الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى كتاب جينز للأرقام القياسية

حمزه ألجناحي

2008 / 3 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لم توزع دعوات ولم يعلن عن هذه المناسبة في وسائل الإعلام ولا يعرف من هو القائم بهذه الاحتفالية التأبينية ولا على أي مسرح ستقام ولم توفر وسائل لنقل المحتفلين ولم يعلن عن نوع الملابس الذي سيرتديها المحتفل فقط معلوم لدى الناس ان المناسبة هي أربعينية الإمام الحسين ..من اخبرهم وهل هم ملزمون بالحضور وهل ستسجل أسماء الحاضرين وهل سيغيب الذي لا يحضر ...هل هناء هدايا لمن يحضر
انه اكبر احتفال تأبيني تحييه الملايين من الناس وعلى مر التاريخ والعصور وليومنا هذا يوم 20 صفر 1429 في العراق فقط وعند شعب عربي أصيل يحضرون لتأبين إمامهم ابن بنت رسولهم الله الامام الحسين بن علي بن ابي طالب من بني هاشم .
ملايين ليس من الرجال والنساء فقط بل حتى من الاطفال الرضع والعجزة من النساء والعجزه من الرجال سيرا على الاقدام بعضهم حفاة وبعضهم يحمل رايات سوداء وحمراء والبعض منهم يحمل علم الوطن الواحد علم العراق وهو يمزج هذه المناسبة الاليمة يرفع علم الوطن الجريح مواساة لذلك اليوم يوم استشهاد امامهم الذي فيه اعيد الرأس من الشام الى كربلاء بعد ان فصلت الرؤوس عن الاجساد يعيدون تلك الذكرى وكأنها الأمس انها قصة استشهاد امام الزمان التي يندى لها جبين البشرية بعد ان سبيت بناة الرسول واخذت اسارى الى يزيد بن معاوية ليأخذ ثأر ابائه من تلك العائلة التي ادخلتهم الاسلام بحد السيف .
تسعة ملايين مواطن عراقي وفي العراق فقط وليس من الصين ذات المليار والنصف حضر هذا العدد فلا كتاب جينز للأرقام القياسية ولا كتب الحساد ولا حتى الكارهين يتحملون ان يكتبون في ذاكرتهم هذا المناسبة لانهم لا يستطيعون ان يتحملوا وضع هذا الانتصار وزحف تلك الملايين التسعة الى كربلاء ...
من يستطيع ان يجمع وفي مكان واحد هذا العدد من الناس وبأي طريقة حتى لو قدمت كل مغريات الدنيا من المال والاكل وفرش الطرق بالمخمل والحرير ووفر القطارات والطائرات والسيارات بجمعهم لهدفهم وفي يوم واحد فلا يستطيعون...
اكبر حفل ممكن ان يقام في ملعب وليتسع هذا الملعب الى 200,000 الف نسمة ولا حتى الاولمبياد العالمية وعلى طول فترة إقامتها ولمدة شهر لا يمكن ان يجمع مثل هذا الرقم حتى لو كان كل شيء مجانا..
فلا حزب ولا رئيس دولة ولا امة قادرة على مثل هذا الحدث الا شخص واحد فقط شخص واحد وهذا الشخص متوفي منذ 1368 عام يستطيع جمع هذه الملايين وكل عام يزداد العدد لحضور مناسبة تأبينية ليس هذا الأمر غريب وعجيب ولا هو من ضرب الخيال اذهب الى كربلاء وستقف مذهولا ومصدوما مأخوذا لا تعرف باي عبارة تجيب ولا بأي لغة تتحدث فقط الحسين واهل العراق هم الذين يستطيعون ان يقلبوا الأفكار ويجعلوا الناس ماخوذين لذلك ففي كتاباتي السابقة رميت بحجر على وسائل الاعلام واليوم اقدم اعتذاري لتلك الوسائل لأنها لا تتحمل وليس لها القدرة على نقل مثل هذا الحدث.
الجميع في هذه المناسبة يشتركون فلا تفرق بين الفقير والثري والمتعلم والجاهل البصراوي والكيتاوي بأم عيني شاهدت الدكتور, القاضي ,والوزير,وعضو النواب ,الشاعر,والأستاذ والطلبة الجامعيين ,الفقراء اصحاب المليارات ,اصحاب العمارات والفلل ,كلهم يسيرون حفات وكلهم يشربون الماء ويأخذونه من يد طفل يصيح (هلا بزوار ابو علي )هكذا هي الصورة .
اليس الحسين عظيما؟
او ليس العراقيون اصلاء يحييون تأريخهم ولاينسوه؟
او ليس التاريخ اليوم كتب على كل اوراقه كلمتان فقط الشيعة والحسين.
ان هذا العدد من الزائرين يوازي نفوس دولة مثل السعودية اوالسويد او أربع دول خليجية مجتمعة هذا العدد من الزاحفين اجتمعوا في مدينة عراقية صغيرة بحجمها كبيرة بمعناها والراقدين فيها شأنهم كبير عند الله والتاريخ انها كربلاء الحسين ...كربلاء الحسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح