الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية

صائب خليل

2008 / 3 / 3
كتابات ساخرة


بدون مقدمات ولا مفاوضات أعلنت عصابة مجلس الرئاسة العراقي، عن اخراج المجرم المدان علي حسن المجيد من حمايتها له من القانون، لوحده دون بقية زملائه المدانين.
هم يبدون عصابة لأنهم لا يختلفون فيما بينهم على شيء، على الأقل امام الناس، رغم ان لاجامع يجمعهم, والناس الإعتياديين يختلفون ويتفقون ولا يخفون اختلافهم وآراءهم. هذا الإنسجام غير الطبيعي، في حكومة أبعد ما تكون عن الإتفاق، جعل من تلك العصابة اداة كفوءة التنسيق مع الأمريكان في احتجاز وشل قرارات الحكومة والبرلمان في امور كثيرة حتى اضطر احدهم، وهو الأكثر عشقاً للرقص امام الأضواء، ان يحاول مؤخراً تصحيح سمعته السيئة كحاجز يمنع تدفق مياه النهر ويقول للناس انه "لايعطل القوانين، بل يناقشها".

هذه العصابة، ولنسمها فرقة مسرح الرئاسة لتجنب المخاشنات اللفظية، منحت مخرجها، أميركا، اداة فعالة اضافية لتليين حكومة لينة كالطين اساساً، تحضيراً لعجنها لتناسب القوانين التي تريدها، ويتم ذلك بتوزيع ممتاز للأدوار يناسب كل عضو فيها: استلم الراقص النرجسي واجهة المهمة، فهي توفر له الأضواء، اما الآخرآن فاكتفيا بالصمت والبقاء في الظلال، خاصة ان دورهما مخجل امام ناخبيهما بالذات.

لاتقتصر نشاطات فرقة مسرح الرئاسة على المسرحيات الأمريكية، فحين لاتكون للسفارة مصلحة واضحة في قانون ما, وهي حالة نادرة، يسمح للفرقة ان تعمل لحسابها الخاص، وقد حصلوا على فرصتهم التالية:

في نهاية موسمهم، كان البرلمانيين يناقشون ثلاث قوانين كما يلعب الشلاتية البوكر:كل يضع يده على جيبه(*). كان لدى الشلاتية مشكلة: من يلقي بأوراقه الرابحة اولاً؟ وكيف يثق ان الآخرين سيلقون بأوراقهم بعده فعلاً؟ للشلاتية حلولهم وإلا ما بقوا على قيد الحياة: اتفقوا ان يرموا كل الأوراق في حزمة واحدة، فربطوها بقيطان (إستعاروه من رئيسهم) والقوا بها على الطاولة! حلت المشكلة بالنسبة لهم على الأقل، فطاروا من الفرح وسموه "العرس الشلاتي". وهنا لابد ان نذكر ان البعض وجد ان للعروس نفساً نتناً وان مصافحتها ستترك على اليد رائحة مخجلة ثابتة لاتزول مع السنين، فغادر الحفلة مبكراً، لكن هذا لم يمنع "العرس" من المضي قدماً في تقاسم القوانين وكان احدها ينص على اعتبار اتباع احدى الكتل يساوون مرة وثلث بقدر باقي المواطنين.

وهنا جاءت فرقة الرئاسة بمسرحيتها الرائعة، وللحق اقول انها كانت اول مسرحية لها اتمتع بها! فرغم ان الشلاتية الحذرين وجدوا الفكرة الجهنمية التي تمنع بقية رفاقهم من سرقتهم بفتح رباط "حزمة القوانين"، لكنهم في غمرة حماسهم نسوا ان هذه الحزمة ستمر على فرقة مسرح الرئاسة, وان هذه "الرئاسة" ليست ملتزمة بإبقاء القيطان مربوطاً!
لذلك، وما ان اكمل البرلمانيون عرسهم واحتفالهم باليوم الكبير، حتى انبرى عضو فرقة الرئاسة الأكثر بعداً عن الأضواء والمشهور بصاحب الألوان الثلاثة، وبتضامن مافيوي مدهش من الآخرين، وفتح القيطان واخرج احد القوانين والقى به الى الخارج واعاد ربط اللفة ومررها! اكتشفت جماعة القانون المطرود الكارثة متأخرة، فلم يكن لها من يمثلها في عصابة فرقة الرئاسة, ولذا لم ينفعها البكاء والولولة.

في هذه الأثناء كان لدى (دولة) المخرج، مجرمين محكومين، رفض تسليمهم للسلطة التي يفترض ان تتولى تنفيذ حكم القضاء عليهم، بحجة ان "اطراف الحكومة غير متفقين"، وهي من اغرب حجج التأريخ، فلم يسبق لـ "دولة" خارجية ان اشترطت ان تنسجم اطراف حكومة ما قبل ان "تسمح" الحكومة الخارجية للثانية بممارسة قانونها على ارضها. وطبعاُ مثلت "فرقة المسرح الرئاسي"، وبانسجام داخلي وتنسيق حركات مثير للإعجاب كالعادة، "الجهات المختلفة" التي اعطت لقوات الإحتلال الحجة البائسة لأسر القانون وإحراج الحكومة.

أرادت فرقة الرئاسة تكرار نجاحها السابق في فل القياطين وتمرير الأجزاء بدل حجز الجميع، لذا اقدمت وبلا مقدمات او اسباب، وتماماً كما أخرجت فرقة الرئاسة احد القوانين من اللفة قبل قليل، على اخراج واحد من لفة المجرمين الذين تكفلت مع الإحتلال بحمايتهم من القانون، والقت به الى خارج حمايتها!
وبينما كان الجمهور لاهياً يحزر الأسباب لهذه الحركات التي لم يقدم المخرج اي تفسير لها امعاناً في الحبكة، كان الجزء البعيد من المسرح الدوار يجهز بهدوء لمسرحية اخرى في الظلام إسمها "المعاهدة" .

ومثلما لم يكن للقانون الذي تم ابعاده، من يدافع عنه في فرقة الرئاسة، فلم يكن للمجرم الذي تم حرمانه من حماية الفرقة من يهمه امره، بل كان ذلك الذي تحمل رئيس الفرقة بسبب حمايته اكبر خسارة جماهيرية. يقال ان الرئيس كان يتوسل بالمخرج الكبير يومياً ان يخلصه من هذه المشكلة وشكى انه قد تحمل كثيراً من هذه الإشكالات في الماضي واصبح موقفه حرجاً لايحتمل التأجيل.

لكن ما شفع له حقاً عند المخرج كان أداؤه الممتاز في مسرحية اخرى تولت فيها طائرات دولة أجنبية قصف اهله بشكل متواصل يبدو انه لن ينتهي وكان دوره الصعب ان يصمت حتى النهاية. وفجأة ينتهي مشهد القصف بإشارة من المخرج ليبدأ التالي الذي يقدم فيه رئيس الفرقة الشكر والإمتنان الساخن والموثر للقاصفين لأنهم توقفوا عن القصف!
يقال ان القاصفين اعجبهم المشهد فقرروا ان يعيدوا القصف مستقبلاً كلما احسوا بالحاجة الى المديح!


(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=125366









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع