الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال صدام حسين لكل طاغية أجل

نزار حيدر

2003 / 12 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لن يتعظ الطاغية، الذي القي القبض عليه اليوم في العراق ، صدام حسين ، بمصيره، لأنه انتهى والى الأبد ، إلا أن الذي يجب أن يعتبر بمصيره ويتعظ بنهايته، هم كل طغاة العالم ، ومن هم في طريقهم إلى الطغيان ، فلكل طاغية اجل ، إنها حقيقة يجب أن لا تغب عن بال العاقل أبدا .
نتمنى أن يعيد طغاة العالم النظر في أمرهم ، ويبادروا فورا إلى الاعتذار من ضحاياهم ، ويقرروا حالا تصحيح مناهجهم ، أو التنازل عن السلطة ، فمهما تجبروا وتفرعنوا ، فسيأتي اليوم الذي يفرون فيه من أنفسهم وجرائمهم ومما عملت أيديهم واقترفت بحق الناس ، فيتركوا قصورهم الفارهة وجواريهم الحسان وكل الخدم والحشم ، ليختبؤا كالجرذان المرعوبة في بالوعة عمقها سبعون قدما ، قبل أن يسحلوا يوم يقوم الأشهاد بسلسلة طولها سبعون ذراعا ، يوم ينادي ألمناد ، وقفوهم إنهم مسؤولون .
العراقيون ، ومعهم كل الذين يحبون الحرية ويعشقون الكرامة ويكرهون الاستبداد ويبغضون الديكتاتورية ، فرحوا لاعتقال الطاغية ، وبهذه الطريقة المأساوية والمزرية والذليلة .
من كان يصدق أن ـ سيف العرب ـ سيلقى عليه القبض في بالوعة مجهولة ؟ .
 من كان يتصور أن ـ القائد الضرورة  ـ سيعتقل بهذه الطريقة البشعة ؟ .
قلبي على زملائه الطغاة، وهم يشاهدون  صوره الموحشة والمرعبة لحظة اعتقاله ، وكيف انه يفتح فاه كالبقرة أمام الطبيب المختص ،ليجري عليه الفحص الطبي اللازم .
هل تصور الطاغية الذليل انه سيعيش  يوما ما، كما عاش ضحاياه الذين غيبهم سنين طويلة قي قعر السجون المظلمة ، وطوامير المعتقلات ؟ . 
على مدى 35 عاما ، ملأ الطاغية الذليل الدنيا ، فأقامها بجرائمه ولم يقعدها ، ليجد نفسه في لحظة تاريخية ، يستخرج من بالوعة .
لقد ظن وقتها ، أن الفلك سوف لن يدور أبدا بعد الآن ، وان الساعة لن تأت أبدا ، وان الله لن يبعث من في البالوعة والقبور ، ظنا منه انه ملك ناصية الدنيا والى الأبد ، ناسيا أو متناسيا أن العزيز الجبار للظالمين بالمرصاد ، وصدق رسول الله ـ ص ـ الذي قال وهو الصادق المصدق ـ إن يوم المظلوم على الظالم ، اشد من يوم الظالم على المظلوم ـ ،فاعتبروا يااولي الألباب ، فصدام حسين ليس عبرة من التاريخ حتى تشكوا في روايته ، انه حي يرزق ، و  ... يعظ .
نتمنى أن نتعلم ـ نحن العراقيون أولا وقبل أي إنسان آخر ـ من نهاية الطاغية الذليل ، حتى لا تتكرر ظاهرته مرة أخرى ، ونحن على أبواب صياغة معالم عراق جديد ، عراق الحرية والكرامة والعزة ، لان صدام ظاهرة وليس شخص ، قابلة للتكرار إذا لم ننتبه إلى عوامل صناعتها .
إن الطاغية لا ينتج نفسه ، وإنما ينتجه الناس بسكوتهم عن أخطائه ، وتجاوزهم على جرائمه الصغيرة والحقيرة، حتى تكبر لتملأ البلاد بالمقابر الجماعية .
اقترح أن يصنع من آخر صورة التقطت للطاغية لحظة اعتقاله ـ بشعره الأغبر ولحيته التي عبث بها الزمان فاغرا فاه ـ  تمثالا عظيما ينصب في بغداد، لنتذكر دائما كيف صنعنا صدام حسين ، حتى لا نستنسخه مرة أخرى في عراقنا الحبيب والجميل ، والله هو المسدد ، وهو الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين ، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ، والعاقبة للمتقين ، فهنيئا لكل ضحايا الطاغية يوم أذله الله ، فهل من متعظ ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة