الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معا لمناهضة العنف ضد المرأة

عفراء الحريري
كاتبة

(Afraa. Al-hariri)

2008 / 3 / 2
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


لا أدري حقا ما الذي جعلني أقرر اليوم أن أكتب عن النساء بحزن وبؤس لأنه يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حيث يحتفل العالم من هذا اليوم وامتداد لستة عشر يوما أخرى هي " 25 – نوفمبر اليوم العالمي للحد من العنف ضد المرأة ، 1/ ديسمبر اليوم العالمي لمكافحة الايدز / و10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان " والنساء غائبات عن كل حقوقهن ماعدا من حالفهن الحظ في العيش بسريا السلطة سبايا فرحات بسبيهن و للأسف أن هناك تاريخ يحفل بالنساء المناضلات وعالم بغض النظر عن الجنس يحتفل بما حققته النساء إلا نحن في هذه المدينة المنسية والملغية من حقبة التاريخ الجديد و التي أريد لها أن تطمر بكل مافيها من " بشروشجروبحروحجر" وبذلك يصبح العنف مضاعفا لأنه لايطول النساء المنسيات ، المسبيات ولكنه يطول ويتطاول إلى الأجيال القادمة .
ومن حرقة الألم عصف بي خبرفي صحيفة الأيام في هذا اليوم 25/ نوفمبر" شاب يقتل والدته من أجل 500 ريال لشراء القات " ليضاعفه – أي ألمي - بماهية وبكيفية احتفالاتنا خاصة فيما يكون الأمر بشأن النساء؟؟ النساء اللواتي تمكن من تنظيم أنفسهن وأثبتن بما لايدع مجال للشك بأنهن تركن ويتركن بصمات خالدة لدى البسطاء من الناس وتناستهن الحكومات إلا ممن حالفهن بعض الحظ ، والاهم من ذلك بأن هؤلاء النساء نجحن في التغيير وفي معالجة القضايا وفي الدفاع عن حقوق المرأة في ردود أفعال معاكسة ترى إن ليس المساواة بين الجنسين فقط هي الضرر بل حتى الإنصاف هو خطر على الاستقرار الاجتماعي والمصالح الاقتصادية الراسخة وفي تلك الأوضاع لاتعاني سوى النساء وبرغم العقبات التي تعترض طريقهن استطعن التصدي للمعاناة ومواجهتها لكل مايجري من سلب للحقوق والمكاسب القانونية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي حققتها المرأة وإلغائها أوتجاهلها .
فمن المهد إلى اللحد ، من الفضاء إلى الأرض ، في أنظمة ديمقراطية وفي أنظمة استبدادية ، في السلم والحرب في كل الأضداد تتعرض النساء للتمييز وللعنف على أيدي الدولة وذاك هو الاخطروالافدح خطورة ففي حين يجب أن تناهض الدولة العنف ضد النساء الموجه لهن وضدهن من المجتمع والأسرة ، نجدها تخط في بعض مصفوفات من تشريعاتها تمييزا وعنفا ضد النساء وتكرسه بإمعان ودقة مع سبق الإصرار والترصد مكرسة ومدعمة لموروث ثقافي قبلي سلبي فيما يتعلق بالنساء مهملة ومتناسية أنه يجب أن يسود القانون أولا.. والعنف أشكال والعنف أنواع وإن كان الجنسيين يعانيان منهما في مثل هذه الأوضاع السائدة إلا أن النساء هن الحلقة الأضعف في ممارسة العنف ضدهن .
إن العنف ضد المرأة هو أكبر فضيحة في مجال حقوق الإنسان في العقد الراهن ويتفشى في كل مجتمع ولكن النظام السياسي الاقتصادي هوالاكثرتفشيا وتكريسا ضد النساء فهويتخطى كل الحدود حين يدعم سياسيا واقتصاديا لان هيكل السلطة داخل المجتمع في الوضع السياسي والاقتصادي تطيل أمد العنف ضد النساء ترسيخا وتعميقا وذلك ما يجعل منظمات المجتمع رسمية وغير رسمية تعنى بقضايا المرأة تدور حول نفسها كثورفي ساقية لعدم مقدرتها على الحد أوالتخفيف من العنف ضد النساء / فالنظام السياسي ، الاقتصادي أكثر ذكاء من تلك المنظمات حين جعلها تدخل في صراعات فيما بينها البين أو بمعنى أدق بينهن البين وبذلك رسخ وعمق قاعدة العنف مستخدما النساء فلم يتمكن من تنظيم أنفسهن لفضح العنف والتصدي له ولم يتمكن من تحقيق تغييرات هائلة على صعيد القوانين والسياسات والممارسات إلا فيما يحدده النظام السياسي والاقتصادي .
وفي مثل هذه المناسبة لايمكن أن نقول بأن تاريخ المجتمع يصنعه الرجل وحده وإن المجتمع قائم على الرجل وحده فذاك ليس أمر طبيعيا ولا محتوما كي ينشر أجواء الخوف التي تقيد وتحد من حقوق النساء وعلينا قبوله ، لا فنحن قادرات على المشاركة في صنع القرارات الخاصة والعامة التي تؤثر على كل أفراد المجتمع ، لان غيابنا يؤدي إلى إفقار المجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا والكلفة الاقتصادية وحدها فقط التي يتحملها المجتمع نتيجة لغياب النساء هائلة .. مادام بمقدوري أن أعيش لتأدية رسالتي فإن ذلك يكسر حلقة عدم الاعتراف بإنسانيتي فينبغي على المجتمع الاعتراف بي دون الاستعانة بالنظام أوالحزب الذي أنتمي إليه فكل له حق وعليه واجب "رجال ونساء" وعلى المجتمع أن يحترمني والتاريخ أن يذكرني .. فقد حققت الكثيرمن الانجازات في الحياة الخاصة والعامة برغم المخاطر والانتهاكات والإهمال والنسيان في نطاق الأسرة والمجتمع وينبغي على الإطلاق عدم السكوت عني ، بل يجب الإقرار بأني وجداتي وأمهاتي وأخواتي وبناتي وزميلاتي لاحصرلنا نصنع الكثيرمن الانجازات هكذا يجب أن أقول وأعبر وأصرخ من أجل إقرار حقوقي السماوية والإنسانية مهما كان النضال طويلا وشاقا " فمصيرنا بأيدينا وليس بأيديهم " ... معا لمناهضة العنف ضد المرأة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف