الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة

فريد باسيل الشاني

2008 / 3 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المقدمة

كثر الحديث عن العولمة وشغل هذا الموضوع شعوب العالم ومفكريه واختصاصيه وعامة المثقفين، واختلفت وجهات النظر حول جوهره و تباينت الاراء واصبحوا المهتمين في هذا المجال من المثقفين و الباحثين في موقعين متضادين بالرغم من اتفاقهم بان العولمة بلا شك ظاهرة عالمية جد يدة لا ترتبط بالسياسة والاقتصاد فقط وانما تشمل جميع ميادين الثقافية والعلم والانتاج.
فمنهم من يراها ضرورية لنمو الاقتصاد وتحقيق الرفاهية خصوصا في البلدان العربية وبلدان العالم الثالث ويرى فيها الاداة الرئيسية لضمان تطور المجتمعات الانسانية باتجاه الديمقراطية وبناء شروطه المادية والسياسية لصيانة وضمان حقوق الانسان. وعلى صعيد اخر يرون هؤلاء العولمةعلى انها ضرورية لنشر نتائج الثورة العلمية التقنية في عصرنا الراهن، كثورة الاتصالات والمعلومات التي تسهل عملية التفاعلات الثقافيةوالاقتصادية والاجتماعية بين الشعوب.
اما في الضد تظهر العولمة سيطرة امريكا وغرب على العالم في احتكار الموارد لصالح الرأسمال العالمي و رغبة الشركات متعددة الجنسية في السيطرة على كل موارد العالم . سعيا في ترسيخ مصالح المركز الذي هو الغرب( الان) على حساب الاطراف.
و لا اعتقد يوجد من يظن بأن دعاة هذين الاتجاهين يمكن ان يلتقوا. و قد اعترفت مؤخرا صحيفة الفيننشل تايمز( وهي صحيفة الرأسمال البريطاني) بان من المستحيل القضاء على الحملة المناهضة للعولمة طالما هناك اختلافات جوهرية بخصوص ماهية الامور التي تسعد الانسان و تزيد من رفاهيته. وهذا برأي هو جوهر التناقض والصراع الفلسفي بين الافكار.
هذا من جانب، ومن جانب اخر منطلقين بذلك من مواقع فكرية وايديولوجية تكرس الهيمنة بصورة شاملة. والشركات المتعددة الجنسية خير مثال على ذلك وتدفع هذه الظاهرة باتجاه فتح السوق وتوحيده وزوال المنافسة البشرية على الموارد الاقتصادية والثقافية ويصبح القطاع الخاص والشركات متعددة الجنسيات القوى المحركة لعوامل الانتاج بعزل عن الدولة و السيادة الوطنية.


أممية رأس المال والاختلاف في الاراء

لقد ادت التطورات والتغيرات السريعة(التي طرأت على العالم في الاونة الاخيرة، وبالاخص بعد فشل وانهيار المنظومة الاشتراكية والتي مهدت السبيل لدخول الراسمالية في مرحلة جديدة من تطورها مرحلة "عولمة الرأسمال" ، اضافة الى التطورات التي طرأت على مراحل التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي في العالم) الى ميلاد مرحلة جديدة ومتميزة. حيث يشهد العالم تبلور ثقافة عالمية جديدة تتجاوز الثقافات المحلية والوطنية والاقليمية. وكما ادت الثورة المعلوماتية وما رافقها من بروز بنية ثقافية عالمية الى ميلاد نخبة مثقفة معولمة و هي نخبة عابرة القارات تتجاوزة الثقافات والقوميات واللغات على غرار الشركات العابرة للحدود و هكذا نستطيع القول " ان أممية رأس المال" حاملة مشعل العولمة الاقتصادية يجب ان تدرك اهمية و ضرورة ميلاد نخبة مثقفة عالمية مؤمنة بعولمة التقدم الحقيقي عولمة الانتاج والابتكار وخلق فرص العمل وليس نخبة السمسرة والمضاربات في الاسواق العالمية، عولمة متضامنة مع دول الجنوب من اجل مكافحة الفقر والجهل والمرض ، والقضاء على بؤر الحروب الاهلية.
ان اغلب الدراسات تصور العولمة على انها " نظاما عالميا متكاملا، اي نسقا شموليا تنخرط فيه كل الدول وتخضع لمنطقه ذي الابعاد المتعددة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واعلاميا...الخ. وستكون صورة العالم في خضوعه للعولمة صورة دائرية. ففي المركز توجد امريكا واوروبا الغربية و بغض الدول الاسيوية، وفي المحيط تقبع باقي الدول.
جاء ذلك نتيجة للتطور التقني والتغيرات التي طرأت بفعل صيرورات كونية تذوب فيها الثقافات القومية والاقتصادات والحدود الدولية. ونتيجة لهذا الفعل الكوني برز اقتصادا جديدا يمكن ان يسمى بنظام راسمالي عالمي تشترك فيه كل الانظمة التي تدرك ضروريته واهمية المساهمة والمشاركة فيه، على عكس الانظمة الرافضه التي تعرض نفسها الى العزلة والمخاطر الناجمة منها. اما موضوع النضال من اجل العدالة و المساواة و التوازن يبقى للمناقشة ولكل وجهة نظره حول الطرق والوسائل انطلاقا من الايديولوجية التي يحملها و انا من دعات التغير من داخل هذا النظام العالمي الجديد لا من دعاة وجوب تكوين قطب ثاني في سبيل مواجهت القطب الاول كما يزعم المفكر العربي الدكتور حسن حنفي حيث يقول ان العولمة ليست قدرا محتوما وعلى ذلك فمقاومتها ممكنة من خلال:
1- الارادة الوطنية المستقلة للشعوب، والتمسك بنتائج الاستقلال السياسي 2- تكوين قطب ثاني في مواجهة القطب الاوحد حتى ينشأ تطور متكافيء.
حيث يرى د.حنفي ان العولمة ظاهرة قديمة ، تاريخية مستمرة تعبر عن رغبة الشمال في السيطرة على الجنوب، و رغبة الغرب في السيطرة على الشرق. وانطلاقا من هذه الرؤية يقول د.حنفي: " ان العولمة تكتل اقتصادي للقوى العظمى للاستنثار بثروات العالم على حساب الشعوب الفقيرة بالاضافة الى احتكار أسرار التقدم التقني. كما أن العولمة تمتلك ثقافة، تبث قيمها عبر الاقمار الصناعية ويتخلص مضمونها في الكسب السريع والتسلية الوقتية واثارة الغرائز".
ويدعي د. حنفي أن العولمة هي سعي الغرب من اجل السيطرة على العالم، فالغرب الذي اوجد مفاهيم العقلانية، يريد القضاء على ما أوجده لمنع الاخرين الوصول اليها، و هكذا يوضح مخاطر العولمة على الهوية الثقافية التي تشكل لمخاطر أعظم على الدولة والاستقلال الوطني. فالعولمة تعني المزيد من التبعية وتعميم قيم الاستهلاك والسعي من اجل توحيد العالم تحت سيطرة المركز لتصبح ثقافته بمثابة النموذج للثقافات الاخرى.
وعلى هذا الضوء يعتبر د.حنفي بأن العولمة مفهوم ذاع في العقد الاخير للترويج لظاهرة اقتصاد السوق الحر عابر القارات. وينظر الحنفي الى"الهوية الثقافية"كضمان اخير ، للانعتاق مما تفرضه العولمة من هيمنة الغرب على العالم ، بحيث يصبح فقدان الهوية الثقافية مقدمة لمخاطر اعظم على الاستقلال الوطني ، والادارة الوطنية، والثقافة الوطنية فباسم الثقافة العالمية ، والوعي الكوني ، والعولمة يحاول الغرب ان يوجد العالم تحت قبضته.
ويخالفه الدكتور صادق جلال العظم (مؤلف كتاب ذهنية التحريم) الرأي اعلاه ويؤكد يان العولمة ظاهرة مازالت قيد التشكيل و التكوين و الصنع. و يذكر العظم في بحثه لدراسة الدكتوراه انه على االصعيد العربي يتدفق خطاب عن العولمة تسوده عبارات وأوصاف مثل ثورة الاتصالات، العالم قرية واحدة. و كما ترد عند الجابري عبارة " العولمة هي مرحلة ما بعد الامبريالية" و يؤكد د.العظم ان اختزال ظاهرة العولمة الى اشياء مثل تكنولوجية او قوانين السوق ينطوي على ميكانيكية تقنوية فجة واقتصادية بدائية. و يسعى العظم لطرح افكار قد تقدم اجابة اولية اذ يقول "اطروحتي تتلخص بان العولمة هي وصول الرأسمالية التاريخية عند منتصف القرن العشرين الى النقطة الانتقالية من عالمية رائدة التبادل والتجارة والسوق والاستخراج الى عالمية رائدة الانتاج ذاتها. كما أن الخاصية التي تميز الرأسمال العولمي تكمن في توجهه الى الاستثمار والتوظيف في عمليات الانتاج المباشر في الاطراف. ويعترض د. العظم على كراس لينين "الامبريالية اعلى مراحل التطور الرأسمالي " وكذلك لنظرية التبعية ويخلص الى وجوب اعادة النظر في نظرية التبعية حتى نتمكن من التعامل مع النقلة الجديدة في الحياة الرأسمالية.

يقدم العظم تعريفا اوليا للعولمة ويقول ان "العولمة هي حقبة التحول الراسمالي العميق للانسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز و بقيادتها وتحت سيطرتها و في ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافىء. وان العولمة تعني في المركز الانتقال الى الاستثمار المباشر الاجنبي في مجتمعات الاطراف ودولها واقتصاداتها وكذلك الاتجار في كل شىء بشروط تفضيلية للطرف الاقوى". ويرى لزوم المراجعة لعوامل الانتاج التي حددها الاقتصاد الكلاسيكي بالارض، الراسمال، العمل، ويقترح اضافة عاملين جديدين : الطاقة ومردودها هو العائدات، البحث العلمي ومردوده ريع الابتكار. وباختصار العولمة هي رسملة العالم على مستوى العمق بعد ان كانت رسملته على مستوى سطح النمط. ويرد العظم على قول الجابري بانه ليس صحيحا ان العولمة هي عالم بلا حدود ويرى انه مايسوغ طرح مثل هذا التناقض بين العولمة وصيرورتها من جهة وبين واستمراريتها من جهة اخرى وان اي كلام عن ذوبان الحدود بين الدول وحلول الشركات محل الحطومات هو كلام سابق لاوانه.
حيث دخل د.العظم مسالة العولمة من مدخلا ثقافيا و يضيف قولا بان عقد الثمانينات بدأ بجدل دولي اطلقه كتاب الاستشراق لادوارد سعيد والذي جاء فيه ، أن العالمية والكلية والشمولية التي اتصفت بها مناقشات كتاب ادوارد سعيد هي بداية لميل تاريخي وجد التعبير عنه في حادثة الآيات الشيطانية لسلمان رشدي في عقد التسعينيات وتأكد هذا الاستنتاج بعد نشر كتاب "نهاية التاريخ" للمؤلف الياباني الامريكي فرانسيس فوكوياما، الذي استهل حياته العملية بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفارد بالعمل في الوزارة الخارجية الامريكية كنائب لمدير ادارة التخطيط السياسي، و اصر فكوياما في كتابه بان التطور البشري بلغ قمته باليبرالية الديمقراطية بمفهومها العلماني كما هو مطبق في الغرب، وبما يعنيه من تعددية، وحريات مدنية و دينية، واقتصاد السوق الحرة. وقد تمسك فوكوياما بنظريته بأن الديمقراطية لاتزال هي المحرك الرئيسي للسياسات العالمية. و متابعة ردود الفعل التي استجدها مقال "صدام الحضارات" ل صامويل هانتنغتون.
والجديد في ما يذهب اليه هانتنغتون في مقاله "صدام الحضارات" هو انه يعلن ومنذ البداية أن خطوط الانقسام الثقافية ستكون المصدر الرئيسي للنزاعات المقبلة في العالم ، وأن الثقافات /الحضارات يمكن أن تحتضن مجموعات متعددة من الشعوب، وأن تنقسم الى فروع أو تتوسع وتتبدل أو تنقرض وتزول، لكنها تظل تعبر عن واقع راسخ يتجاوز الامم في ذاتها. حيث يكتشف هانتغتون بدوره أن الحضارات التي تعاقبت عبر العصور هي سبعة و منها ستة لاتزال حية وهي؛ الغربية و الكونفوشيوسية واليابانية والاسلامية والهندوسية والسلافية الارثودوكسية والامريكا اللاتينية ولربما الافريقية. حيث ان النزاعات الكبرى في المستقبل ستدور على خطوط التماس بين الحضارات بسبب الاختلافات الجوهرية بين الحضارات نتيجة لتمايز الواحدة عن الاخرى بالتاريخ واللغة والثقافة والتقاليد والدين والخ.
ويقول هانتنغتون ان الحكومات تبرز قيمة الهوية الاثنية والدينية من اجل تعبة السكان، بعدما تبين لها ان الايديولوجيات تجاوزها الزمن. ومثل هذه الهويات تعمق الاختلافات بين الحضارات وتعزز المنازعات، وخصوصا منازعات الجوار.

اما تعميم المبادىء الديمقراطية والليبرالية الغربية، فانه يولد ردود فعل سلبية، حيث انه ينطوي على نزعة امبريالية. وهكذا، فان صدام الحضارات ينشا على مستوى الادنى للجوار وعلى مستوى الاعلى للسلطة العسكرية والاقتصادية والتحكم في المؤسسات العالمية والشركاء الخارجية ونشر القيم السياسية والدينية. و سيكون النزاع بين الحضارات هو المرحلة الاخيرة في تطور النزاع في العالم الحديث.

اما المفهوم الثالث فيطرحه مفكر علم الاجتماع السياسي برهان غليون الذي ابتعد عن مفهومي حنفي والعظم. فالعولمة برايه تتجسد في نشوء شبكات اتصالية عالمية فعلا تربط جميع الاقتصادات والبلدان والمجتمعات وتخضعها لحركة واحدة ، فهي بنية جديدة من الاندماج العالمي الاعمق على عدة مستويات. ويرى غليون في كتابه "ثقافة العولمة وعولمة الثقافة " ان عمليات دمج العالم في منظومة واحدة قديم جدا لكن العولمة بنية جديدة تطبع النظام العالمي، وهذا النظام ما هو الا اندماج منظومات ثلاث رئيسية: المنظومة المالية ، والمنظومة الاعلامية والاتصالية ، والمنظومة المعلوماتية بشبكةالانترنيت.
واما سمير امين – صاحب اطروحة التراكم الراسمالي في النظام العالمي- فهو يختلف مع غليون وحنفي، ويرى لا جديد في العولمة ؛ويقول ان الاتجاه نحو دمج العالم في منظومة واحدة قديم قدم الحركات والتوسعات الامبريالية. فهي تشكل موجة ثالثة من التوسع الاستعماري لاتختلف في اهدافها عن اهداف الموجات السابقة. وذلك ان اهداف راس المال المهيمن للشركات العملاقة المتعددة الجنسيات تبقى في غزو موارد الكوكب، والاستفادة من استغلال العمل في الاطراف. ويرى باختصار ان الراسمالية قد انتجت منذ نشاتها عالمية ، او عولمية، مرت بمراحل عدة قبل ان تصل الى مرحلتها الراهنة. وباختصار يقول الامين باننا امام مرحلة استثنائية ومصيرية تندرج تحتها ابعاد ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية متشابكة وغير مسبوقة ومن الواضح ان البعد الثقافي الحضاري يتربع على راس هذه القائمة ، حيث ان العالم اليوم يتجه نحو عمالة الفكر ، او ما يعرف ب "القوة الرخوة" بعد ان ولت عصور قوة السلاح والمصانع العملاقة. وان الراسمالية لاتمثل في رأيه نهاية التاريخ، فلابد من احلال نظام اخر اكثر تقدما ، وان اقامة عولمة بديلة تفترض في المجال الثقافي انتاج ثقافة عالمية جديدة.
وباسم العولمة سيتوحد العالم كله تحت سيطرة المركز وتصبح ثقافته نموذج الثقافات، كما يرى حنفي، وباسم المثاقفة يتم انحسار الهويات الثقافية الخاصة في الثقافة المركزية.
ومن هنا يمكن ان نستنج بان هناك من يدافع عن العولمة لانها تقدم فرصا يمكن اذا استغلت ان تخرج المجتمعات العربية والدول النامية من حلقة التخلف والقهر والاسبداد ، وهناك من يقف ضدها بوصفها اداة جديدة للهيمنة الدولية. والمحصلة النهائية هي حاجتنا في ظل العولمة الى وعي وارادة فاعلين ومستقلين كي نبني مشروعا جماعيا ، متميزا في الثقافة، ومشاركتنا على مستوى الواقع في المجهود الحضاري الانساني.
ومن هنا يبرز دور واهمية المجتمع المدني في التنظيم والعمل والتعبير لنشر ثقافة جديدة تؤدي رسالتها في معركة التقدم و التحدث.

المصادر:

ماذا تعني العولمة. Ulrich Beck, Daidalos 1998

عواقب المجتمع الجديد (في الطريق نحو حداثة جديدة) Ulrich Beck, Daidalos 1998

Teori om imperialism och globalisering, نظريات حول الامبريالية والعوامة ، prisma 2002

Globalisering , Lars Magnusson, Lund, 2000

الديمقراطية في العالم الثالث
Goran Hyden, Lund, 1998

ما العولمة ، بوت هيرست، جراهم طومبسون، ترجمة، د فالح عبد الجبار

ما العولمة ، حسن حنفي و صادق جلال العظم

ثقافة العولمة وعولمة الثقافة ، برهان غليون و سمير أمين
Gothenborg 2002 aug 24








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا