الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الفنانة الأمازيغية -تيفيور-

سعيد بلغربي

2008 / 2 / 28
مقابلات و حوارات


تمهيد:في متاهات الريف العميق، من جبال آيت الطيب ينطلق صوت طفولي يحمل في أنفاسه رسائلا بحلم أمازيغي كبير وحنجرة شجية صغيرة، رسائل مشحونة بمبادئ إنسانية راقية، تحكي أمجاد التاريخ من خلال أسئلة حزينة (أثيشظين ؤييس، أبريذ ن مولاي موحند مانيس؟) وأخرى تدعو إلى تحريك النازع الإنساني في الطفل الأمازيغي لكي ينخرط في إكتشاف المكونات الحضارية لثقافته ولغته الأمازيغية.
"تيفيور" وهو الإسم الفني والنضالي للفنانة الأمازيغية إيمان بوسنان والتي تبلغ من العمر 15 سنة، إختارت الأغنية والأنشودة الأمازيغية كفضاء ملتزم وهادف لتفجير طاقاتها الإبداعية والغنائية، وذلك ضمن فرقة تيفيور التي تأسست سنة 2003 في أحضان جمعية بويا بآيت الطيب بالريف المغربي، هذه الجمعية التي ساهمت بشكل فعال في إكتشاف وصقل موهبتها الإبداعية. شاركت تيفيور في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تنضمها مجموعة من الجمعيات الأمازيغية وفي أنشطة الحركة الثقافية الأمازيغية بالمواقع الجامعية بكل من الناظور، الحسيمة، طنجة، وجدة، مكناس، تازة والرباط... كما شاركت في مهرجان الحسيمة وفي المهرجان الدولي لأغنية الطفل بالرباط والذي حازت فيه على المرتبة الثالثة وطنيا.

1ـ كيف جاء إختيار تيفيورلأغنية الطفل الأمازيغي كمجال للتعبيروكفضاء للتواصل مع مخيلة الطفل الأمازيغي؟
ج: يعتبر فضاء جمعية بويا بآيت الطيب المكان الذي كنا نرتديه أنا ومجموعة من الأطفال حيث كنا نمارس أنشطة ثقافية وفنية كالغناء والمسرح... إلا أنني وجدت راحتي في مجال الأغنية الأمازيغية الهادفة.

2ـ أنت كمبدعة أمازيغية ماهي الرسالة التي تريدن تبليغها للطفل عبر الأغنية الأمازيغية؟
ج: الرسالة التي أود إرسالها للطفل الأمازيغي وهي أن يكون هذا الأخير واعيا بهويته الحقيقية وأنه ينتمي إلى ثقافة غنية يجب أن يهتم بها.

3ـ أغاني تيفيورتناقش الهم الهوياتي والتاريخي بحمولة قوية...في نظرك هل الطفل الأمازيغي مستعد لتجاوب مع الرسالة التي تودين تبليغها عبر أغانيك الملتزمة؟
ج: طبعا لا يمكن للطفل في هذه المرحلة أن يستوعب مضمون هذه الأغاني لكنه سيكون مستعد للتجاوب معها، ومن الأساليب التي أرى شخصيا أنها أساسية لخلق تواصل مع الطفل وذلك بإختيار المواضيع البسيطة التي يمكن للطفل أن يستوعبها بسرعة من خلال توضيف الشخصيات والأحداث الأسطورية وتوضيف الحكاية الشعبية بالريف مثلا.

4ـ في ظل غياب إهتمام إعلامي سمعي بصري بأغنية الطفل وبإنشغالات الطفل الأمازيغي عامة، ما موقفك من هذا التهميش الممنهج؟
ج: الطفل الأمازيغي يعاني التهميش من جميع النواحي وهذا ناتج عن إهمال المهتمين والإعلاميين لهذا المجال الحيوي، في رأيي يظل الطفل من أهم الشرائح المجتمعية التي يجب الاهتمام والإعتناء بها، لأن البناء السليم لتربية وثقافة الطفل هو في نفس الوقت بناء لغد أفضل. إذن في ظل غياب أوراش حول الطفولة بالريف يعيق ويقف عقبة في طريق الدور التربوي والتثقيفي لأغنية الطفل الأمازيغي، لكن هذا ليس مبررا لكي نقف مكتوفي الأيدي.

