الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقطة حوار تناقش مجدداً أزمة الرسوم الدنمركية

باسنت موسى

2008 / 2 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


عاد للنقاش الإعلامي مرة أخرى موضوع "الرسوم الدنمركية الكاريكاتورية التي تتهكم على النبي محمد" والتي نُشرت للمرة الأولى في سبتمبر 2005 بصحيفة "ييلاندز-بوستن" الدنمركية. ثم أُعيد نشرها بالنرويج في يناير 2006 وفي فبراير 2008 قررت عدة صحف أوروبية بفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأسبانيا إعادة نشر تلك الرسوم مما أثار حفيظة الكثير من المسلمين حول العالم.
يُذكر أن الاحتجاجات الإسلامية أخذت أكثر من صورة منذ بدء الأزمة في أكتوبر2005 وشهدت تصعيد دبلوماسي وصل إلى حد إقفال بعض السفارات الدنمركية في دول إسلامية ومقاطعة المنتجات الدنمركية، كما أن الجماعات المسلحة بالأراضي الفلسطينية هددت بشكل مباشر رعايا الدول التي نشرت الرسومات إضافة إلى توجيه تهديدات بالقتل للرسامين الذين صوّروا النبي محمد خاصة وأنه من المعروف أن تصوير النبي محمد أمر غير مقبول في الشريعة الإسلامية.
رئيس الوزراء الدنمركي "أندرز فوغ راسموسين" في حديث له لمحطة عربية أعرب عن أسفه للإساءة التي تسببت بها الرسوم، إلا أنه دافع أيضا عن حرية التعبير، "فليمينغ روز" محرر الشؤون الثقافية في الصحيفة الدنمركية الأولى التي نشرت تلك الرسوم أوضح إنه لم يطلب من الرسّامين أن يضعوا رسوما ساخرة عن النبي محمد ولكنه طلب منهم فقط أن يرسموا الرسول كما يرونه ويؤكد روز على أن هناك عادة دنمركية قديمة تسمح بالسخرية دون أي محرّمات، وإن النبي محمد والإسلام يعاملان بشكل مماثل للديانات الأخرى ويرى "روز" أن هذه الرسوم سمحت برفع مستوى النقاش في الدنمرك بشأن اندماج الأقليات الدينية، أما المحرّرون الذين أعادوا نشر الصور بصحف خارج الدنمرك يقولون إنهم يدافعون عن حرية التعبير وقد اتخذوا هذا الإجراء تضامنا مع الصحيفة الدنمركية.
"محتوى الرسوم الكاريكاتورية"
بدأت المشكلة حين اشتكى الكاتب الدنماركي "كار بلوتغين" من عدم تمكنه من العثور على مَن يرسم صوراً لكتاب عن النبي محمد، وذلك لأن أحداً لم يتجرأ على تخطي الحظر الإسلامي المعروف على رسم الرسول.
وطلبت "يلاندز – بوستين" من الرسامين "رسم الرسول كما يرونه" كتأكيد على حرية التعبير ورفض لضغوط المسلمين الذين طالبوا باحترام حساسيتهم إزاء الموضوع.
ونشرت الصحيفة الدنمركية صورة للنبي واقفاً بين عدد من الأشخاص الذين يرتدون عمامة أيضاً في صف مشتبه بهم لدى الشرطة، فيما يقول شاهد للشرطة: "لست أدري أيهم هو" وجعلت الصحيفة من هذه الصورة الرسم المركزي يوم نشرت الرسوم.
وعلى أطراف الصفحة نشرت الصحيفة الرسوم الـ11 المتبقية وهي تظهر الرسول في عدد من الأوضاع التي يفترض أن تكون فكاهية. وتظهر في أحد الرسوم صورة للرسول يتجول في الصحراء فيما تغرب الشمس وراءه. وفي رسم آخر يندمج وجهه بنجمة وهلال.
ومن أكثر الرسوم إثارة للجدل هو الذي تظهر فيه عمامة الرسول على شكل قنبلة يشتعل فتيلها، مزينة بشعارات إسلامية ويبدو وجهه غاضباً وكأنه شخصية شريرة.
ويبدو النبي في رسم آخر يحمل سيفاً وهو مستعد لمعركة. ولا تظهر عيناه، فيما تقف إلى جانبه امرأتان بالبرقع، لا تظهر سوى عيونهما.
وفي رسمين آخرين لا يظهر الرسول على الإطلاق في أحدهما ويستخدم الرسام النجمة اليهودية والهلال الإسلامي ليشكل بهما عدداً من الأشكال المتكررة بينها، وإلى جانب الرسم قصيدة صغيرة تعتبر أن الرسول يسيء معاملة النساء، وذلك حسب أحد مترجمي القصيدة.
يظهر الرسول في أحدى الصور واقفاً على غيمة يحاول ردع عدد من الانتحاريين المحترقين الذين يحاولون دخول الجنة قائلاً: توقفوا، توقفوا. لم يعد لدينا عذارى. وفي رسم آخر يظهر النبي بهالة حول رأسه. لكنها قد تكون هلالاً أو رسماً لقرنيّ الشيطان.
أما الرسم الأخير، فيتطرق مباشرة إلى موضوع الحرية للفنانين. فيظهر رساماً يرسم وجها تبدو عليه الملامح العربية ويرتدي العقال، ويعرف عنه بـ"محمد". وهو يغطي الرسم الذي يحمله.
غير أن بعض النقاد ذهبوا أبعد من ذلك ليقولوا إن جميع الرسوم وطريقة نشرها تظهر التعجرف الأوروبي ومعاداة الإسلام.
"نقطة حوار ومناقشة ساخنة حول إعادة نشر تلك الرسوم"
ناقش زين العابدين توفيق بحلقته ليوم الأربعاء من برنامج "نقطة حوار" الذي يذاع عبر أثير إذاعة لندن مسألة" تأثير إعادة نشر تلك الرسوم بعدد من الدول الأوربية على المتلقي المسلم.
في البداية أوضح "يعقوب بيترسون" المدير السابق لمعهد الحوار الدنماركي المصري والذي يقيم بالقاهرة: أن إعادة نشر تلك الرسوم على نطاق عدد كبير من الصحف الأوربية هو رد فعل وتضامن صحافيين أوربيين غير مخطط له للوقوف في وجه محاولة اغتيال أحد الرسامين الدنماركيين المساهمين في تصوير النبي، مؤكداً أنه يرى أن تلك الرسومات غير لائقة ومسيئة بالفعل لمشاعر المسلمين لكن حرية التعبير والنشر لا تعتمد على أحساس المتلقي كمعيار وتلك حقيقة يدركها مَن يعرف اللغة الدنمركية ويتابع الصحف الناطقة بها.
الشيخ "رائد حليحل" مدير معهد العلوم الشرعية بلبنان ومدير لجنة النصرة بالدنمارك وسبق له العيش هناك أكثر من سبع سنوات يرى: أن إعادة نشر تلك الرسوم على مستوى عدد من الصحف الأوربية ما هو إلا دليل على تعمد إهانة نبي الإسلام بشكل فيه من التحدي والاستفزاز ما يكفي لأن يحرك المسلمين لتلقين الدنمرك درس يوضح لهم العواقب السيئة لمن يريد الطعن في الإسلام.
أميرة المراني مستمعة من اليمن تقول: أن الرسومات مسيئة جداً لنا كمسلمين ولا أعتقد أن مهاجمة هذا الرسام وتهديده يهدد حرية الإنسان والتعبير كما يقال.
