الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واذا بشر احدهم بالانثى اسود وجهه وهو كظيم

عائد صاحب كاظم الهلالي

2008 / 2 / 28
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


ان ثقافة العنف والتي تمارس ضد المرأه الان وسياسة العزل والتهميش التي مورست بحقها وابعادهاعن المجتمع بشكل كامل او جزئي كما هو الحال في اماكن كثيره من هذا العالم ليست وليدة الظروف الحاليه ولا تقتصر على مجموعة ما او طائفه معينه بل هي امتداد لما عانته في السابق .فقد تحملت المرأه العبء الاكبر من الضغوط على اعتبارها الحلقه الاضعف في هذا الكون . فمن مرحلة النذور والقرابيين والتي كانت تقدم بها المرأه هديه تحت اقدام كاهن عفن او يقومون باغراقها في الانهار ايام الفيضانات كما هو الحال في مصر وفي باقي حضارات العالم القديم من اجل ان ينال صاحبها احترام الكهنه له او ان تقوم الانهار باحترام ما قدم لها من القرابين وتوقف زحف مياهها وتبعد الخطر عن اماكنهم حسب اعتقادهم. ناهيك عن ما عانته في تلك الحقب من قساوة الظروف الطبيعيه والمعيشيه من جهه واضطهاد الرجل لها من جهة اخرى. وكيف كان الحال بالنسبة لها ايام الحروب حيث كانت افضل غنيمه يستطيع ان يحظى بها المقاتل جراء خدماته التي يقدمها في المعركه وكتتويج لاانتصاره فلربما يستطيع الحصول على امرأه تباع او تهدى بعد ان يقضي حاجته معها. وهكذا هو التاريخ بالنسبة للمرأه في العصور الاولى لفجر الحضاره.
لكن في اثينا والتي تعتبر الحضاره الاغريقيه هناك من افضل ما توصل له بني البشر في تلك الفتره من تنظيم حياتي وبناء المدن ووضع السياسات الاقتصاديه والاداره في ادارة شؤون الدوله فاننا نشاهد المشهد نفسه لا يتغير بالنسبه للمرأه حتى بعد ان وضعت اثينا لنفسها نظام حكم فريد من نوعه وطبقت اول بوادر الديمقراطيه في العالم وقتذاك كان نصيب المرأه الحرمان من المشاركه في تلك الانتخابات وقد انزلت بمنزلة العبيد حيث كانت حقوقها مصادره وليس لها الحق في التعبير عن رايها . اما اقسى وابشع ما تعرضت له المرأه على يد الرجل فكان في منتصف الاف الميلادي الاول وبلاخص في الجزيره العربيه حيث كانت المراه تقتل حين سماع نبأ ولادتها ليس لذنب اقترفته ولكن لانه كائن مجرد من ابسط مقومات الانسانيه واحترام حقوق شركائه على وجه الارض ؛ حتى جاء في القران الكريم( واذا بشر احدهم بالانثى اسود وجهه وهو كظيم) تصور مدى جاهلية هؤلاء الاقوام وكيف يمكن ان تسير الحياة بدون المرأه وكيف يمكن ان ننشأ مجتمع قادر على النهوض بدون شريك اساسي يتمتع بصفات ومواصفات لايمكن الاستغناء عنها باي شكل من الاشكال وتحت اي ظرف كان؛ حتى كان نزول القران في الجزيره العربيه والذي وضع الامور في نصابها بالنسبة الى المرأه وقد زجت المرأه في عملية مشاركة اخيها الرجل في بناء الدوله العصريه الحديثه والتى كانت ترتكز على اسس ديمقراطيه تعتبر غايه في التحضر والتطور في حينها . فمره نجدها مقاتله باسله وغيوره على ما تحقق لها من مكاسب جراء التحول الكبير الذي حدث هناك وتاره اخرى تمارس التطبيب والتجاره وغيرها من الامور التي كانت حكرا قبل ذالك التاريخ على الرجل.
على مايبدو ان هذا الغزل لم يدم طويلا نتيجة الامتدادات الطبيعيه للشخصيه العربيه والتي جاءت من اصول بدويه اصلا فهي سريعة الارتداد اولا وتحكمها العصبيه القبليه والتي كانت تعطي الغلبه في كل مفاصل الحياة للرجل فحد من حرية المرأه بشكل كبير جدا وخصوصا بعد ظهور الحركات السلفيه المقيته والتي ابتعدت عن جوهر وفكر الاسلام الحقيقي واخذت تضع السياسات التي تتلائم مع ميولها ورغباتها ورغبات قادة الفكر مجرده المرأه من اي مكسب قد تحقق لها خلال تلك الحقبه.
اما نظيرتها في الاماكن الاخرى من العالم فلم تكن اسعد حظا منها فكانت عرضه لكل تجاوزات من قبل الرجل. الم تحرم المرأه من حقها في تقرير مصيرها ومن المشاركه في الحياة العامه وتحرم من المشاركه في الانتخابات في بداية تاسيس الدوله الامريكيه الحديث ؛ لكن ما تحقق الان للمرأه من منجزات تعتبر تاريخيه لها في اصقاع كثيره من هذا العالم والتي اعادت لهذا الكيان اغلب الحقوق وجعلته شريك اساسي في بناء المجتمعات الحديث كما حصل في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا ايام الحربين الاولى والثانيه وكيف كانت المرأه تنهض بكل اعباء المجتمع بسبب غياب الرجل والذي كان منشغلا في الحروب فكان من نتيجة ذالك ان وضعت القوانين التي تحمي وتصون وتعطي للمرأه حقها شانها في ذالك شان الرجل.
اما نصيب المرأه العربيه على الرغم من كل ماقدمت خلال تاريخها الطويل فلم تنل احترام الرجل لها وبقيت كل القوانين والقرارات التي تضمنتها دساتيرنا حبر على ورق بسبب سطوة الرجل العربي اولا والذي هو عباره عن مجتمع ذكوري وكذالك تذكير المؤسسه الحاكم وان وجدت امرأه في منصب وزير او منصب مهم في الدوله فهو من باب ذر الرماد في العيون لهذه الشريحه المهمه وغالبا ما كانت تدير دوائر او مؤسسات شكليه استخفافا بامكانياتها وعقلها. وكأن التاريخ العربي لم يخبرنا بالاسماء الامعه لتلك العقول الكبيره والاسماء التي حفرت تاريخها باذهاننا باحرف من نور والقائمه طويله لا تبتدأ بالسيده خديجة الكبرى (ع) فحسب وكيف وضعت كل ما تملك من اجل رفعة البشريه مرورا بالخنساء ومي زياده وجميله بوحيرد والاسماء الكبيره والرائعه ولاينتهي الامر بزها حديد هذه الموهبه التي تضع بصماتها الان وبكل ثقه في اماكن كثيره من العالم لتزيد تلك الاماكن جماليه وحضاره مجسده كل تاريخها وتراثها العراقي والعربي في تلك التصاميم التي تقوم بتنفيذها دول عديده واماكن كانت حكرا على عقول لها تاريخها في هذا الشان علينا ان نقوم باعادة الحسابات والتي من شانها ان تجعل المرأه العربيه في المسار الصحيح لنتخذ من تجارب الاخرين في هذا الموضوع منارا نتهتدي به ولكن على ان لانبتعد عن القياسات التي لها علاقه بمجتمعنا وديننا والعادات والتقاليد التي ورثناها على ان نقوم بقدر المستطاع بتصحيح تلك المسارات وتشذيبها بما يخدم عملية التغيير. لا ان نجعلها عرضه للقتل والذبح البشع وعمليات التشويه بسبب دوافع واغراض نحن اعلم بها من غيرنا كما يحصل الان في العراق واماكن عديده اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال إسرائيل بين المتضامنين مع فلسطين: أنا أخدم بالجيش


.. ريهام بالشيخ وهي حرفية في تقطير الزهر والعطرشية والورد




.. رانيا منصور واحدة من نساء محافظة نابل


.. تمثال نهضة مصر




.. بالرغم من مشقته وصعوبته للمرأة الدور الكبير في موسم الحصاد