5ـ هل تعتقدين أنه في الريف بدأنا نؤسس لأغنية الطفل الأمازيغي من خلال تجربتك الغنائية الملتزمة إلى جانب تجارب أخرى تحتفي بأغنية الطفل، أم هناك شروط أخرى لابد منها لتحقيق هذا التأسيس؟
ج: من الصعب القول بأننا بدأنا نؤسس لأغنية الطفل الأمازيغي، على الرغم من بروز بعض المحاولات في الساحة الفنية بالريف من حين لآخر، هناك مجموعة من الإكراهات تعيق المواصلة والإستمرارية وغياب مجموعة من الشروط الأساسية لإنجاح هذه الأغنية مثل إفتقار الساحة الإبداعية بالريف إلى القصيدة الأمازيغية الموجهة بالخصوص للطفل وغياب الملحنين المحترفين والأوراش المهتمة بالطفل كل هذه العوامل تعيق شروط التأسيس، ولهذا يجب على المهتمين التفكير بجدية في خلق حلول ناجعة للنهوض بالطفل الأمازيغي.

6ـ أصدرت فرقة تيفيور مؤخرا شريطها الغنائي الأول الموجه للطفل الأمازيغي، ماهي إنطباعك حول هذا العمل الفني وهل هناك مشاريع أخرى لدى الفرقة تنوي إضافتها للمكتبة الصوتية الأمازيغية؟
ج: نعم، الشريط الغنائي الأول الموجه للطفل كان أول عمل تصدره مجموعة تيفيور، وهو عمل متواضع لم يكن في مستوى طموحات المجموعة نظرا للعديد من المشاكل التي صادفتنا، ولكن على العموم يضل الشريط كتجربة أولى ولكل بداية عثرات. وهناك أعمال مستقبلية اخرى نتمنى أن تكون عند حسن ضن الجميع.

7ـ في نظرك هل يؤثر غياب إختصاصيين وشعراء أمازيغ في مجال أدب الطفل الأمازيغي بالريف على مسار الأغنية الأمازيغية الموجهة للطفل ؟
ج: كما قلت لك سابقا من بين العوامل الأساسية لإنجاح الأغنية الأمازيغية الموجهة للطفل هو العمل على توفير القصيدة والتلحين لأنه لا يمكن تحقيق أي نجاح لأغنية في ظل غياب لهذه العناصر الأساسية بالإضافة طبعا إلى جانب أصوات في المستوى تجيد الأداء.

8ـ كل تجربة إبداعية تعترضها مجموعة من المشاكل والعوائق، تيفيور الفنانة وتيفيور الفرقة ماهي العوائق والصعوبات التي تواجهها؟
ج: ما أكثر هذه العوائق! أذكر على سبيل الجرد لا الحصر، غياب دار للشباب، دار للفتاة، مراكز وأندية ثقافية وموسيقية... بآيت الطيب والريف عامة، حيث يمكن توفير مجالات وفضاءات محترمة للتداريب والتمارين، أضف إلى ذلك الغياب التام للدعم المادي والمعنوي من طرف المسؤولين من أجل التنقل لحضور مختلف الأنشطة والمهرجانات خاصة وأن الجمعيات الثقافية لا يمكن لها تغطية جميع المصاريف من أجل إنجاح أنشطتها.

9ـ في كلمة آخيرة، ماذا تود تيفيور أن تقول للمهتمين بأغنية الطفل بالريف؟
ج: ما أود قوله للمهتمين بأغنية الطفل بالريف هو أن يكثفوا إهتماتمهم بهذا المجال الحيوي، لأن الطفل الأمازيغي بالريف في حاجة ماسة لأيادي وقلوب نظيفة ترد له الإعتبار.


15/01/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل