الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون والنظرية النسبية

عامر شاوي

2008 / 3 / 4
كتابات ساخرة


إن النظرية النسبية بمفهومها العام واسعة سعة الطبيعة وكل إنسان يفهمها حسب مستوى إدراكه ويستخدمها طبقا لمعاييره.وقد يكون الشعب العراقي أكثر شعوب العالم استخداما لتلك النظرية وأكثر الشعوب تغلغلت بين ثنايا أفكاره تلك النظرية وأصبحت شيئا مألوفا لديه عن بصيرة تارة ومن حيث لايشعر تارة أخرى....
حيث أصبح كل شيء في حياة العراقيين ويومياتهم نسبيا ولم يبق لديهم ما هو مطلقا(سواء كان صحيح أو خطأ)....
سألت في يوما من الأيام احد رجال الدين الأفاضل (وكان الموضوع حول الانتخابات) فقلت له من ننتخب من هؤلاء ونحن لانعرف عنهم شيئا وغير مقتنعين بهم..قال لي إن الأمر نسبي اختر أفضل الأسوأ ...نعم هكذا أضحت الأمور في العراق فالريادة والقيادة هي لأفضل الاسوء إذا لم يبق أمامك خيار آخر.
فحين نتحدث عن مساوئ الحكومة الحالية على الصعيدين النظري والعملي والازدواجية التي يعيشوها الساسة العراقيون وتأرجحهم بين النظرية الغربية في الحكم والمذهب السياسي الإسلامي الذي هو مطلب الغالبية من القاعدة الجماهيرية الإسلامية هذا على الصعيد النظري أما على الصعيد العملي فأن إخفاقات الحكومة أكثر من أن تحصى وخاصة في المجال الأمني والاقتصادي.حين نتحدث عن كل ذلك قال قائلهم إن كل ذلك صحيح ولكنه مقارنة بالعهود السابقة المظلمة التي مر بها العراق أسوء بكثير,وهم بقولهم هذا محقون إذا نظرنا للمسألة بمنظار نسبي.
وعندما نتكلم في أي موضوع أخر كموضوع الطائفية أو الفساد المالي والإداري أو الاستبداد بالرأي والدكتاتورية الحزبية وغيرها من السلبيات التي تخيم على المجتمع العراقي كان الرد بالمقارنة بسلبيات اكبر وأعظم فنحن في العراق والحمد لله نمتلك رصيدا عاليا من تلك السلبيات وسجلا ضخما ممن لهم الريادة العالمية في الظلم والاستبداد والفساد بكل أشكاله.
واذا تكلمنا عن العهد الماضي وما خلفه من مآسي وافرزه من رواسب لاتزال تنغص علينا حياتنا لحد الآن...انبرى لك مناصرو ذلك النظام أو ممن يرونه سائغا انبروا لك قائلين إن ذلك صحيحا ولكنه مقارنة بما نعيشه الآن أفضل بكثير..
وبين أراء الفريقين يفقد الكلام معناه وتذبل وتذوي الأفكار(رحم الله اينشتين وان كان يهوديا فهو لو يعلم بان نظريته النسبية تصبح ملاذا وعذرا لكل الفاشلين والخائنين الذين لايمثلون أوطانهم وأممهم لويعلم ذلك لما أطلق نظريته للعالم واكتفى بها لنفسه)..
إلى متى يبقى العراقيون على ماهم عليه يقارنون السيئ بالا سوء وكل منهم يختلق الذرائع والأباطيل للدفاع عن شيء هو نفسه غير مؤمن به..لماذا لانقارن أنفسنا بالآخرين لماذا لانقارن السيئ بالحسن فيتجلى الحق وتظهر الحقائق أوضح وأجلى للناس..أيها العراقيون فلنترك تلك المقارنات السلبية النسبية ونسعى لبناء أنفسنا ففي بنائها يبنى العراق عراق المودة والحب والخير ونترك الاستخدام المغلوط للنظرية النسبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال