الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرة القدم والاستقرار السياسى والاجتماعى

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2008 / 2 / 28
عالم الرياضة


لقد شعرنا بسعادة بالغة عندما حقق منتخبنا القومى لقبه السادس فى بطولة أفريقيا رقم 26 التى شهدتها غانا فى عام 2008م واحتفلنا بالفريق والجهاز الفنى والإدارى ولكننا أغفلنا أن الدافع الأساسى لتحقيق نتائج مرجوة فى المجال الرياضى يكمن فى الاستقرار السياسى والاجتماعى. لقد لاحظنا أن معظم الدول التى شاركت فى هذه البطولة تتمتع بأوضاع سياسية واجتماعية مستقرة. ومن الملاحظ أيضا أن الدول الإفريقية التى أدت منتخباتها بإخلاص وقوة واستطاعت الوصول للأدوار النهائية هى فى الواقع دول تكاد تخلو من الاقتتال والتعصب القبلى والاضطرابات السياسية. أما الدول التى لم تشارك منتخباتها فى هذا المونديال فهى فى الغالب دول تفتقد إلى الاستقرار السياسى والاجتماعى.

من المعروف أن ثمانى دول تخطت منتخباتها دور ال16 فى هذه البطولة واستطاعت المشاركة فى الأدوار التالية مثل غانا ونيجيريا وساحل العاج وغينيا ومصر وانجولا والكاميرون وتونس وأربع دول وصلت منتخباتها للأدوار النهائية: مصر وساحل العاج وغانا والكاميرون. وهذه الدول تتميز بالاستقرار السياسى والاجتماعى حيث تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية وتخلو من الاضطرابات القبلية والعشائرية. فعلى سبيل المثال ينتخب الرئيس فى الكاميرون من بين أكثر من مرشح لمدة 7 سنوات. ففى الانتخابات التى أجريت فى 11 أكتوبر 2005 حصل بول بيا (الحركة الديمقراطية لشعب الكاميرون) على 70.92% بينما حصل أقرب منافسيه نى جون فرونداى (الجبهة الديمقراطية القومية) على 17.40%. وإذا نظرنا إلى الدولة التى استضافت البطولة وهى غانا فقد نجد أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى أجريت فى 7 ديسمبر 2004 أسفرت عن فوز جون كوفور (حزب الوطنى الجديد) بنسبة 52.45% بعد منافسة شرسة مع حزب المؤتمر الديمقراطى جون اتاميلز الذى حصل على 44.64%. وفى ساحل العاج فقد أدت اتفاقية السلام التى عقدت فى مارس 2007 إلى إنهاء خمسة أعوام من الخلافات السياسية وحيث أدت إلى تعيين قائد المتمردين جيلوم سورو رئيسا للوزراء ومن المتوقع أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل نهاية هذا العام. أما مصر وأنجولا فهما دولتان تتمتعان بالاستقرار الاجتماعى والسياسى وتسعيان بخطى حثيثة نحو الديمقراطية. ففى عام2005 شهدت مصر تجربة انتخابية لاختيار الرئيس لأول مرة فى تاريخها الحديث والمعاصر. ورغم أن التجربة تعرضت للكثير من الانتقادات إلا أنها تستحق المزيد من الاهتمام والتطوير. أما الحكومة الانجولية فقد وعدت بإجراء انتخابات فى عام 2009 لاختيار الرئيس والبرلمان.

ويمكن قول أن بعض الدول التى شاركت منتخباتها فى البطولة دون أن تتمكن من تخطى الدور الأول تنعم أيضا بالاستقرار السياسى والتوجه نحو الديمقراطية مثل مالى وبنين وجنوب أفريقيا. فمالى تتمتع اليوم بالاستقرار الاجتماعى والسياسى. لقد شهدت مالى فى عام 1992 أول انتخابات رئاسية حيث فاز عمر كونرى الذى أعيد انتخابه فى عام 1997م وخلفه فى عام 2002 امادو توريه. وتأتى بنين فى مقدمة الدول التى تتبنى الديمقراطية فى أفريقيا. لقد استطاع سولوجو فى عام 1991 هزيمة كريكو فى الانتخابات الرئاسية التى شهدتها بنين ليصبح أول رئيس أفريقى منتخب ولكن كريكو استطاع الفوز فى انتخابات عام 1996 وأعيد انتخابه عام 2001م ولكنه لم يرشح نفسه مرة أخرى فى مارس 2006 حيث فاز بونى (الرئيس الحالى). أما جنوب أفريقيا فقد قررت أن تتبنى نظاما يعتمد على الانتخابات البرلمانية حيث يسيطر حزب الكونجرس الوطنى الأفريقى الذى حصل على أكثر من 69% فى انتخابات 2004 وأكثر من 66% فى انتخابات 2006 م حيث تولى تابومبيكى رئاسة الحزب والحكومة خلفا لنيلسون منديلا.

وإذا نظرنا إلى الدول التى لم تتأهل منتخباتها إلى غانا 2008 مثل تشاد وكينيا فهى دول تعانى من الحروب الأهلية والاضطرابات السياسية. فمثلا قامت قوات المعارضة التشادية بعدة محاولات فاشلة منذ 2006 لفرض سيطرتها على القصر الرئاسى فى العاصمة التشادية نجامينا حيث شهدت الساحة فى فبراير 2008م قتالا ضاريا بين قوات المتمردين والقوات التشادية وتهدف هذه القوات القادمة من الشرق بقيادة محمد نور إلى عزل الرئيس إدريس دبى وقد أدت هذه الحروب إلى تشريد الآلاف الموطنين. وأما فى كينيا فقد تصاعدت الخلافات الأهلية والقبلية بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التى أجريت فى الأسبوع الأخير من ديسمبر 2007م والتى أسفرت عن فوز الرئيس كيباكى بيد أن المعارضة لم تعترف بهذه النتائج وقامت بتأجيج الشارع الذى سالت فيه دماء أنصار المعارضة والقبيلة الموالية للحكومة.

وخلاصة القول فإن العلاقة واضحة بين الأداء الجيد فى كرة القدم وبين استقرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية فى البلاد. لقد استطاعت منتخبات الدول التى تنعم بهذا الاستقرار أن تتأهل لبطولة أفريقيا 2008 بل أبلت معظم هذه المنتخبات بلاءا حسنا من حيث الأداء والنتائج. أما الدول التى تعانى من سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتتال القبلى أو الحروب الأهلية وتفتقد إلى الأمن والسلام فلم تنل منتخباتها شرف المشاركة فى هذا المونديال. وهذا يبين مما لا يدع مجالا للشك أن الانجازات والبطولات لا تتحقق إلا إذا تحسنت الأوضاع السياسية والاجتماعية فى البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منتخب مصر يحقق برونزية الكرة والشريطة فى بطولة الفراعنة للجم


.. بطولة أمم أوروبا.. قمة واعدة بين فرنسا وبلجيكا في ثمن النهائ




.. تفاعلكم | الاتحاد البلجيكي لكرة القدم يعتذر ويمسح الفيديو ال


.. الشرط الجزائى يمنع اتحاد الكرة من إقالة بيريرا رئيس لجنة الح




.. المنتخب الألماني يبلغ ربع نهائي بطولة أمم أوروبا بفوزه على ض