الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفيق خريستوفياس، أول رئيس شيوعي في الاتحاد الأوروبي.. أية البشائر يحملها الرفاق القبارصة لحزبنا الشيوعي الإسرائيلي؟

دوف حنين

2008 / 3 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إحتفل الشعب القبرصي، مطلع هذا الأسبوع، ومعه كل أنصار السلم والعدالة الاجتماعية في العالم، بانتخاب الرفيق ديمترس خريستوفياس، رئيسا لقبرص، ليكون بهذا أول رئيس شيوعي في الإتحاد الأوروبي.
يحمل هذا الإنجاز الهام والمشرف للحزب الشيوعي القبرصي الشقيق "أكيل" بشائر جمة للحركة الشيوعية العالمية ولكمة أخرى لكل من حاول أن ينعى هذه الحركة المتجذرة، لكنه وإلى جانب هذا كله يحمل رسالة وعبرا خاصة لحزبنا، الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي حرص دوما على علاقة وثيقة مميزة مع هذا الحزب العريق.
لكي نفهم هذه الرسالة والعبر التي يحملها نصر الحزب الشيوعي القبرصي لحزبنا لا بد من الإشارة أولا إلى وجوه الشبه بين هذين الحزبين:
هذان الحزبان يعيشان في بقعتين ضيقتين من العالم، تعيشان صراعا قوميا مريرا، ففي قبرص هنالك صراع ضروس بين اليونانيين والأتراك، وكذا هي الحال بين الفلسطينيين والإسرائيليين هنا.
في هذه الظروف المعقدة، تحدى الحزب الشيوعي القبرصي دائما سياسة الفصل العنصري وتأجيج النعرات القومجية. ونفس الفكر التقدمي الأممي الذي جعل حزبنا يقبل بقرار التقسيم في العام 1947، رافضا بهذا الإنجرار خلف الشعارات الرنانة الخاوية من أي معنى، نفس الفكر، جعل الحزب الشيوعي القبرصي يرفض انقلاب اليمين اليوناني في الجزيرة القبرصية، محذرا من التنكر للحقوق الجماعية للأقلية التركية في الجزيرة وهي أقلية كبيرة تجاوز نسبتها الـ 20% من القبارصة.
حينها حذر رفاقنا، القبارصة اليونانيون والأتراك على حد سواء، من الثمن الذي قد تدفعه الجزيرة كلها ودفعوا ثمنا باهظا لسباحتهم ضد التيار، لكن رؤيتهم تحققت اذ تدخلت تركيا بشكل عسكري بحجة اسقاط الإنقلاب ومن يومها انقسمت الجزيرة إلى قسمين، يوناني وتركي.
حتى في ظل هذا الشرخ الفظيع في جزيرة قبرص ورغم منع التنقل بين شطري الجزيرة الواحدة أصر الحزب الشيوعي القبرصي اليوناني، أكيل، على الحفاظ على بنيته الأممية وثنائية القومية، ولو من باب تسجيل الموقف المبدئي، وحافظ دوما على مواقفه العقلانية أمام الديماغوغية العنصرية.
وفي النهاية، أثمر هذا النضال العقلاني اقناع القبارصة اليونانيين بأن التحرر لن يمر عبر النزعات القومجية وتم انتخاب رفيقنا خريستوفياس بالذات بفضل هذا الخط المسؤول.
هذه هي أوجه الشبه بين حزبينا الشيوعيين، لكن هنالك نقاط خلاف أخرى كثيرة، ولكل دولة ظروفها المختلفة فنحن لا نقول بأن كل ما يصح في قبرص يصح في بلادنا أيضا، لكننا نقول على الأقل بأن السباحة ضد التيار وإتقان التمسك بالمواقف المبدئية الأممية النبيلة هي الطريق إلى الخلاص مهما إشتدت حلكة الليل وعسرت الطريق، هذه هي العبرة الأساسية.
إلى جانب التحدي السياسي الكبير بتوحيد شطري الجزيرة، تنتظر رافقنا القبارصة امتحانات قاسية، تتطلب جهودا خلاقة فكريا وسياسيا فليس من السهل على حزب شيوعي عنيد كهذا الحزب أن يقود دولة في عالم العولمة الرأسمالية البشعة وفي إطار الإتحاد الأوروبي، لكننا على ثقة بأن هذا الحزب سيعرف كيف يسبح ضد هذا التيار أيضا لتوفير واقع اشتراكي أفضل للشعب القبرصي، ولو بشكل تصاعدي بطيء..
وفي النهاية لا يسعنا إلا تكرير التهنئة لرفاقنا والهمس في آذانهم ما ندرك بأنهم يدركونه بالفعل: المعركة لن تنته، هي بالكاد ابتدأت..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة في السعودية لتقديم حلول معيشية ذ


.. زيلينكسي بعد انتهاء ولايته الرئاسية.. رئيس غيرُ شرعي.. ومصدر




.. فرنسا ترسل تعزيزات إضافية مع تواصل أعمال العنف في كاليدونيا


.. صحيفة لوموند: اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بفلسطين انتكا




.. مراسل الجزيرة: 8 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم النص