الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اليوم العالمي للمرأة

كتلة تصحيح المسار - الحزب الشيوعي العراقي

2008 / 3 / 1
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


كتلــة تصحيــح المســـار .. ونضـال المرأة العراقيـــة
تمـر علينـا ذكـرى يوم المرأة العالمـي وبـلادنـا تمـر بمرحلـة هـي الأصـعب في تاريـخ العراق الحـديث ... منـذ نشـوء الدولـة العراقيـة الحديثـة فـي عشـرينات القـرن الماضـي , ومـع سـيادة الجهـل والأميـة والتخلـف عـن ركـب التطـور والحضـارة والتـي خلفتها تراكمـات قـرون طويلـة مـن سـيادة مفاهيـم مرحـلة الإقطـاع ..كـان هنـاك نهـوض بارز فـي الدعـوة إلى تحـرير المرأة العراقيـة والمطالبـة بالإقـــرار بحقـوقهـا .
وقـد تكللت هـذه الجهـود المتضافرة بتحقيـق بعـض المكاسـب في حينها , والتـي توجـت بجهـود الناشـطات من الرائـدات في الحركـة النسـوية العراقيـة وقـوى اليسـار الديمقـراطي العراقـي وما أفرزتـه المرأة العراقية بالمسـاهمة في سـاحة النضـال التحـرري من العبوديـة والاستغلال مسـطرة ً المـلاحـم البطوليـة فـي المعركـة ضـد الحكـم الملكـي والاستعمار والتي أثمـرت عـن ثورة الرابـع عشـر من تمـوز المجيـدة التي أصدرت قانون الأحـوال الشـخصية (188) لسـنة 1959 إقـرارا ً منهـا واعترافا ً بالدور المتميـز للمرأة العراقيـة فـي النضـال
جنـب أخيهـا الرجـل فـي كـل المعارك الوطنية التي سـبقت الثـورة , هـذا القانـون الـذي أعتبـر و لا يـزال مـن أرقـى القوانيـن فـي المنطقـة والـذي أصبـح هـدفـا ً إلى باقـي القـوى التي عملـت من أجـل إسـقاطـه و وضـع بديـل عنـه لا يـرقـى إلى مســتواه والـذي مـن شـأنه إلحـاق الضـرر بنضـال المرأة العراقيـة وبعمليـة بنـاء الديمقراطـية فـي العراق الجديد باعتبار قضيـة تحريـر المرأة العراقيـة وتثبيت حقوقهـا ركـن أسـاسي من أركـان العمليـة الديمقراطية وخصـوصـا ً فـي جانبيهـا الاجتماعي والاقتصادي .
لقـد اكتوت المرأة العراقيـة بنيـران الدكتاتوريـة وحروبهـا التي خلفـت شـريحة كبيـرة من الأرامـل ومن مختلـف الأعمـار والمسـتويات كضحـايا لهـذه النظـام , ولتتحمـل مسـؤولية العـبء العائلـي بسـبب فقـدان الآبـاء والأبنـاء فـي مغامراته الحربيـة , وأصـبح الكثيـر منهـن هـدفا ً للاعتقالات السـياسية وتحملـن الإهانة والاغتصـاب وراح الكثيـر منهـن ضحايا في المقابـر الجماعيـة , والكثيـر منهـن دفعـن حياتهـن ثمنـا ً لمعتقـدات وأفكـار أزواجهـن أو أبنائهـن السـياسية . واللاتـي أجبـرن على الأعمــال الصعبـة والخطـرة من أجـل إعالـة أسـرهـن , بسـبب من الحـروب وسـوء الأوضـاع الاقتصادية , التـي قادت إلى تدنـي الوعـي الأسـري والاجتماعي ممـا أدى إلى تزايـد في انتشار ظاهـرة الطـلاق والعنـوسـة بين صفوفهـن وإعادة بث الحيـاة في الأفكـار والعادات والتقاليـد الباليـة والمراد منها إذلال المرأة والحـط مـن كرامتهـا واستعمال الظلـم والعنـف بحقهـا وعلـى جميـع المسـتويات القانونيـة ( بواسـطة التجـاوز علـى القانـون وتحريفـه ) والاجتماعية وفـي محيطهـا العائلـي والأسـري كمطلقـة أو عانـس أو أرملـة .
ولقـد استبشرت المرأة العراقيـة وحركتهـا النسـوية خيـرا ً بعـد تغييـر النظـام والدعـوة لبنـاء عراق جـديد تحتـرم فيـه حقـوق الإنسان والمرأة والطفـل وتحتـرم المواثيـق والعهـود الدولية التي تضمـن حقـوق المرأة وتـدعـو للمسـاواة وتكافـؤ الفـرص وبنـاء الدولـة الديمقراطية التي تعتمـد على مسـاواة المرأة بأخيهـا الرجـل من حيث الحقـوق والواجبـات .
ولكنها فوجئت عـندما صارت قضيتها واحـدة من أهـم قضايا المسـاومات السـياسية بين الكتـل الكبيـرة والقـوى صاحبـة القرار السـياسي في البلـد ..فعوضـا ً عـن إقـرار المزيـد من الحقـوق لهـا , صار معظـم نضـالها منصبـا ً على الحفـاظ على مكتسـباتها القديمـة المتمثلة في القانـون ( 188 ) لسـنة 1959 ومحاولاتها لتعديل القانـون المذكـور مـن أجل جعلـه أكثـر ملائمـة لظروف المرحلـة الحاليــة .. بدلا ً عـن المطالبـة بإلغاء المادة ( 41 ) من الدسـتور العراقـي الجديـد .
وصـارت تناضـل من أجـل الحـد من التدخـلات غيـر المشـروعة فـي حياتهـا وإيقاف العنـف والأذى النفسـي والجـسـدي ضـدهـا , وضـد تقليـص مجـال الحريـات العامـة والشـخصية والمدنيـة للمجتمـع والمرأة على وجـه الخصـوص , وأخـذت المرأة العراقيـة تفقـد شـيئا ً فشـيئا ً الكثيـر من حقوقهـا التي انتزعتها في العهـود السـابقة , وبـدلا ً عـن الحروب الخارجيـة التي كانت تدور على الحـدود الدوليـة , أصبـح العراق كلـه سـاحة حـرب نتيجـة الصـراع الطائفـي والقتـل على الهـوية والإرهاب الـذي أضـاف معاناة ً أخـرى أشـد مرارة ً وألـم على كاهـل المرأة العراقيـة , التي صارت هـدفا ً سـهـلا ً للإرهـاب الفكـري وبكـل أشـكالـه مـع تدهـور الوضـع العام للبلـد وغيـاب القانـون وسـيادة مفهـوم إنـزال أكبـر الأذى بالشـعب العراقـي من خـلال التفخيـخ والتفجيـر العشـوائي واختطاف النسـاء وأخـذهـن رهائن واغتصاب وذبـح بعضهـن , أو قتلهـن بأبشـع الصور ( ما يجـري في البصـرة ) .
مـن جهـة أخـرى ورغـم كـل هـذه المعانـاة إلا أن المرأة العراقيـة وبما تمتلكـه من قدرات ومؤهـلات مكنتهـا خـلال تاريخ العراق الطويل والحافـل بالأزمـات والحروب , من الصمـود والتطـور وقـد أثبتت للعالـم كلـه بصـبرها الأسـطوري وعلـى مدار العقـود الماضيـة إنها امرأة من طراز خاص تسـتحق كـل الثنـاء والوقـوف إجـلالا ً لهـا لمـا قدمته وتقـدمـه مـن تضحيـات وخـدمات تعجـز عنهـا شـعوب وأمـم .
فهـي تسـتحق منـا ( وهـذا أقـل ما يمكـن فعلـه ) النضـال من أجـل تحقيـق مطالـب المرأة العراقيـة ورفـع مسـتواها الفكـري والاجتماعي والسـياسي والاقتصادي والنضـال معهـا وبمـسـاندة من كافـة قـوى اليسـار الديمقراطي العراقي لهـا من أجـل الإبقـاء على قانـون الأحـوال الشـخصية (188) لعام 1959 وتطويـره والعمـل على إلغـاء المادة ( 41 ) من الدسـتور العراقـي والتي تكرس الطائفية والتباعـد بين مكونات المجتمـع العراقـي وإيقاف العنـف والتمييـز ضـدها والعمـل على مشـاركتها الفاعلـة في صـنع القرار السـياسي وأن لا تكـون نسـبة النسـاء في البرلمـان أقـل من الكوتـا المقررة , بل السـعي إلى زيادتها مـع الاستقلالية في إبـداء الرأي واحترام أفكارهـن وأرادتهـن بعيـدا ً عـن التحـزب والالتزام بالاتفاقيات والعهـود الدولية في نبـذ كل ما هـو مشـين ويعرقـل تطورها والأقـرار بالحـقوق الممنوحـة لهـا والتأسـيس لثقافـة اجتماعية قائمـة على المسـاواة بين الرجـل والمرأة في التعليـم والمشـاركة في الحيـاة العامـة والسـياسة والتعبيـر عن الرأي والسـفر دون محـرم , والرعايـة الصحيـة والضمـان الاجتماعي , والاستقلال الاقتصادي .
ونـدعـو كـل القـوى السـياسية والأحـزاب الوطنيـة والشـرفاء والخيـرين من أبنـاء شـعبنا الأبـي للوقـوف مـع المرأة العراقيـة بشـكل عام في محنتهـا بإزالة العسـف والغبن والتقتيـل وعـدم هـدر دمهـا وكرامتها , والعمـل على ما يضمـن لهـا حيـاة حـرة كريمـة واسـتقرار دائـم من أجـل ضمـان عطـاء أرقـى .
نـدعو الحركـات النسـوية الديمقـراطية والوطنيـة لتوحيـد صفوفهـا وتضافر جهودهـا لبنـاء العراق الجديـد .
طوبـى في هـذا اليـوم الخـالد لكـل العراقيـات الصابـرات .
وقفـة إجـلال فيـه لأمهـات الشـهداء
المجـد والخلـود لشـهيدات الحركـة النسـوية العراقيـة وضحايا العنـف والاضطهاد
المجـد والخلـود لشـهيدات الحـزب الشـيوعي العراقـي
باقات الزهـور كلهـا في هـذا اليـوم لرائـدات الحركـة النسـوية العراقيـة .


كتلـة تصحـيح المسـار
الحـزب الشـــيوعي العراقـي
المكتـب الإعلامي
29 / 2 / 2008









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا