الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر( احمد جاسم محمد) في قراءات شعرية بمقر اتحاد ادباء وكتاب البصرة

جاسم العايف

2008 / 2 / 28
الادب والفن


خصت اللجنة الثقافية في اتحاد ادباء وكتاب البصرة الشاعر( احمد جاسم محمد) بجلسة شعرية خاصة في جمعتها الثقافية المعتادة ، قدمه فيها الشاعر عبد السادة البصري الذي افتتح الجلسة قائلا : في عالم الشعر ، هذا العالم المتناهي، ترى كيف نكتب ؟ وهل ترك لنا ما قبلنا شيئا لنكتبه ؟ وهل سنترك لمن بعدنا شيئا ما وماذا سنترك لهم؟ وماذا سيقولون عنا ؟ وماذا نريد و يريده ذلك الكائن الفريد العميق - الواضح - الغائم الذي اسمه "الشعر" منا؟.. ثم عرف بالشاعر الذي ولد عام 1951 في البصرة ، واكمل دراسته الجامعية في جامعتها ، متخصصا بعلوم الحياة، وبدأ بكتابة القصة القصيرة وفاز فيها بجائزتين ، وتحت ضغط النظام المنهار في آواخر السبعينيات المنصرمة غادر العراق، ليستقر في الجزائر، عاملا بالتعليم في مدارسها ويكتب كذلك القصة، وينشرها في بعض الصحف الجزائرية ، وعاد بعد سقوط النظام الفاشي ليستقر في مدينته ، ويساهم في نشاطات الاتحاد الثقافية المختلفة. وتحدث الشاعر احمد عن بداياته ذاكرا انها تعود بتأثير وحث استاذه القاص الرائد "محمود عبد الوهاب" في مراقبته لما يكتب وتوجيهه الدائم له، أيام تلمذته على يديه ، وذكر أن وصفه بـ" الشاعر" كبير وقال انه يكتب الشعر، وأضاف-:لي علاقة متوترة جدا معه وهو الذي يعينني على التوازن إزاء تحديات الواقع اليومي وضغوطه المتواصلة ثم ذكر انه يهتم كثيرا بمسألة اللغة وموضوعة التوصيل في ما يكتب ، وأشار الى مسألة انحسار جمهور الشعر تثير جملة تساؤلات ، رغم ان بعض الشعراء قد وطنوا أنفسهم على إجابة مريحة مرتبطة بالثقافة المتواضعة للجمهور ، والذائقة الكلاسيكية التي تربى عليها منذ زمن بعيد.. وذهب الشاعر احمد إلى ان هذه الإجابة ، رغم ما تحمله من بعض عناصر الصواب ، فأنها على العموم غير كافية ، وتنطوي على نظرة استعلائية تبرئ الاديب والشاعر بالذات من اية مسؤولية. وقال:- ان (ت.س اليوت) منذ زمن بعيد أشار الى هذه الظاهرة ، التي على ما يبدو تفاقمت منذ ذلك الزمان .. وأضاف الشاعر احمد جاسم محمد -: لا يمكن ان ننكر ان الشعر أكثر صعوبة ، بالنسبة لموضوعة الفهم،من الإبداعات السردية الأخرى فهو يتطلب قدرا عاليا من الاقتصاد في اللغة التي يجب ان تتميز بالرحابة والقدرة الإيحائية والتأويلية الواسعة ، ويجب ان يتمتع المتلقي بقدر مناسب من الصبر والقداسة كما ذهب إلى ذلك بابلو نير ودا لكي يفهم الشعر وينخرط في أجوائه ..ورأى الشاعر ان أزمة انقطاع التواصل مع المتلقي لايجب ان ينظر اليها من زاوية تلغي مسؤولية الشاعر تماما أو اتخاذ موقف العزلة المتبادلة بين الطرفين ، وان الكثير من الشعراء يعتقدون ان الأبداع الشعري، كأي ابداع آخر ، هو عمل ذاتي يعبر فيه الشاعر عما يراه من العالم، بمعزل عن ردود الأفعال التي سيحدثها الأثر الشعري لدى الجمهور.. كما ذكر ما قرأه للشعراء العرب والأجانب ، ولدت لديه قناعة راسخة لديه بأن هناك قدر لايستهان به من المسؤولية يقع على عاتق المبدع لكي يجعل إبداعه مفهوما ويعبق بطعم الصحبة الإنسانية الخلاقة ، وقال انه تعلم هذا من -: نير ودا، مايكوفسكي ، لوركا ، اراغون ، ايلوار ، ريتسوس ، كفافي ، ناظم حكمت ، السياب ، سعدي يوسف، صلاح عبد الصبور وأمل دنقل.. وغيرهم.. وذكر انه تعلم من هؤلاء معنى ان تكون الكلمة مفهومة تماما ، وشعرية بكل أجنحة التحليق التي تمنحها الموسيقى للكلمات . وأضاف ان الشاعر في الوقت الذي لايتنازل فيه عن خصوصية لغة الشعر ، لايتنازل أيضا عن دوره كانسان حر لايدافع عن حريته فقط ، بل عن حرية الآخرين الذين يعيشون معه على نفس الأرض أيضا. وقال انه في الوقت الذي يرفض فيه الشاعر أن يكون مجرد ترس في أية آلة ضخمة ، أو مجرد مفسر غنائي لأي كان، فلن يكون لديه شيء يفخر به أذا انعزل عن اهم معضلات عصره. وقال -: انه لمهمة في غاية الصعوبة تلك التي تتعلق ببحث الشاعر المتواصل عن مفردات اللغة التي تكون شعرية ومفهومة في آن معاً.. وقال هناك من يزين للشعراء اجواء العزلة والانكفاء على الذات ، غير ان المنطق الصارم للحياة قد بيّن، بلا أدنى مواربة ان الشعر العظيم، الشعر الخالد هو الذي كان شعراً من ناحية ومرتبطا من ناحية أخرى بمستقبل الإنسان ألذي هو مستقبل الشعر أيضا .. ثم قرأ الشاعر ( احمد جاسم محمد) بعض قصائده التى رأى بعض الحاضرين انها تربط بمؤثرات الشعر السبعيني تلك المرحلة التي خضعت لتجاذبات شتى، الا ان شعره الذي قرأه متسما بالابتعاد عن الأدلجة التي ميزت بعض شعراء تلك المرحلة، كما اجاب الشاعر على كثير من التساؤلات التي طرحت حول ما ذكره في مقدمته وخاصة مسألة اللغة وقضية التوصيل، وقال انه لايلزم احدا بما ذكر و هي وجهات نظره فقط.. واستجاب لطلب بعض الزملاء لقراءة بعض القصائد التي قرأها في بداية الجلسة ومنها قصيدة-:
• الولد البلوري
كالبرق القادم من اقصى الغيمات
كالخبز الطالع من قلب التنور بليل شتاء
هربت مني أيام طفولتي الغناء
لكن الولد البلوري
الكامن في اقصى العظم
ما زال هناك
يريني كل مساء أودية جرداء
يتساقط فيها النجم وتنهار بها الاشلاء
يحفر كالخلد
يخرج ولداً مسكونا بذهول
بثياب واسعة
ولدا لايشبه ذاك المرسوم
بكراسات الدرس
يلقنني سر الاسرار
" لكل سؤال في هذا التيه حداد "
يتخيرني ليواصل رفقته لي
يعبر قبلي..يدخل قبلي
ويبصرني بوجوه خلف الاقنعة المحكمة الشدّ
ويزيني لي عيشي هذا
يمنحني الجرح النازف من تلك الأوراق يفتح لي أبوابا مغلقة
هذا الولد البلوري
ويذكرني بخراب الكون الهمجي الأخطاء وقليلاً..وقليلاً
يمنحني نوماً عذباً
صوفي الاستغراق .
كما أعلن مقدم الجلسة ان اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء وكتاب البصرة ستخصص جلسة الجمعة الثقافية القادمة لذكرى الفقيد الروائي" فؤاد التكرلي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيبدأ پيو بالغناء بعد اكتشاف موهبته؟ ????


.. حكايتي على العربية | التونسية سارة الركباني تحترف السيرك بشع




.. الفنان درويش صيرفي: أعطيت محمد عبده 200 دانة حتى تنتشر


.. بأنامله الذهبية وصوته العذب.. الفنان درويش صيرفي يقدم موال -




.. د. مدحت العدل: فيلم -أمريكا شيكا بيكا- كان فكرتي.. وساعتها ا