الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا انضوى اليسار الديمقراطي تحت مظلة القائمة العراقية

خالد عيسى طه

2008 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كل منا يشعر بأنه ليس من عباد الأشخاص ، ولا مشيداً منهم أصناماً لتعبد ، ولا ممن يرتاح أن يرى لهم تماثيل موزعة على الشوارع بدون ذوق ومراعاة شعور، ولا من يشجع الشعراء ووعاظ السلاطين أن يمجدوا من يملك التماثيل ويملك الأصنام في نفاق كلمة وباطل قول ، كما كانت هذه الحالة في زمن الرئيس السابق . نحن ديمقراطيون واقعيون ، نحن عمليون نسبر غور عمق الاحداث ، محاولين دفعها لمصلحة البلد ، ومصلحة مشاركتنا في أحداث هذا البلد ، نحن من هؤلاء الذين لهم سيرة تاريخية سياسية تمتد في أعماق أعماق التاريخ المعاصر ، وهي الأحزاب اليسارية ومنها الحزب الشيوعي ، والحزب الوطني الديمقراطي والتآخي والأحرار وبقية الأحزاب .
أنا ... من أنا ؟ أنا جزء من قلة تعيش في لندن ، منعتني الظروف الصحية أن أساهم في مسيرة بناء البلد وطلب الجلاء ، أنا من هذه الأقلية المتواجدة في لندن ، أساهم بامكانياتي المتاحة في رفع الكلمة الحرة ، وتثبيت الشعار الشريف ، ونبذ الطائفية والعنصرية ، ولا أخشى أن تنالني يد الارهاب ، أو أن تصلني بعض شواظ نار الطائفية ، تنال مني ما يناله سجين سجن الجادرية ، هذه القافلة السياسية التي تحاول اختراق ضبابية الأحداث ، وتشابك المصالح ، وتقاطع خطوط الوفاء للوطن الغالي ، تحت شعارات لم يكن العراق يألفها ، ولا أهل العراق مارسوها يوماً وهي المحاصصة والطائفية ، هذه الآفات الثلاث المحاصصة والطائفية والارهاب ، حجبت عن الوطنيين وضوح الرؤيا وأجبنت بعضهم ونكث البعض الأخر عن المسيرة المعتادة ، والعراق تتدهور حالته الأمنية والسياسية بتسارع لوغارتماتي في متتاليات هندسية الى قعر أعماق الدهاليز العميقة المظلمة ، صراعات فكرية طائفية عنصرية أتى بهاالاحتلال قبل ثلاث سنوات ، ولا زال يؤجج أوارها ونارها لتحرق ما تبقى من نسيج نظيف للمجتمع العراقي ، حتى يكون العراق خرباً بزوايا مربعه الكاملة ، خرباً في البنية التحتية ، خرباً في النسيج الاجتماعي ، خرباً في الروح النضالية التي كان يملكها ضمن مؤسساته الديمقراطية ، خرباً في حرصه على الوحدة الديمقراطية الاجتماعية الجغرافية ، لم يتبقى للناس الأخيار سوى التشبث بالضوء الآتي من عنق زجاجة حشر فيها الشعب العراقي ، وهنا ظهرت القائمة العراقية برئاسة الدكتور أياد علاوي ، وأصبحت هذه القائمة زورق نجاة في خضم أمواج عاتية في عاصفة قوية تريد دمار البلد ، هذا الزورق له منهج وخط عمل رسمه رئيس القائمة وأهمها ما يلي:
1- الابتعاد عن تسيس الدين
2- الاصرار على وحدة العراق الجغرافية
3- التمسك بالوحدة الاجتماعية
4- رفض الفدرالية الجنوبية ، مع دعوة لتوئمة الفدرالية الشمالية مع مصالح الأكثرية العربية ، وبدون تجاوز هذه الفدرالية على حدود الأقليات الأخرى.
5- فتح المظلة بكامل سعتها لكل الفئات والميول والأحزاب للانضواء تحتها.
من هذه الثوابت قررت الشخصيات الديمقراطية المستقلة مثل الدكتور عدنان الباجه جي، واخرى قومية هي الاخرى مستقلة ، وقرر الحزب الشيوعي العراقي برئاسة عبد المجيد أن ينضم الى هذه القائمة ويستظل بمظلته ، هذه القائمة هي ليست خلاص لهذه الفئات المنضوية والحيلولة دون سحقها بشعارات الطائفية ، بل ايضاً ان هذه القائمة تستطيع أن تحقق القواسم المشتركة للفهم السياسي للمرحلة الحاضرة .
يقولون في رئيس القائمة...
أنه أقرب المتعاونين مع سلطة الاحتلال ... نقول لهم مجيبين من الآن في الساحة لم يأتي به الاحتلال .., من وهذا المن معدوم في المعادلة السياسية الحالية ، الكل تعاطوا السياسة وتبوءوا المقاعد وتسلموا المناصب بارادة بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال ، يقولون أن أياد علاوي أمر (أو وافق) على قصف النجف الأشرف ومرقد الامام علي والحضرة الحيدرية وكذلك الفلوجة والرمادي ومدن عراقية أخرى، نقول اذا رضي علاوي أم لم يرضى بقرار القيادة العسكرية الأمريكية بالقصف الجوي أو الميداني فهل كان الاحتلال سيمتنع عن ذلك ، والدليل أنه بقى حصار المدن والقتل العشوائي في فترة حكمه وبعد استقالة الدكتور أياد علاوي ومجيء الدكتور ابراهيم الجعفري ، ولازال الآن رصاص الاحتلال وآلياته تضيء سماء الوطن بحمم القصف والارهاب ، واذا قالوا أكثر فلكل قول جواب .
أملنا بالدكتور علاوي غير مبني على هوًى في النفس أو علاقة صداقة أو رغبة في منصب أو كسب مال أو أي شيء آخر ، إن هو الا قناعتنا أن الدكتور أياد هو الرجل المناسب الآن في الوقت المناسب ، متمرس في السياسة يحمل مذهباً اذا منع خلاله تسييس الدين فليس هناك من يجرؤ أن يتهمه بالطائفية ، واذا استعمل القوة مع الارهابيين فهذا هو عز الطلب وأمنية كل عراقي وطني ، نحن وطنيون نؤمن بالمقاومة الوطنية ، ولكننا ندين الارهاب ونعمل حرباً عليه بكل طاقاتنا حتى الأظافر والأسنان ، وخير من يطبق هذا هو الدكتور أياد علاوي اذا جاء الى الحكم ، ثم ان الدكتور علاوي بموافقته على ضم القوى اليسارية والديمقراطية بما فيها السيوعية سوف لا شك أن يلتزم بشعارات هذه المجموعة ومبادئها ومتطلباتها وخلفيتها السياسية الممتدة لأكثر من سبعة قرون.
إن قائمة الدكتور أياد علاوي ليست جبهة وطنية ، وإنما هي انصهار إرادة فئة واسعة من المجتمع ، تريد الخلاص من مرض العراق الأساسي والرجوع به الى عافيته السابقة وقدرته على التعايش بين كل الفئات ، نحن اذا رمينا ووضعنا ثقلنا السياسي والاعلامي مع علاوي داعين له بالتوفيق في انقاذ العراق ، وبالنصر على الطائفية والمحاصصة وبالقضاء على الارهاب واعمالهم الاجرامية يؤكد عليه أن يجعل من قائمته حزباً سياسياً له نظام أساسي وجدولة أعمال سياسية ليكون الحزب الجديد القوي المتماسك العلماني ، لا عنصرية ولا طائفية ولا أي آفة تخرب المجتمع ، حزباً يريد الوحدة ، حزباً يريد القوة والمنعة لهذا الوطن ، حزباً يحدد موقفه من الاحتلال ويطالب بالجلاء ، هذا الذي حدو كل عراقي أن يتمسك به في التعاون مع القائمة العراقية والأحزاب المنضوية تحت أهدافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع