الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيئيات إنسانية 1 ... الخطر الأول من السلطات العراقية.

صباح الجزائري

2008 / 2 / 29
حقوق الانسان


مدخـــل

لقد وفرت لي الدراسة الجامعية التي أخوضها الآن في جامعة مالمو في موضوعين الأول : قانون البيئة ، عالمياُ أوروبيا و سويدياً ،لمدة ستة أشهر. الثاني : البيئة و حقوق الأنسان والعلاقات الدولية، لمدة سنة، وفرت الفرصة لتطور وتعزيز معرفتي الأكاديمية و العلمية والقانونية لمواضيع حساسة ومترابطة مثل: البيئة ؛القانون الدولي والعلاقات الدولية وترابطهما مع حقوق الأنسان باعتباره المتضرر والخاسر الأكبر من كل الأضرار البيئية التي يتعرض لها.

ساعدني في ذلك تحصيلي العلمي الأكاديمي كمهندس مدني دخلت البيئة ضمن منهجه الدراسي وحياته العملية باستمرار ولكن بمسمى آخر آنذاك، لكنها بيئة على كل حال. هذا من جهة ومتابعاتي الشخصية واهتمامي الذاتي بموضوعة البيئة من جهة اخرى، هذا بالإضافة الى النشاط السياسي الذي يفرض بالضرورة متابعة للقانون الدولي والعلاقات الدولية نظراً لارتباط القضية العراقية المتبادل بهما سابقاً وحالياً. كل هذه الأمور حفزت على تناول قضية البيئة والكتابة بها على الصعيدين العراقي والدولي.

آمل النقاش والحوار و تبادل الرأي. الهدف و الغاية والطريقة كلها أمور يمكن الحديث والوصول الى وحدة رأي جماعية بصددها عبر فتح هذا الحوار. اعلم و لست غافلاُ لذلك بأن الكثيرين من المتخصصين والباحثين و السياسيين الأكفاء ساروا و يسيرون حثيثاً بهذا الطريق، وما يصدر عن ذلك بعيد عن قدرة المتابعة الفردية . لكن الأمر لا زال بعيداُ عن اهتمام الأنسان الاعتيادي، حيث تحاول بيئياتي هذه الوصول إليه كطرف والتواصل مع المتخصصين من طرف آخر.

ادوات

في العراق توجد رزمة من الوزارات التي تتعامل مع الجوانب الإنسانية و الديمقراطية مباشرة. حيث توجد وزارة لشؤون المرأة؛ لشؤون الحوار المدني؛ لشؤون المجتمع الوطني؛ للمهجرين و المهاجرين، إضافة الى وزارة للبيئة ووزارة لحقوق الأنسان.
والأخيرتان وزارتان مجاهدتان وبطلتان حقا اذ تعملان في ظروف غير طبيعية لمعالجة قضايا غير طبيعية و في واقع لم تربطه أية علاقة لا مع حقوق الإنسان ولا مع البيئة، اللهم ألا من زاوية انتهاكهما الدائم. وعلى ما يبدو ان تأثيرهما لا زال ضعيفا ً او معدوما ً فيما يتعلق بالتصدي للانتهاكات الخطرة لكلا ً من البيئة وحقوق الإنسان ناهيكم عن منعها. وعلى كل حال سواء كان وجود هاتين الوزارتين بروتوكولياً او للديكور او من جانب آخر من اجل ان تثبت أميركا بأنها فعلاُ تهتم بحقوق الأنسان والبيئة، باعتبارها صاحبة مشروع تكوين إدارة جديدة في العراق بعد احتلاله، الأمر الذي يؤكد الطرف الثالث (و هو موضوع دراستي) من العناصر المترابطة و اقصد العامل او القانون او العلاقات الدولية ودورها في التأثير على كل من البيئة و حقوق الأنسان ( مع الانتباه الى ان في كل مفهوم من هذه المفاهيم : عامل، قانون او علاقات، معناه ومحتواه الذي يميزه عن الأخر، فرغم ما يربط بينهما من مشترك وهو ليس قليلاً ، إلا ان الفوارق بينهما كمفاهيم هي الأخرى ليست قليلة).

أقول بغض النظر عن ماهية وجود الوزارتين، فأن:
وجودهما أفضل من عدمه بكل المقاييس، أولا ً ،
الجهود التي تبذل من قبلهما وهي ليست قليلة أبدا ً، جهود طيبة وخيّرة بدون أدنى شك، ستأتي ثمارها حتما إن ليس الآن فمن المؤكد مستقبلاً هذا ثانياً،
الوزارتان تعملان في ظروف قاهرة حقاً، ظروف تفوق التصور الإنساني بلا مبالغة. ثالثاً

لا تكمن الصعوبة في عدم الاستقرار او كون البلد تحت الاحتلال او حالة الذعر او الرعب او الفوضى التي تعم البلد بسلامة قادته ورعاته و "محرريه" و أدواتهم، و لكن وهذا هو الأخطر: عملهما في ظل غياب الوعي البيئي من جهة ووعي أهمية واحترام حقوق الأنسان من جهة اخرى، ليس لدى عامة الناس حسب فمثل هذه الأمر يمكن ان يكون هدفاً لبرامج توعية جدية فعالة عملية وبسيطة اللغة وذات طابع استراتيجي ستؤدي الى نتائج طيبة حتماً بتضافر جهود العاملين في الوزارتين وعزيمتهم التي لا يجب ان تلين والتي يجب ان تلقى الدعم المتواصل من قبل كل الحريصين على البيئة وعلى حقوق الأنسان.
لكن تدني ـ إذا لم يكن غياب ـ الوعي البيئي و الإنساني عند أغلبية أعضاء السلطتين التشريعية، أي مجلس النواب ، والتنفيذية أي الحكومة ـ رغم ان الوزارتين جزءٌ منها ـ و كذلك سلطة الاحتلال الأمريكي ، صاحبة المبادرة التاريخية الأولى في استخدام القنبلة الذرية في التاريخ ضد اليابان والمبادرة التاريخية أيضا الأولى في استخدام اليورانيوم المنضب ضد العراق، و آثارهما البيئية و الإنسانية ماثلة أمام العين في كل لحظة. ان غياب مثل هذا الوعي عند غالبية مسئولي البلاد و وتجاهله الحقيقي عند الاحتلال يشكل العقبة الأكبر في عمل كل من وزارة حقوق الأنسان ووزارة البيئة و تطورهما، و يشكل بالوقت نفسه الخطر الأول الذي يعوق نشوء الوعي البيئي الجماهيري أولا ًومن ثم يطوره وكذلك يعرقل تطور وعي أهمية و ضرورة و أولويّة حقوق الأنسان. الشرطان الأساسيان أمام أي بلد من اجل تحقيق تطورا ً راسخا ً و مستديما ً ، تطور يؤمن للشعب الرفاه والسعادة و للوطن الإزدهار و الإعتماد على النفس .
لكن ادعوهما للصبر ، فالصبر أذ لم يكن مفتاح الفرج حتى الآن فلابد ان يكون في يوم قادم حتماً.

مشكلة بيئية:
التغيير المناخي حقيقة ام طريقة استغلال جديدة ، هذا سيكون موضوع الحلقة القادمة من البيئيات.

مالمو
2008-02-27










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف