الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى عضوة البرلمان السيدة ميسون الدملوجي

الاء الجبوري

2008 / 2 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دعوتك هذه غريبة !!!!

(ادعو المثقف العراقي ان لا يترفع على السياسي) هذه الدعوة اطلقتها السيدة ميسون الدملوجي في لقاء على قناة الحرة تثير الدهجة والاسئلة من يترفع على من؟ من يغض الطرف ويميل عن الاخر المثقف ام السياسي؟.
سيدتي عضوة البرلمان المنتخب ورئيسة تحرير مجلة (نون) النسوية، اذا كان هناك من ترفع في علاقة السياسي بالمثقف فأعتقد عليك قلب الدعوة بان لا يترفع السياسي على المثقف فواقع العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق تشير الى احتكار السياسي لابناء العراق الديمقراطي الجديد وصناعة القرار السياسي والثقافي والاقتصادي وفقاً لايديولوجية احزاب سياسية طبقاً لمصالحها السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية بدون مشاركة المثقف العراقي في عملية التغيير وبناء الانسان واشاعة الثقافة الديمقراطية وبهذه الاحادية انعش السياسيون العراقيون بعد اكثر من اربع سنوات بذور ثقافة المحاصصة الطائفية والعرقية في كل المجالات.
ولو اتاح السياسي للمثقف مجال المشاركة في عملية البناء والتحول الى الديمقراطية لجنبوا الشعب العراقي الكثير.....! فالمثقف هو من يؤسس الارضية الفكرية التي بها وعليها يعمل السياسي العراقي.
سيدتي اذا كنت تطلبين من المثقف ان لا يترفع على السياسي بماذا تصفين السياسي العراقي عندما يحول وزارة الثقافة الى ورقة للمزايدة في ظل المحاصصة الطائفية والعرقية لارضاء هذا الطرف او ذاك وما هي رؤية السياسي لوزارة الثقافة عندما يستوزرها ويدير عمل المفاصل الرئيسية في الوزارة اشخاص لا علاقة لهم بالثقافة ودورها في عملية التحول الديمقراطي، مع احترامنا لكل من استوزر وزارة الثقافة.
ماذا قدم ساساتنا للثقافة في العراق من خلال وزارة الثقافة على مدى اكثر من اربع سنوات، سؤال يطرح نفسه؟ اين هي دار الازياء العراقية التي تعرض حضارة وثراث العراق بكل اطيافه؟ اين الفرقة القومية للفنون الشعبية التي حصدت في السابق جوائز دولية من خلال روعة واصالة التراث العراقي؟ اين فرقة الانشاد العراقية الوعاء الذي يحوي التراث الموسيقي العراقي المتميز؟ ماذا قدمتم للفن والمسرح ولمن يعمل به بغير رواتب تثير السخرية والمرارية؟ اين دار ثقافة الاطفال الذين تحولوا في ظل اعمال العنف والارهاب الى قنابل موقوتة تهدد مستقبل المجتمع العراقي؟ هذه المؤسسات التي يمكن ان تعزز الهوية العراقية وتبعث برسالة الى الداخل والخارج لاننا اصحاب حضارة وفن وثقافة وحياة تنبض بالابداع والتحدي والاصرار على الحياة وليس عنف ودماء وصراع وفساد مالي واداري... ولعلك سيدتي ادرى مني بواقع هذه المؤسسات في وزارة الثقافة كونك كنت وكيل وزيرة ثقافة في عام 2005.
هكذا تعامل اغلب الساسة العراقيون مع وزارة الثقافة فبماذا ستصفينهم...؟ خاصة وان بعض ساستنا لم يبخلوا بفتاواهم التي طالت بعض مؤسسات وزارة الثقافة.
سؤال يطرح نفسه سيدتي ماذا يملك المثقف العراقي الذي يعيش كأي فرد من افراد المجتمع العراقي بلا ابسط الخدمات بلا امان او راتباً شهري يؤمن حاضره ليترفع على السياسي العراقي الذي يملك السلطة والاقتصاد والقانون وراتب بملايين الدنانير اضافة الى ان السياسي في بعض الاحيان رجل دين يعمل بفلسفة المحرمات الدينية والاجتماعية فعلى الاغلب ستكون ثقافته احادية مدعمة بالسلف الصالح والقوانين الدينية ويتظافر معه في الطرف الاخر جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اضافة الى مافيا الفساد المالي والاداري التي تؤثر بشكل او بأخر على الثقافة في العراق عندما يخصص اكثر من 120 مليون دينار عراقي لمهرجان زرياب (للموسيقى) في اربيل ولمدة 3 ايام...! هذا ما يملكه السياسي في العراق فبماذا يترفع المثقف العراقي عليه.
سيدتي هذه دعوتك هذه اخترصت ببساطة ازمة العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق فهي ازمة ليست وليدة سنوات الاحتلال بل تمتد جذورها الى ابعد من ذلك بكثير وقد بلغت ذروتها عندما جعل البعث الصدامي المثقف العراقي موظفاً عنده ولا مجرى لاي ثقافة او ابداع الا من خلاله فتبعية المثقف للسياسي لم تنتهي بنهاية النظام السابق بل بدأت تأخذ اشكالاً اخرى فتارة بالاهمال واخرى بالتهديد والوعيد او بالمغازلة بالاموال والمؤتمرات الشكلية التي تكلف مئات الاف او عدة ملايين من الدولارات لتلميع هذا السياسي او ذاك وكلها اساليب تؤدي الى تبعية المثقف للسياسي، مما دفع اغلب المثقفين العراقيين الى الانسحاب عن دائرة السياسيين ومنهم من انكفأ على ذاته، ومنهم من ردعه التهديد والوعيد وهناك المثقفين الذين يرفضون الاستسلام للتهديد او الانفكاء على الذات ويرفضون اي شكل من اشكال التبعية لاي كان الا للعراق وبناء الانسان العراقي فهل يتهم هذا المثقف بالترفع على السياسي...؟
اخيراً سيدتي كنت اظنك اقرب الى الثقافة من السياسة ولكنك اخترتي ميدان العمل في السياسة ولكن نتمنى ان تكوني حلقة وصل بين السياسة والثقافة لما لها من اثار ايجابية في عملية التحول الديمقراطي وتهيئة الساحة العراقية للعمل السياسي واستشهد هنا بتجربة الشاعر الجيكي (هافل) الذي تسلم الحكم بالانتخاب بعد انهيار الشيوعي ونجح في استيعاب ارث الحكم الشمولي الدكتاتوري وبناء مجتمع قائم على اساس الانتفاح نحو الليبرالية والثقافة منطلقاً من حالة الوعي والوئام بين المثقف والسياسي بعكس ما تطرحينه في دعوة المثقف العراقي بأن لا يترفع على السياسي العراقي الذي يحتكر كل شيء ويرغب باحتكار المثقف العراقي من اجل مصالحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه
حسين الوكيل ( 2010 / 12 / 22 - 15:53 )
والله العلي العطيم ان لم تتصلو بي لخسرتم وتبقون نادمين الى الابد
تحيه

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل