الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنية حب بغدادية ومدينة الاشارة

عبد العظيم فنجان

2008 / 3 / 2
الادب والفن


اغنية حب بغدادية

كانت لك القدرة على رمي أحضانكِ ، واستقبال قفزتي ، لكنني كرة طائشة ، لا أعرف الا الارتطام بالنوافذ . كان ذلك يكسرني ، وكنتِ تجمعين شظاياي ، كأن نصيبي من الشقاوة هو حصتكِ من الحب . كأن ذلك كان شدا من الشعر بين مجرّتين من الضفائر ، أو عراكا بين دقات الساعات التي توّجتنا طقسا من مطر الركض خلف عربات الغيوم .

في ما مضى كنا نختبيء ، من الطوفان ، في جرار الشطوط . كانت أصوات المصابيح تزفنا الى البيت ، مثل موكب من الطرق ، وكان الليل ، داخل رأسينا ، يحبكُ سلالا نقية من الشمس . لا اعرف كيف غرقنا في الظلام بعد ذلك ، لكنني كلما حاولتُ فك ازرار قميص الزمان كي تثبي خارجا ، من بين أضلاعه ، الى صحن هذه الاغنية ، اراكِ ترتطمين بالنوافذ ، كما الكرة الطائشة التي كنتها ، كأن نصيبي من الحب هو حصتكِ من الانكسار ، كأن مراسم غرامنا لاتزدهر الا بشد الشَعر بين رؤوس المجرات ، كأن ..
آه ،
أحدهم أزاحَ المصابيحَ ، فتحرّك الليلُ من مكانه : هناك شيخوخة ترسم تجاعيدها في جرار الشطوط ، وهناك سربٌ من الجراد يقضمُ أطرافَ الناي ، الذي كنا نعزفُ السنابلَ بين ثقوبه ..



مدينة الاشارة

في مدينة الاشارة التي لم يذكرها أحد في أسفاره ، لأنها تمنح مَن يغادر لعنةَ نسيانها ، سيدهشكَ تمثال يقف وحيدا على الشاطيء . اسأله – إن أردتَ السُكرَ – أن يدلّكَ على حانة ، دون أن تنتظر منه إجابة ، لأن امرأة ستتجلى لكَ : ساحرة ونبيلة ستحرّك يديها لترسم لكَ ، مع النسيم المار ، فراشة . اتبع الفراشة ، اتبعها ، ايها الجدول الذي يسمح أن يتمرد عليه مجراه ، كلما مر في حياته بستان .
إن تقيّدتَ بالغموض الذي يكتنف الاشارة ، ستقودك الفراشة الى حانة ، لتحط على كتف رجل منهمك بالنظر الى صورة .
كن متأهبا للسُكر ، من دون خمر ، في تلك المدينة ، فعندما يرفع الرجل رأسه وينظر اليكَ ، سترى فيه التمثال . ابتسم ، ابتسم .. فسيبتسم لكَ حتى ترى أعمق مجرات الكون مشرقة في اعماقه : ابتسم ، ابتسم ..
سينهض ، يُريكَ الصورة : امرأة الفراشة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس


.. خالد النبوي: فيلم أهل الكهف يستحق الوقت الذي استغرقه بسبب ال




.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت