الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمعايير الاساسية لمبدأ الاكثرية والاقلية

محمد نفاع

2008 / 3 / 2
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ألمقصود بالاكثرية والاقلية في حزب شيوعي، وليس في انتخابات عامة او هيئات ومؤسسات في نظام رأسمالي، حيث تلعب الدمقراطية المزيّفة والقدرة المالية وتبذير الصرف وشراء الذمم، والقدرة في التأثير الاعلامي على الناخب ودور وسائل الاعلام الرسمية.
الاكثرية والاقلية في الحزب الشيوعي هي جانب من مبدأ المركزية الدمقراطية، وهذا المبدأ هو عصب التنظيم الشيوعي في حزب من نوع جديد. وهو غير مطروح بشكل مجرد، بل في مزج المركزية والدمقراطية كسياسة عامة للحزب، والالتزام بتنفيذ القرارات شرط ان تكون هنالك دمقراطية داخلية وحرية البحث، وجماعية في العمل مع مسؤولية شخصية، وأهمية الانتقاد والانتقاد الذاتي، والطاعة النابعة عن وعي.
هنالك عدد من الاحزاب الشيوعية ألغت هذا المبدأ او اجرت تعديلا عليه لدرجة انها قصمت ظهره من ناحية عملية. ان المعيار الاول لهذا الجانب من المركزية الدمقراطية هو وجود جو من الثقة والموضوعية في الابحاث واتخاذ المواقف والقرارات، وهذا الامر الذي يبدو بديهيا وسهلا هو في الواقع صعب للغاية، نرى ذلك قطريا في هيئات الحزب ومحليا في العديد من الفروع، وخلق هذا الجو هو مسؤولية في منتهى الجدية وإلا فتضرب ثورية الحزب لأن مبدأ المركزية الدمقراطية بمختلف جوانبه هو من طبيعة وجوهر الحزب الثوري فقط، ولا نقصد بالجو الرفاقي جو التوافق واهمال الخلافات في الرأي، فمن حق ومن واجب كل رفيق ان يقول رأيه بمنتهى الصراحة والجرأة والاستقامة في هيئته الحزبية بدون مقاطعات ولا تسفيه حتى لو كان هذا الرأي خاطئا في نظر البعض او حتى في نظر الاكثرية. ويجب عدم "دمغ" الرفيق او التحريض ضده حتى لو كان له رأي مخالف. اما التمسك بالمثل المأخوذ من مجنون ليلى والقائل: "خلاف الرأي لا يفسد للود قضية" فهذا ضرب من المحال اذا لم تنوجد المعايير التنظيمية الثورية الصحيحة وأخلاقيات الصدق والتفاني والجرأة والاستقامة.
واعتقد ان حزبنا وعلى كافة المستويات وخاصة الهيئات القيادية عليه ان يولي لهذا الامر اهتماما كبيرا اكثر بكثير مما هو عندنا اليوم.
والمعيار الآخر والمرتبط بالاول هو اهمية الدور الجماعي، دور الهيئة ككل وليس دور الفرد فقط دون ان نغمط حق الفرد في الطموح والنشاط، وحبذا لو نعود لدراسة المادة الهامة في كتيب: "دور الفرد في التاريخ" ففيه العديد من الجوانب والميزات والمقاييس التي نحن بأمس الحاجة لها.
نحن لا ننكر ابدا التأثير الكبير الذي احدثه الانهيار الفظيع وفقدان دور الحزب الشيوعي السوفييتي وسكوته عن الاخطاء الخطيرة والممارسة البعيدة عن الفكر والتنظيم والخيانة الواضحة والتي ادت كلها الى الانهيار طبعا مع عوامل اخرى عديدة، داخلية ذاتية وخارجية، وقد لاحظنا انه بعد الانهيار قامت هبّة على "المسلّمات" ودعوة الى العلنية الجامحة، والتفخيم في دور الاقلية والهجوم الارعن على قرار الأكثرية والمطالبة بخلق استقلالية خاصة للفرع والمنطقة وحتى للرفيق، وهذا ادى الى ضرر كبير، وهذا التمسك الجامح ادى الى الفوضى والى هلهلة التنظيم وأصبح الرفيق المخالف هو محط انظار بعض الرفاق حتى لو كان خاطئا فكريا وسياسيا وتنظيميا وأمميا وطبقيا واخلاقيا، هذا الوضع كان من نصيب العديد من الاحزاب الشيوعية، بعضها اجرى تغييرات في الاسم والفكر والتنظيم، وبعضها فقد شريحة واسعة من كوادره وخاصة القيادية، وبعد مرور سنوات عادت مجموعات جدية من الاحزاب الشيوعية الى صحوة هامة وعودة ضرورية الى الاصول التنظيمية، ان الفكر الماركسي اللينيني وتنظيمه الصحيح لم يكن هو السبب في الانهيار، بل بالعكس، الخروج عن هذا الفكر والتنظيم كان سببا هاما في الانهيار.
ولذلك على رفيق الحزب ان يكون رفيقا مع كرامة شخصية، ومع شخصية غير تابعة الا لقناعاته هو من مختلف القضايا ضمن البحث الحزبي والموقف الحزبي والقرار واتخاذ القرار، وهذا لا يتأتى الا عن طريق المثابرة في الاجتماعات وان تكون هذه الاجتماعات على مستوى هام من الطرح والابحاث بعيدا عن الشكليات والملل والتكرار، وان يكون هنالك وضوح تام في القرارات.
اما المعيار الثالث فيتعلق بالتواصل والعلاقة المتبادلة بين المركز والمناطق، وبين المنطقة والفروع وبين الفرع والرفاق، وعدم افساح المجال لنشر أنصاف او أرباع الحقائق والشائعات.
ان التنظيم الحزبي والنظام الداخلي والانتقاد كلها ليست موجهة ضد الرفيق بل لمصلحة الرفيق والتي هي مصلحة الحزب كمجموع. قد تكون العولمة والتنافس لاثبات الوجود وتكوين الشخصية المهنية للانسان في النظام الرأسمالي والركض المجنون وراء الربح والمادة حتى يستطيع الفرد ان ينافس الآخرين من عالمه وبيئته لها اثر على الشيوعيين او بعضهم على الاقل. وهذا الامر بالذات يتطلب التمسك اكثر بالمعايير التنظيمية الثورية داخل الحزب وبالتالي ان يتماثل مسلكه هذا خارج الحزب ايضا.
ان نسبة لا بأس بها من اعضاء الحزب تنتمي الى فئة المثقفين والاكاديميين، وهذا طبيعي جدا وهام ايضا، وفي نفس الوقت تتدنى نسبة العمال – البروليتاريا، بحسب تعريف آباء الماركسية قديما، وهذا الوضع يجب الاستمرار في دراسته بشكل جدي، فالثورية لا تتوقف على العامل الجسدي، بل كذلك على العامل الذهني والمثقف والاكاديمي.
وتجدر الاشارة الى ان كافة رفيقات ورفاق الحزب اليوم ظلوا في الحزب بعد الانهيار الفظيع، وازدادت التضحيات وازداد العطاء الوقتي والمادي للرفيق، وقد يكون الامل بالاشتراكية ابتعد بعد الانهيار، ومع ذلك بقيت الغالبية الساحقة من اعضاء الحزب وهذا بحد ذاته مدعاة للاعتزاز. لا يوجد داخل الحزب رفاق غير شيوعيين ابدا، ولا يوجد تآمر على الحزب من داخل الحزب.
هذه هي الحقيقة ولا شيء سواها. وقد نعود الى التوسع في هذا الموضوع.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.