الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمل المرأة العراقية في السياسة ... أرقام وشعارات

الاء الجبوري

2008 / 3 / 2
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


من الشعارات الرنانة التي رافقت مشروع العراق الديمقراطي هي حقوق المرأة وتفعيل دورها في بناء العراق الجديد في كل المجالات , فرحنا بهذه الشعارات وخاصة النخبة المثقفة من النساء العراقيات ولكن الشعارات اختزلت إلى تفعيل دورها في العمل السياسي فقط وقلنا لابأس قد يكون عمل المرأة في المجال السياسي داعما لمشروع العراق عموما ومشروع المرأة خصوصا ولكن للأسف لم يكن عمل المرأة العراقية في السياسة إلا مجرد رقم ,25% من الوزارات والجمعية الوطنية والبرلمان وألأحزاب من النساء , فقرة مثبتة في الدستور العراقي , ولكن يؤكد واقع مشاركة المرأة العراقية في العمل السياسي في العراق بعد أربع سنوات على ألأغلب كان مجرد رقم يكمل هيكلة ألأحزاب والتشكيلة الوزارية أو البرلمان الذي يعد اهم مؤسسة سياسية كونها تمثل الشعب , ومشاركة المرأة في البرلمان العراقي تزيد على الثمانين عضوة لا دور يذكر لهن في صخب ومساجلات الكتل السياسية داخل قبة البرلمان وحتى مايخص قضايا المرأة العراقية , لابوادر تشير الى دورهن في هذا الجانب وإن تقدمن بمشروع يخص ألأرامل وألأيتام فإنه سيؤجل وإن أقره البرلمان فأنه سيتعثر في احد الوزارات لإن هناك ماهو أهم من هذه القضية في العراق .

وجود أكثر من ثمانين عضوة في البرلمان هو فقط للموافقة على مايطرحه الحزب وماتريده الكتلة الساسية التي تنتمي لها , وهذا الرقم الكبير هو لتباهي الساسة العراقيين بإشراك المرأة العراقية في العمل السياسي بهذا الحجم وليس لتفعيل دورها أو المشاركة في عملية التحول الى الديمقراطية, وقد وجدت هذا واضحا عندما تحدثت إحدى البرلمانيات عن تجربة المرأة العراقية في العمل السياسي في السنوات ألأربع ألأخيرة أمام حضور عراقي وعربي وأجنبي , كانت تتحدث بفخر وإعتزاز إن عدد الوزيرات والبرلمانيات في العراق أكبر بكثير من من عدد الوزيرات والبرلمانيات في دول أي دولة أوربية وإن البرلمانية العراقية تعمل بجهد عظيم من أجل الشعب العراقي عموما والمرأة خصوصا . كان حديثها يوازي حجم الرقم وليس حجم الفعل فأغلب عضوات البرلمان يعملن في دائرة الحزب أو الكتلة حتى وإن تعارضت مع مصالح الشعب , والخلل هنا لايعود الى كفاءة البرلمانية أو ضميرها اليقظ بقدر ما يعود الى إيمان وقناعة ألأحزاب السياسية العراقية بدور المرأة وقدرتها على العمل السياسي فرغم وجود فقرة مثبتة في الدستور العراقي تنص على 25% من العمل السياسي من حصة المرأة العراقية لإ إن أغلب ألأحزاب السياسية التفت على هذه الفقرة وحاصرت المرأة بإديولوجية ومصالح الحزب من خلال اختيار بعض النساء غير المؤهلات لتسلم مثل هذا المنصب وهذا مأكده أحد السياسين العراقيين أمام مجموعة من المثقفين العراقيين عندما تحدث عن دور المرأة العراقية في بناء المجتمع بإن أحد البرلمانيات لاتحمل حتى المؤهل العلمي للحصول على مقعد في البرلمان . فمن أتى بها الى قبة البرلمان ؟ وبالطبع لاتعمم هذه الحالة على الكل فهناك برلمانيات يملكن أغلب المؤهلات لكن لايملكن حرية القرار من أجل المصلحة العامة وهناك من البرلمانيات من أختصرت مشاكل العراق من خلال ماتعرضت له على يد البعث الصدامي ليس من أجل ضحايا البعث الصدامي لإننا لم نسمعها يوما طالبت بحقوق مادية وإعتبارية لضحايا البعث الصدامي من الشعب العراقي والبعض ألآخر منهن من يعيش في صومعة الماضي من هذه العائلة أو تلك معتقدات إنهن هوانم كاردن ستي والبقية من البرلمانيات من تحاول أن تعمل وتقدم ولكن عليه تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء تبدأ بهيمنة الحزب على القرار وتنهي بالنزعة الذكورية التي تبدو واضحة حتى لو حاولوا إخفائها .

الرقم الكبير ليس مهما في المعادلة ان لم يفعل( بضم الياء) فالبرلمان العراقي يضم اكثر من ثمانين برلمانية ولكن نستبعد ان تكون منهن بيناضير بوتو التي تحدت منطق ألأستئثار والقوة وخرجت الى الشارع ورغم نهاية عملها السياسي بمقتلها لإ إنهاعبدت الطريق لمن خلفها .

هذا النموذج أعتقد إنه من المستبعد أن ينتجه رقم كبير يزيد على الثمانين عضوة في البرلمان العراقي ولكن جسدته ألإعلامية العراقية عندما اثبتت حضورها في أخطر ساحة إعلامية في العالم إلتهمت الى الان 271 صحفي وصحفية وكانت لسان حال الشعب العراقي عموما والمراة خصوصا رغم إنها لاتحظى براتب يصل الى ملايين الدنانير ومواكب حماية وأجازة تقضيه في عمان أو لندن بل إنها لاتملك راتب تقاعدي لهذا العمل الخطر او اي ضمان على حياتها , هذا نموذج من نماذج المرأة العراقية المكابدة المتحدية بصبرها .

لانريد أن يكون عمل المرأة العراقية مجرد رقم ضخم يفرغ من محتواه طبقا لفكر هذا الحزب او مصالح ذاك بل نريدهن فاعلات في المساهمة في عملية التحول الديمقراطي في العراق خاصة وإن مايقارب من 63% من المجتمع العراقي من النساء.


الخلل ليس في نموذج المرأة العراقية في البرلمان بل في الظروف التي تحيط بها وإن كان هناك خلل فتتحمله ألأحزاب السياسية التي جاءت بهن الى البرلمان.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المراءه المبدعه
رياض ( 2012 / 6 / 6 - 15:44 )
تحياتي للدكتوره المحترمه ان الديمقراطيه لاتقاس بميزران ولا بعدد الاشخاص بل العكس صحيح ان البلدان المتطوه اخذت من النج الديمقراطي بالنسبه للسياسين تنافس بالنظريات الاقتصاديه العلميه وكافه النظريات الاخرى ومن يراه الشعب يحقق طموحهم ينتخبوه وهي مرحله محدده وياتي غيره ان الديمقراطيه بالعراق وليدة المحتل لن يبنيها العراقيين باءنفسهم ولا زال المحتل مشرف فولو درسنا نظام الكوتا لوجدنا انعدام الديمفراطيه اما كيفيه الاختيار لاياءتي عن طريق العلم والنظريات التي يحملها الشخص مجرد له عشيره تعهدت بانتخابه بالنسبه للمراءه كائن من تكون المهم ان يكمل العدد مع كل احترامي وتقديري لاخواتي العزيزات في البرلمان من منهن ظهرت على الفضائيات وناقشت بنضريه تخص البلد وطالبت بتطبيقها اءو حصلت علي القبول بتطبيقها كم لدينا نساء يملن شهادات علميه عليا الدول مستفاده من علمهن احث اخوتي الساسه ان يطالبوا بترشيح صاحبه الفكر المبدع وليس الفكر المهرج مجرد ترضي رئيس كيانها البلد بحاجه الى مبدعين علميا وفكريا وبالاخص شريحه المراءهمع اجل واوفر احترامي لكل اخواتي عضوات البرلمان

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا