الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتياح التركى لحدود العراق الشمالية الاهداف والنوايا

عبدالله مشختى

2008 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إن الاجتياح التركى الاخير لاراضى اقليم كردستان فى الحدود الشمالية للعراق ودخولها إلى العمق العراقى وقيام طائراتها بقصف اهداف مدنية منها الجسور والمعابر التى تربط المناطق الداخلية الجبلية لاقليم كردستان تحت ذريعة محاربة مسلحى حزب العمال الكردستانى قد جاءت فى وقت تمكنت حكومة اقليم كردستان من تحقيق خطوات مهمة فى مضمار التعاون البناء مع حكومة كوريا الجنوبية عنما وقعت اتفاقات استراتيجية للبناء والتنمية بين حكومة الاقليم وحكومة كوريا الشمالية اثناء زيارة السيد نيجيرفان البارزانى رئيس حكومة الاقليم الى جمهورية كوريا الجنوبية . وان استهداف البنى الحيوية والمدنية والاقتصادية والخدمية من قبل قادة الدولة التركية بقصف وتدمير 5 خمسة جسور مهمة فى اقليم كردستان لم يكن القصد منه سوى نية تركيا فى استفزاز الكرد وحكومة الاقليم كى يبادروا الى القيام بعمل مقابل كى تقع فى يد الحكومة التركية الذريعة والمبرر لشن عدوان واسع على الاقليم بغية اجهاض تجربتها الديمقراطية الفتية وتدمير المكاسب التى حصل عليها الكرد فى العراق بانهار من دماء شبابها وشاباتها منذ اكثر من نصف قرن من النضال والدفاع عن وجوده .
ان ادعاءات تركيا لن تنطلى على احد من الكرد كونها تود القضاء على الحزب العمال الكردستانى بعد ان تكشفت اوراقها ونيتها العدائية لكرد كردستان العراق ، والانكى من ذلك كان موقف الحكومة العراقية الهزيل ازاء هذا العدوان الذى استهدف الاقليم وحدود واراضى الدولة العراقية ان الخسائر التى احدثتها الالة الحربية للدولة التركية فى المنطقة لا يمكن ان تعوض لسنين فى الوقت الذى كان ابناء هذه المناطق من الكرد يحاولون ومنذ عام 1992 اعادة الحياة الى طبيعة المنطقة بعد الدمار الذى الحقه النظام البائد بطبيعة كردستان ، فيما عدا تدمير 5 جسور استراتيجية للاقليم فقد فتكت صواريخ الطائرات التركية والقصف المستمر لمناطق نيروه ريكان وبروارى بالا ومناطق السندى ومزورى بالابالمدفعية والصواريخ بالاف الاشجار البرية والغابات والبساتين المثمرة ، ومع ذلك كله ايضا فقد فقدالجيش التركى مصداقيته كاقوى جيوش المنطقة لدى الشعب التركى الذى استقبل رفات الجنود والضباط فى اول ايام الاشتباك مع مع مجموعات حزب العمال الكردستانى وسقطت كل حساباتهم ومنوا بفشل كبير وخسائر جسيمة فى قواتها من الجنود ومرتزقتها .
ان الاستياء الدولى الواسع من التبصرف التركى اصبحت الرادع للحكومة التركية ان تعلن بان عملياتها محدودة وتقتصر على محاربة مقاتلى حزب العمال ولكن فى الحقيقة كانت تهدف الى تقويض سلطة اقليم كردستان ولكن عملياتها جوبهت برفض واستنكار وشجب ودعوات دولية لوقف عملياتها والانسحاب من داخل الاراضى العراقية من قبل العديد من الدول التى رأت فى التصرف التركى عدوانا على سيادة دولة عضوة فى الامم المتحدة وهى ضعيفة الان بسبب وضعها الداخلى المتأزم ، ولكنها ورغم هذه الدعوات الدولية لازالت تمارس العدوان على اراضى العراق رغم هزيمتها وانسحابها من بعض المناطق بسبب خسائر قواتها العسكرية الفادحة والغير المعلنة فى وسائل اعلامها ، ومما يدعم توقعاتنا هو تحريك قواتها المتواجدة داخل الاقليم منذ عشر سنوات فى عدة مناطق ولكن جماهير الشعب الكردى فى مناطق العمادية رجالا ونساء وشبابا وكهولا هبوا وتصدوا لدباباتهم وقواتهم واجبروهم على ان يتراجعوا الى مواقعهم بدون حرب او قتال وكانوا متهيئين لكل الاحتمالات والتوقعات للذود والدفاع عن مناطقهم وبلداتهم وقراهم لان الكرد بجماهيره تعى ما ستؤول اليه مصيرهم لو تمكنت الحكومة التركية فى الدخول الى اراضى الاقليم على ايدى جندرمة الاتراك وهم ليسوا بذلك القوم الذى يرضى ويذل ويتنازل للعدوان على حقوقه ومكتسباته واراضيه والتاريخ شاهد لذلك ولايزال الوضع فى كردستان متأزما طالما بقيت القوات التركية فى المناطق الحدودية للاقليم ، وقد صاغ برلمان كردستان قرارا يطالب اليوم باخراج القوات التركية المتواجدة فى الاقليم لان وجود هذه القوات امست خطرا كبيرا الان بعد ان تكشفت النوايا الغير الحسنة للحكومة التركية بشأن تجربة الاقليم الفيدرالى فى كردستان العراق .
ان الواجب يفرض على القوى السياسية والشعبية العراقية ان تخرج من صمتها وان تتخذ موقفا صائبا وحاسما لهذا العدوان التركى على اراضى دولة العراق ، لانه حتى الحكومة الامريكية الحليفة لتركيا اصبحت الان فى موقف محرج امام الرأى العام الدولى وهى التى سمحت لتركيا بان تتحرك وقدمت الدعم التجسسى لها لاستكشاف النقاط التى تتمركز فيها مقاتلى حزب العمال الكردستانى بدأت تطالب تركيا بسحب قواتها بعد ان تعرفت على نواياها . على تركيا ان تحارب اعدائها داخل اراضيها ان ارادت حيث ان الغالبية العظمى من قوات حزب العمال الكردستانى تتمركز داخل تركيانفسها فلماذا لاتحاربها هناك بل تريد ان تحارب مجموعات قليلة ومتفرقة فى الجبال الوعرة الحدودية ، ويدرك الساسة الاتراك انفسهم بانهم لن يتمكنوا من ابادة حزب العمال لانهم خرجوا من بين شعب كردى تعداده اكثر من 20 عشرون مليون انسان فى كردستان تركيا ومحال عليهم ان يبادوا شعبا بهذا الحجم لان اليوم ليس كالامس عنما ابادوا مليون بشر من الارمن فى تركيا لذا عليهم اللجوء الى حكم العقل والمنطق والحوار والتفاهم لحل قضية الكرد فى تركيا ولايمكن ان يتم حل هذه القضية بالسلاح والدبابات والعساكر وتحشيد الجيوش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش