيوعي العمالي يدين وبشدة هذه الحملات بوصفها حملة على جماهير كردستان الابرياء.

ينبغي ان يكون الصف النضالي وتصدي جماهير كردستان على شكل صف مستقل عن السلطة والاحزاب القومية الكردية التي تتعقب مصالحها الخاصة في الحرب والوقوف بوجه تركيا والتي تختلف الى ابعد الحدود عن اهداف وتطلعات جماهير كردستان. ولهذا فان سياستهم ليست تنظيم ارادة الجماهير وان يكون لجماهير كردستان دورا. بل انهم يسعون الى ابعاد الجماهير عن حقيقة وواقع الامور، وبالتالي الدفع بسياساتهم بهذا الخصوص وتعميق سلطتهم. ان هذه الاوضاع المعلقة الراهنة في كردستان التي اعطت المجال للغطرسة التركية هي نفسها ثمرة 15 عام من سياسة الاحزاب القومية.

يدعو الحزب الشيوعي العمالي جماهير كردستان الى التصدي لهذه الحملة بكل الاشكال الممكنة ومنها تنظيم مقاومة جماهيرية مسلحة تضع نصب عينيها هدف لجم تطاولات الهيئة الشوفينية الفاشية الحاكمة في تركيا على جماهير كردستان وحياتهم وامنهم. كما انه لايألوا جهداً في هذا النضال وهذا المسعى الانساني العظيم الهادف الى انهاء هذا المسلسل الكابوسي المؤرق. كما يؤكد الحزب مرة اخرى على ان افضل السبل للحيلولة دون تدخلات تركيا وقطع دابرها النهائي هو تحديد مصير ومستقبل كردستان العراق السياسي عبر الرجوع الى راي الجماهير في استفتاء حر وجماهيري تقرر فيه الجماهير على انفصال كردستان وتشكيل دولة علمانية غير قومية.


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
23 شباط-فبراير 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخابرات الألمانية على خط الحرب بين حزب الله واسرائيل | ال


.. هل تستطيع بريطانيا الاستغناء عن العمالة المهاجرة؟ | الأخبار




.. النمسا تواجه تركيا لحجز آخر بطاقة لربع نهائي كأس أمم أوروبا


.. مصر.. تغيير 20 حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة من بينهم الخا




.. هل تتحول مخيمات الضفة إلى غزة جديدة؟