"محمد السيد" مستمع من مصر زار الدنمرك في نهاية عام 2005 وقضى بها بعض من الوقت يرى: أن الشعب الدنماركي يستحق كل التقدير والاحترام، مؤكداً أن رد الفعل الإسلامي تجاه الرسوم والذي أتسم بالعنف والتهديد بالقتل سلوك همجي أكد لدى الكثير من الشعوب الغربية أن المسلمين إرهابيين ولا يكترثون بقيم الغرب وتحديداً حرية التعبير والنشر وبرأي محمد أن المسلمين عليهم أن يتبعوا السلوكيات الهادئة الراقية للتعبير عن الغضب والرفض لتلك الرسومات كأن يشتروا مساحات في الصحف الغربية التي نشرت تلك الرسوم وينتقدون ويعبّرون عن غضبهم بطريقة غير العنف، أشاد محمد بالداعية الإسلامي عمرو خالد وكيف أنه ذهب للدنمارك وقت الظهور الأول لتلك الرسومات رافضاً إياها لكن بسلوك متحضر بعيد عن التحريض على العنف مثلما يفعل الشيوخ الآخرين.
"جاده" مستمع من السودان ساهم بمشاركة في البرنامج: مُبدياً فيها إعجابه بسلوك عمرو خالد تجاه تلك الرسوم داعياً الشيوخ المهاجمين له أن يقتدوا به في الحكمة والهدوء، وتعجب "جاده" من دعوات البعض لمقاطعه المنتجات الدنمركية مؤكداً أن تلك المقاطعة لن تضر الدنمرك بقدر ما ستضر المقاطعين العرب الذين لا ينتجون ما قد يساعد أطفالهم على الحياة كألبان الدنمرك.
"صدقي خليل" مستمع من الأردن: بدأ حديثه بالتأكيد على كونه مسيحي الديانة ثم بدأ يفسر أسباب إعادة نشر تلك الرسوم المسيئة للمسلمين بتأثير الصهيونية العالمية على وسائل الإعلام الغربية وهذا التأثير برأيه يهدف إلى تعميق فكرة الصراع بين الحضارات عامة وبين الغرب والإسلام تحديداً، وتساءل خليل عن مدى قدرة الصُحف الدنمركية على التشكيك في المحرقة اليهودية على سبيل المثال.
"كريم الرباعي" يعيش بالدنمرك يرى: أن نشر تلك الرسوم لا يدل على تعمد بالإساءة بقدر ما يؤكد على أن الغرب لا يؤمن بأن هناك شيء مطلق فكل الأشياء هنا بالدنمارك قابلة للنقد لكن لابد أن يدرك الدنماركيين أن وثيقة حقوق الإنسان الدولية تحظر التعرض للعقائد الدينية بالتهكم.
"محمد" من السعودية يرى: أن إعادة نشر تلك الرسوم التي تتهكم على الإسلام هي تأكيد على حتمية الصراع الأبدي بين الحضارات، وباعتقاد محمد أن الحل لتلك المسألة يكون من خلال حلين لا ثالث لهما الأول المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنمركية، أما الثاني فهو السلاح الإعلامي بحيث يتجه الإعلام العربي للدفاع عن هويته وثوابت المجتمعات التي أنبتته،أختتم محمد مداخلته بسؤال لمسئولي تلك الصحف عن مدى قدرتهم على نشر رسوم تهكميه لرموز مسيحية معاصرة كــ "بابا الفاتيكان".
"محمد الجارحي" من مصر يتعجب من رده الفعل الإسلامية تجاه تلك الرسومات موضحاً أن المسلمين يكيلون بمكيالين حيث يسمحوا لأنفسهم في الصحف أن يتهكموا على عقائد الآخرين سواء كانت عقائد سماوية أو غير ذلك في حين أنهم يرفضوا أي مساس ولو من بعيد لمعتقداتهم
"أكمل صفوت" يعيش بالدنمرك: أختتم مداخلات المشاركين جميعاً مؤكداً أن الصحف الدنمركية لا تتعامل مع المعتقدات الدينية بشكل انتقائي وعلى من يشعر بأن معتقداته الدينية تعرضت للتهكم فليذهب ويعترض بالفكر والقلم وليس العنف والتخريب والحرق.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة