الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البؤس العراقي في حملة الرئاسة الأميركية

سعدي يوسف

2008 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو العراق المسكين ، المستعبَد ، من جانب الاحتلال ومَن ولاّهُم الاحتلالُ أمرَه ، من المتديّنين الكاذبين والعملاءِ ، أقولُ يبدو هذا العراقُ المسكينُ هو الغائب الأكبر في سُــوق هرَجِ التنافس على البيت الأبيض .
إنْ ذُكِرَ الغائبُ ، جاءَ ذِكْــرُهُ في سياق " القفشة " والمفارقة المضحكة ، وهو سياقٌ غير مَـعْــنِيٍّ بالعراق ، قدرَ عنايتِهِ بالماراثون الطويل إلى واشنطن العاصمة .
المرشَّح الجمهوري ماكين ، قد كان قال إن الولاياتِ المتحدة ستبقى مائة عامٍ في العراق ، تعقيباً على قولٍ لجورج دبليو بوش جاء فيه أن جيش الاحتلال سيبقى خمسين عاماً أو نحوَها .
ثم استدركَ بعد أن شعرَ بهول السنوات : لم أقصدْ مائة عامٍ بالتمام والكمال ، بل قصدتُ أننا سنبقى في العراق مثل ما نحن في اليابان وألمانيا ... خمسين أو ستين عاماً !
وردّاً بالقفشة على ماكين قالت هيلاري كلِنتون : هو يقول سنبقى هناك ستين عاماً ، وأنا أقول إني سأسحب الجنود خلال ستين يوماً .
أمّا باراك أوباما ، المرتعِب من لونِهِ ، ودعوى إسلامِه ، فهو لا يجرؤ على الإتيان بأيّ وعدٍ يتعلّق بالعراق ، سواء كان الوعدُ مُلْزِماً ، أم غيرَ مُلزِم ( على عادة السياسيين البورجوازيين أوّلاً وسواهم ثانياً ) .
*
لكنّ الثقل الفادح للتخبُّطِ في العراق سيظلّ فادحاً .
أعني أن زمن الخطابة سينتهي مع انتهاء الحملة ، وانتخاب الرئيس الأميركيّ الجديد ، ليأتي السؤالُ الأساسُ :
والآن ... ما العمل ؟
*
الشعب الأميركي كان وضعَ الديمقراطيين أغلبيةً في الكونغرس لأنه رفضَ الحربَ .
الشعب الأميركيّ يريد وضعَ حدٍّ لهذه المغامرة الشرّيرة التي مرّغت بالوحل شرفَ الشعب الأميركيّ وقِـيمَـه التي دوّنها الآباءُ المؤسِّــسون في دستورٍ حُرٍّ .
يريدُ وضعَ حدٍّ لهذه المغامرة الشريرةِ التي خلّفت عشرات الآلاف من الجرحى الأميركيين والمعوّقين والمختلّين عقلياً ، والآلاف من القتلى برصاص العراقيين .
يريد وضعَ حدٍّ لهذه الحرب التي كلّفت العراقيين من الضحايا قدرَ هيروشيما مزدوجة .
يريد وضع حدٍّ لهذه الحرب التي أتت بفضيحتَي أبو غرَيب والفلّوجة .
يريد وضعَ حدٍّ لهذه المغامرة الشريرة التي رفعت سعر البنزين إلى أربعة أضعافه في الولايات المتحدة ، وجعلت البلاد تغطس أكثر فأكثرَ في الديون ...
الدولار لم يَعُد العملة الصالحة للتداول عالمياً .
الروبل ( مثلاً ) صار أقوى بكثيرٍ من الدولار !
*
يوم الحساب آتٍ ، لا ريبَ فيه .
فليستعدّ المستعدّون للهروب الأكبر من العراق الذي لن يظل مسكيناً ...
العراق الغائب في الماراثون .
العراق الحاضر في كوابيس البيت الأبيض !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 100 عاما من الجدل حول نفرتيتي..هل تعود ضيفة برلين الدائم


.. هجمات الحوثيين تقيد القوات الأميركية في البحر الأحمر | #الظه




.. القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: على واشنطن الكف عن تقد


.. سوليفان: حماس اقترحت تغييرات طفيفة على اقتراح وقف إطلاق النا




.. جنود إسرائيليون يقتحمون بلدة تل جنوب غربي مدينة نابلس بالضفة