الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع اعداد اليهود في العالم وازديادهم في اسرائيل

برهوم جرايسي

2008 / 3 / 1
القضية الفلسطينية


*التراجع في أعداد يهود العالم بفعل الاندماج، ينتقص من الزيادة التي تحققت في إسرائيل *حتى العام 2020 سيزداد عدد اليهود في العالم بالمجمل بنسبة 3%، رغم أنهم سيزدادون في إسرائيل وحدها بنسبة 15,5%*


دلت احصائيات الوكالة الصهيونية، التي اعتمدها معهد ما يسمى "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة، على أن أعداد اليهود في العالم، خارج إسرائيل، في تراجع مستمر، وأن الزيادة الحقيقية تتحقق فقط في إسرائيل، التي تحولت في العام 2006 إلى أكبر تجمع لليهود في العالم، متجاوزة أعدادهم في الولايات المتحدة، إلا أن هذه الزيادة لم تتغلب على ذلك التراجع.
ومن الجدير ذكره أن هذا التقرير هو التقرير السنوي الرابع الذي يصدر عن هذا المعهد، الذي يرأسه مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق دينيس روس، ويتعامل مع أبناء الديانة اليهودية في العالم وكأنهم شعب واحد، حسب الأيديولوجية الصهيونية.
والتقرير الأخير الذي صدر حديثا يتطرق إلى مسألة الأوضاع الاجتماعية لليهود في العالم، وهذا ما سنعالجه في عدد لاحق، ولكن ليس من قبيل الصدفة أن كل تقرير، ومهما كان موضوعه، يفتتح بتقرير عن أعداد يهود العالم وكيفية انتشارهم في دول العالم، لأن العامل الديمغرافي يقف على رأس أولويات الحركة الصهيونية، التي تتخوف من أن يكون هذا العامل هو أكبر مهدد لمستقبل إسرائيل خلال بضع عشرات من السنوات.
وحسب تلك الإحصائيات فإن عدد اليهود في كل العالم في العام 2007 كان 13,155 مليون نسمة، بزيادة 60 ألف نسمة عن العام 2006، وهذا رغم أن عدد اليهود في إسرائيل، ازداد بحوالي 85 ألف نسمة، من دون الهجرة بطبيعة الحال، بمعنى أن عدد اليهود في العام تراجع في العام الماضي بحوالي 25 ألف نسمة.
وهذا يعني أنه في الوقت الذي ازداد فيه عدد اليهود في إسرائيل بنسبة 1,5%، فإن عدد اليهود في العالم، بمن فيه إسرائيل، ازداد بحوالي نصف بالمئة.
ولأن الإحصائيات الرسمية لا تجري سنويا، فإن تقريري العام 2006 والعام الماضي 2007، لم يظهر فارقا كبيرا في إعداد اليهود في العالم، وهذا لكون التراجع على مستوى كل دولة كان بالمئات، ولكن التقرير ذاته يقول إن أكبر تراجع في إعداد اليهود جرى في دول الاتحاد السوفييتي السابق وشرق أوروبا، إذ تراجع عددهم بحوالي 11 ألفا، وخمسة آلاف آخرين في أوروبا الغربية.
ويتوزع أبناء الديانة اليهودية في العالم في العالم الماضي 2007، كما يلي: في إسرائيل 5,393 مليون نسمة، في الولايات المتحدة، 5,275 مليون نسمة، وفي كندا 374 ألف نسمة، أما في أوروبا الغربية فإن عدد اليهود وصل إلى 1,155 مليون نسمة، في فرنسا لوحدها 490 ألف نسمة، ثم بريطانيا 295 ألف نسمة، والمانيا 120 ألف نسمة وهنغاريا 49 ألفا، وباقي الدول الأوروبية حوالي 200 ألف.
وكان عدد اليهود في دول الاتحاد السوفييتي السابق 357 ألفا، وهو انهيار كبير في عددهم، بعد أن هاجر أكثر من 1,1 مليون نسمة من بينهم، منذ العام 1990 وحتى العام الماضي إلى إسرائيل، وتبقى أكبر مجموعة منهم في روسيا حيث يعيش 225 ألف نسمة.
ويعيش في أمريكا اللاتينية قرابة 393 ألف نسمة، وتعيش أكبر مجموعة منهم في الأرجنتين، 184 ألف نسمة، كذلك فإنه في أفريقيا يعيش قرابة 77 ألف نسمة، من بينهم 72 ألفا في جنوب أفريقيا، وقرابة 2500 في المغرب، وعمليا فإن هذه الإحصائيات تنفي وجود يهود في أثيوبيا، أما في القارة الاسترالية فيعيش 111 ألف نسمة، من بينهم 104 آلاف في استراليا وحدها.
ومن الجدير ذكره أن عدد اليهود ازداد منذ العام 1970، وحين كان عددهم 12,633 نسمة، وحتى العام الماضي 2007 (13,155) بنسبة 4,1% فقط، في حين أن عدد سكان العالم ازداد منذ ذلك العام (كان حوالي 3,6 مليار نسمة) وحتى هذه الأيام بأكثر من 100%.
ولكن المستقبل لا يشير إلى أي تغيير، إذ تقول تقديرات الوكالة الصهيونية، إن عدد اليهود في العام 2020 سيزداد بنسبة 3% ليصبح عددهم 13,558 مليون نسمة، بما في ذلك إسرائيل التي سيكون عدد اليهود فيها، حسب التقديرات لذلك العام، 6,228 مليون نسمة، بمعنى أن عددهم في إسرائيل سيزداد بنسبة تفوق 15%.
يشار هنا إلى أن توقعات تراجع أعداد اليهود في العالم ليست متعلقة بالهجرة اليهودية إلى إسرائيل، وهي هجرة تتراجع من عام إلى آخر، ولهذا الأمر سلسلة من الأسباب، التي عددتها تقارير إسرائيلية وغيرها، ومن بينها، أن 90% من اليهود في العالم يعيشون في دول مستوى المعيشي فيها أعلى من المستوى المعيشي في إسرائيل، إلى جانب أن استطلاعات علمية صادرة عن مراكز أبحاث دلت في الأشهر الماضية على تراجع الشعور بالانتماء لإسرائيل بين أوساط اليهود، وبشكل خاص بين الجيل الشاب في يهود العالم.
هذا ومن المتوقع أن يتراجع عدد اليهود في أمريكا الشمالية بنسبة 2%، إذ سيتراجع عددهم في الولايات المتحدة، ويتزايد بشكل طفيف في كندا، وفي أمريكا الجنوبية سيتراجع العدد بنسبة 7,5%، وفي أوروبا الغربية بنسبة 11%، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق وشرق أوروبا بنسبة 50%، وهنا على ما يبدو سيكون عامل تأثير للهجرة من تلك الدول.
وفي المقابل فإن عدد اليهود في إسرائيل سيرتفع حتى العام 202 بنسبة 15,5%، وهو الارتفاع الذي سيلجم التراجع الفعلي، وبذلك سيزداد عدد اليهود حتى ذلك العام بنسبة 3%.
ويذكر أن من أهم أسباب تراجع أعداد اليهود في العالم هو الاندماج في شعوبهم، وخاصة من خلال التزاوج المختلط، إذ حسب الشريعة اليهودية يتم الاعتراف بيهودية الشخص فقط إذا كانت والدته يهودية، بغض النظر عن ديانة والده، كما انه لا يتم الاعتراف بأي شخص والده يهودي ووالدته ليست يهودية، إلا أن غالبية أبناء اليهوديات، الذين آباءهم ليسوا يهودا لا يعتبرون أنفسهم يهودا، أو أنهم في جيل متقدم يتخلون عن ديانة أمهاتهم، خاصة إذا كانوا خارج إسرائيل.
وهذه المسألة محور نقاش صاخب في المجتمعات اليهودية، إلا أن الأوساط المتدينة ترفض بشدة تغيير هذا التعريف الذي نصت عليه التوراة.
يضاف إلى هذا مساهمة تطور العصر، مثل تراجع معدل الولادات في المجتمعات الأوروبية، وما شابه من أسباب.
ويتوقف التقرير عند الوضع الديمغرافي في أوروبا، معبرا عن "قلقه" من تراجع إعداد اليهود في هذه القارة الهامة بالنسبة لإسرائيل، بمعنى أن يكون أبناء الديانة اليهودية في مجتمعهم وسيلة تأثير ضاغط على حكومات أوطانهم لصالح إسرائيل، خاصة إذا كانت أوضاعهم الاقتصادية جيدة، إضافة إلى أن يكونوا وزنا انتخابيا.
ويقول التقرير إن إعداد اليهود في أوروبا تتراجع من عام إلى آخر، وهم يفقدون قوة تأثيرهم السياسي، الذي تمتعوا به سابقا، ففي العام 2001 كان في أوروبا 1,6 مليون نسمة، وتراجع عددهم بسبب الولادة المنخفضة، والاندماج بالمجتمعات الأخرى، خاصة من خلال الزواج المختلط.
كذلك فإن التقرير يتوقف عند عدد اليهود في ألمانيا، الذين ازدادت أعدادهم بسبب هجرة قسم من اليهود في دول الاتحاد السوفييتي إلى ألمانيا، إذ كان عددهم في العام 1989 26 ألف نسمة، وقفز عددهم إلى أكثر من 120 ألفا قبل سنوات، وفي العام 2007 بات عددهم 120 ألفا.
ثم توقفت هذه الهجرة بضغط من الوكالة الصهيونية وإسرائيل على ألمانيا، لإجبار هؤلاء على الهجرة إلى إسرائيل، وتوقفت الهجرة قبل عدة سنوات، ولهذا فقد بدأ عددهم في تراجع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |