الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضجة المفتعلة بعد إصدار مجلس الحكم قانون محاكمة صدام حسين وأعوانه

وداد فاخر

2003 / 12 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


• كثر اللغط والحديث بعد أن أصدر مجلس الحكم الإنتقالي  قانون محاكمة المجرم  صدام حسين وأعوانه ، فمن متباكي على ( العدالة الغائبة في ظل الإحتلال الأمريكي ) كما يدعون ، مطالبا بأن تأخذ ( العدالة مجراها ) على حد قوله ، ومتصنعا بطريقة مكشوفة خوفه على ( غياب القانون ) وكإن أحكام المجرم ( طه الجزراوي ) كانت تستمد شرعيتها في إعدام الأبرياء في ما سمي في حينها ب( مؤامرة عبد الغني الراوي ) من العدالة السماوية وقوانين حقوق الإنسان " راجع كتاب السيد أحمد الحبوبي ليلة الهرير " ، وان ما فعله صدام حسين ب( رفاق دربه من القياديين البعثيين ) كانت لعبة من اللعب المسلية ، أو إن ما كان من أوامر لمن يسمون أنفسهم ( قادة ومناضلين ) ضد أبناء حلبجة الآمنين ، برش الغازات السامة وإبادة  (5000 ) مواطن كردي هي عملية بسيطة بحساب المتخوفين على ( العدالة ) التي ( ستغيب ) إثناء محاكمة قتلة ومجرمين وصموا أنفسهم بجرمهم ، وشهدت عليهم أعمالهم في العراق وإيران والكويت ، إلى آخر نصب نفسه ( مصلح زور ) ، همه الآن ( لم شمل العراقيين ) ووضع القاتل والمقتول في كفة ميزان واحدة .
• لكن هؤلاء  ( المتخوفين على العدالة ) التي ستغيب – كما يروجون -  إثناء محاكمة مجرمي العصر من النازيين الجدد لم يقولوا لنا لم سكت الكثير منهم يوم غيب منحرف وساقط أخلاقيا ك( صدام حسين ) وبأوامر منه شخصيا مئات الآلاف من الإخوة الكورد في شمال الوطن ، أو العراقيين الشيعة من سكان الجنوب ، وعلى يد أحقر خلق الله من أعوانه ك ( عزت الدوري وعلي كيمياوي والمقبور حسين كامل ومحمد حمزة الزبيدي ) وسلسلة لا أول لها ولا آخر من القتلة والمجرمين  ؟! .
• ووجدها البعض الآخر فرصة سانحة لدس سمومه على طريقة ( عفا الله عما سلف ) التي لن تتكرر مرة أخرى ، والدعوة إلى طرح فكرة تآمرية بالدعوة ل ( مصالحة وطنية ) على طريقة ما حصل في دول المعسكر الإشتراكي السابق حسب مصطلحاتهم التغريرية ، والتي لا تقاس تجاوزات ما حصل في تلك الدول واحد من بليار لما فعله البعث بالشعب العراقي وبشعوب المنطقة . فإذا سلمنا جدلا بتنازل المواطن العراقي عن حقه في معاقبة من دفنوا أحبته في المقابر الجماعية التي عدت بالمئات ، فمن يرضي مليون قتيل والآلف الأرامل والمعوقين والمدن التي هدمت على يد ( فرسان البعث ) في إيران ، أو ما جرى من إعتداء وحشي في إحتلال بلد وتشريد شعبه ونهبه وتخريب الكثير من منشآته ، وحرق آبار نفطه وتغييب أسراه في مقابر جماعية كالكويت ؟؟ .
• ولان هذا البعض لم يكتوي بنار البعث التي طالت من ذكرناهم آنفا من العراقيين ودول الجوار ، أو كان شريكا بشكل أو آخر في جرائمه نراه ينظر ويخطط لحماية رقبة البعث من عدالة وحكم الشعب الذي سينفذ في أساطين البعث وشركائهم في الجريمة ممن يخاف أن تطاله يد القانون إثناء التحقيقات وسير المحاكمات القانونية .
• ولأن لا صوت يعلو فوق صوت من نكبوا بأحبتهم ، ممن أسعد الحظ البعض منهم في الحصول على كيس نايلون هو كل ما تبقى من عزيز انتظروا رجوعه دون جدوى ، وآخرين لم يجدوا أثرا لأعزتهم  ، فليوفر هذا البعض تنظيراته لنفسه حتى لا يكون كمن يغرد خارج السرب .
• ولمن يحاول أن يعيد الإعتبار للبعث في إيراده مثل حبيب رب العالمين محمد المصطفى ( ص ) ، عند فتح مكة نقول له ، بان كفار قريش لم يغيبوا المسلمين في مقابر جماعية ، ولم يكن لديهم مصطلح تنظيف السجون كما فعل البعث وسدنته ، وكانوا كعرب حقيقيين يتمسكون بشيم وتقاليد العرب ورجولتهم على سوؤهم .
• ثم ما الذي يبغية دعاة ( المصالحة ) من رفع عقيرتهم في وقت تتلظى فيه مهج العراقيين ونفوسهم ، مما يظهر من جرائم لم تشهد البشرية مثيلا لها قط ؟ ! ، ولنا في قرار الحلفاء ممن ساهموا في القضاء على النازية خير مثال على تطبيق نظيره في العراق ، فكما إن أوربا في قرارها الحكيم قبرت الفكر النازي ، للتفرغ لعملية بناء ( الولايات المتحدة الأوربية ) ، لإستثمار طاقات شعوبها في الرفاه الإجتماعي ، وبناء مجتمع العدالة والحرية ، كذلك يتطلع الشعب العراقي نحو نفس الهدف بعد أن نفض غبار التخلف والفكر الظلامي من على كاهله ، وظهر كآدمي يسعى نحو إعادة بناء وطنه ، بعيدا عن ترهات البعث ونظريات العروبيين الذين تركوه يعاني من الجوع والعطش في بلد إسمه ( بلاد الرافدين ) ، وعلى أرض تعوم على بحيرات من النفط ، وبين غابات النخيل التي لا يحدها البصر . فأي تجني على الحقيقة هذا عندما يطالب البعض بمحاولة عودة الذئب بين الشياه ، وأية مصيبة ستحصل لأجيالنا القادمة لا سمح الله إذا ما قيض للبعث في حالة رجوعه وتمسكنه ، أن يعود للسلطة يوما ما بطريقة أو بأخرى متسلطا على العراقيين من دون رحمة ؟؟ ! .
• لكننا لم نسمع رأي المتباكين على ( وحدة الشعب العراقي ) من مصلحي آخر زمان ، حول ما يقوم به شراذم البعث من قتل وتدمير وتخريب للمنشئات الحيوية والخدمية للشعب العراقي ، هم وصنوهم في الجريمة فلول مجرمي القاعدة ، وكيف سيكون موقف آل الضحايا العراقيين الجدد من فلول القتلة بعد 9 نيسان 2003؟؟.
• وتعالت الأصوات النشاز أكثر فأكثر ، وهي تذرف دموع التماسيح على جرذ العوجه بعد وقوعه في مصيدة الشعب العراقي ليتباكى الجميع على قانونية أوعدم قانونية ( المحكمة الجنائية العراقية ) التي ألفها مجلس الحكم العراقي ، وكان سلطات معظم الدول العربية ، وحكوماتها لها من الشرعية ما يؤهلها للبقاء على رأس السلطة في بلدانهم . متعامين عن حقيقة جمهوريات الخوف العربية التي تقودها المخابرات ورجال الحاكم ، المعين مدى الحياة .
• يقينا أن ما سيحصل في العراق هو كنس البقية الباقية من شراذم البعث ، وتطهير أرض الرافدين الزكية من رجسهم ، وإستقدام الهاربين منهم لمحاكمتهم مع ( رئيسهم ) الذي إنقاد بذل للأمريكان الذين ( هددهم بالإنتحار على أسوار بغداد ) وفق الشريعة السماوية التي تقول (  ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكإنما قتل الناس جميعا ) ، وسيكون منهج الخيرين من العراقيين ( العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ) .

* كاتب وصحفي عراقي مقيم في النمسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما