الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصل والشفافية

حامد الحمراني

2008 / 2 / 29
كتابات ساخرة


قال احد المفكرين الكبار في الثقافة انه من الضروري على المبدعين ان يسافروا خارج بلادهم ولو بالسنة مرة واحدة؛ لتجديد افكارهم وشحن ذاكرتهم وفتح عيونهم لما يجري في بلادهم من خلال المقارنة بينها وبين دول العالم سواء سلبا او ايجابا ، وهو اكيد قد استثنى بعض الاخوة الاعزاء في البرلمان العراقي لانه سيقصد العكس اذ انه سوف يقول على بعض البرلمانيين العراقيين ان يعودوا الى العراق ولو بالاربع سنوات مرة لكي ( يشوفون شنو السالفة ورواتب المتقاعدين وين صارت والنفط وين ديروح).
طبعا ليس من السهولة على السائح معرفة برلمان الدول كيف يعمل او ماذا يفعلون بالمتغيبين ، او ان تتوفر له امكانية بان يسال عن سلم الموظفين في هذه الدولة او تلك، وكيف حسموا هذه القضية العويصه جدا ، او ان الامبيرية وليس (الامبريالية) للمولدات في مناطقهم كم سعرها ، او ان يسال هل يطبقون عشرة امبير للكهرباء في مناطقهم الخضراء .
والعراقيون في الخارج وانا اميرهم يثيرنا كل شىء بما في ذلك( الترفك لايت ابو العداد) ، او كيف ان امراة تمشي وحدها الساعة الثامنة مساء( بالظلمه) بعد منتصف الليل العراقي ، او عدم وجود سيارات ذات الصوت ( وآو وآو وآو ) في الشوارع او عدم وجود سيطرات وهمية كاتمة الصوت او رتل عائد الى متعددة الجمسيات بدون سائق.
واول ما يلفت الانتباه في اي دولة اخرى هي الاكل ، وطريقة تناوله ، هذا ما قاله احد اصدقائي الجدد ، واضاف اشهد الله على ما اقول اني لم ار مثل البصل العراقي ، فقد هبطت مصر ورايت فومها وبصلها وعدسها وبقلها وفثائها ، ولم ار مثل البصل العراقي .
وشعرت بان الرجل يريد ان يقول اكثر من ذلك ويريد ان يقول انه متشبث بالبصل لاصالته وهو يشعر بان اعتزازه بالبصل دليل وطنيته وحياديته وربما يعتبر البصل من الاكلات الليبرالية التي تحترم الثوم ولكنها لا تتبنى الفجل، ربما، باعتبار ان المشكلة في العراق لا تتعلق بالبصل وانما بالعدس وخاصة المستورد، ربما.
او انه يعتبر البصل من الاكلات التي لا يختلف عليها العراقيون الذين اختلفوا في كل شىء بعد تحريض العراق(اسف تحرير العراق) على يد الاخوة الاعداء الامريكيين المحتلين ، وقسم منهم يتقصد الاختلاف والتنديد والشجب والاستنكار والاستهجان والبيتنجان، لا لشىء الا لاثارة الاخرين واقتناص الفضائيات التي تدفع بالبصل الوطني.
لكن ان تسافر وانت مع وفد والكلام لصديقي فان ذلك يعني انك تسافر مجانا ولكن ان تسافر مع خمسين شخص لا تعرف ( السيفي مال كل واحد) فتلك اللطامة الكبرى .
ففي السفر، والكلام لصديقي ابو البصل، يكون الانسان انانيا بعض الشىء ، فهو يريد ان يعزز حريته خاصة بعد ان تحرر من العبوات الناسفة والاخوة العلاسة ، وبعض التفاصيل التي لم اكشف عنها لظروف عاطفية خاصة !!!
واضاف تعرفت في سفرتي الاخيرة على شخص مولع بالمعرفة ويدون كل شىء ويسال عن كل شىء ، فقد رايته كتب في دفتر كشكوله "هذه الدولة لا يوجد فيها ستلايت ، والنساء عندهم تسوق التكسي ، لم ار هنا صباغ احذية والعاقل يفتهم ، اسد الحديقة مالتهم براسه شعر كثيف عكس اسد حديقة الحيوانات في الزوراء مالتنا فكان مزين صفر ، في اعلى جبال هذه المدينة يوجد كهرباء ، رايت بعين ومحد كلي ان عائلة دخلت الى السينما في عاصمتهم."
فقلت له عائلة دخلت الى السينما في تلك الدولة ؟ قال نعم، قلت له انك رايت عجائب الدنيا التسعة!!!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر