الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغراب الخبيث

وعد العسكري

2008 / 3 / 4
الادب والفن


كان يا ماكان في سالف العصر والأوان .. كان هناك شاب لطيف يتجول بين الزهور وإذا بنظره يقع على زهرة أجمل من معنى الجمال زهرة يفوح عبيرها على بعد آلاف الأمتار .. شاءت الأقدار أن يقترب هذا الشاب من تلك الزهرة طالباً منها الإقتران بقميصه زهرة إلى الأبد بعد تدخل إحدى الزهرات العادية في مزرعة ما .. وكانت الزهرة العادية فرحة بمقدم الشاب على زميلتها الوردة الجميلة وردة أنصع وأطهر من كل الصفات .. وسر فرحة الزهرة العادية يكمن بابتعاد الزهرة الجميلة عن أعين الغراب الظريف الذي كان يحوم حولها بكل وسائله الخبيثة طامعاً بكلمة أو بتقرب منها ليشم عبيرها الذي حرم على الغربان أمثاله .. ومجرد ابتعاد الغراب الخبيث عن الوردة البيضاء الجميلة سيضمن بقاء الغراب الخبيث مع الزهرة المعقوفة على حد تفكيرها .. هذا ما شعر به الشاب الظريف من مجريات الأمور !
وحاولت الزهرة ذات الساق الملتوية بطبيعة تكوينها التقريب بين الشاب والوردة البيضاء صديقتها في المزرعة وبشكل رسمي مبني على أساس الإحترام المتبادل بين الطرفين .. على حد علم الشاب ومن خلال دراسة الشاب لمعطيات المزرعة وما يدور فيها وجد أن الغراب لازال على طيرانه الخبيث بريشه الأسود القذر يحوم حول الوردة الخبيثة ولربما لم يكن يعلم بتفاصيل النوايا التي دفعت بالشاب إلى التحدث مع الزهرة المعقوفة لتتحدث مع الوردة البيضاء الجميلة أو لربما أن الزهرة المعقوفة قد تحدثت مع الغراب الأسود كي تبعد أنضاره عن الوردة البيضاء لحاجة في نفس يعقوب (الزهرة المعقوفة) .. وكل هذا والشاب ينظر إلى مجريات الأمور باستغراب لما يبدر من الغراب من أفعال لا تليق به ولا بسنه ولا بمكانته بين الناس ورغم هذا استمر الغراب بتحليقه الأعمى في سماء الشاب ومملكته تحليقاً لا مسؤول قد يجعله يدفع الثمن أغلى من حياته وفراخه الجميلة ... يكمن سر الموضوع وغرابته بأن الشاب اللطيف أو القاتل الظريف أحياناً كان له علاقة متينة مع الغراب الممسوخ بعدما كان طائراً خرافيا من فصيلة الرخيات المنقرضة في زماننا هذا ... إن ما جعل الشاب اللطيف ينعت الطائر الخرافي بالغراب الخبيث نتيجة لتمسيخ الطائر الخرافي لصورته أمام الشاب الظريف الذي وثق به وأتمنه على أسراره ...! هذا بعدما كان أخا وصديقاً حميما له .. لكن وبقدرة قادر تحول طائرنا ذو الفصيلة الرخية إلى غراب خبيث أسود بعدما انضربت مصالحه الذكورية الطائشة وشعوره بالخطر يهدد "فرصة ثمينة قد لا تعوض" على حد قول الغراب الخبيث .. ما أريد توضيحه للغراب الخبيث الذي سيقرأ مقالتي هذه وكلي ثقة بذلك لأنه يعشق الفضلات التي تتركها الأسود أمثالي أقول له وبكل مرارة وقهر !!
" يا صديقي الغراب إرحل عن سماء مملكتي فما بحوزتي لا يكون فضلات في يوم من الأيام إذهب إلى مكان آخر حيث تتجمع فيه جثث الباغيات اللائي عشقن المراهقة طوال حياتهن .. فالذي معي هو هبة السماء للأتقياء هبة الله ورحمته في الأرض أنها روحي ونظري إنها سري وعلني إنها المرأة التي أحب .."
وختاماً يا من كنت صديقي قبل أيام وثبّت مسامير الفراق في نعش إخوتنا وصداقتنا بفعل مراهقتك المتأخرة ... أقول لك والدمع في طرف عيني يحرق حدقاتي ويكويها من جراء أفعالك الخبيثة ... ياللأسف كم كنت أحترمك وا أسفي على هذه الكلمات التي أقولها واصفاً أفعالك الخبيثة معي .. تارة تطعن ظهري وتارة تحاول محاربتي ... هيهات لك أيها العجوز المتصابي ... هيهات لك فأن الوردة البيضاء قد نذرت روحي لها ... لا والذي أسماك غراباً ستجدني نارا وسم زعاف عليك وعلى كل ما هو قريب منك أو يخصك .. أيها الغراب أتوسل بك عد إلى وعيك ورشدك فأفعالك قد زادت جنوني وستدفعني إلى ارتكاب جناية بحقك ... إحذر من حلمي معك (ياويلك من غضبة الحليم إذا غضب) ... يا غراب البين حلق بعيداً بجناحيك الملوثين المسودين .. حلق إلى المجهول عن عالم مملكتي التي سهرت الليالي على الإعتناء بها ... إحذر يا صديقي الغراب قد تكون حياتك الثمن ... إحذر أيها الغراب الخبيث وانعق في مزبلة أفعالك التي لا تطاق ...
وفي النهاية أقول لك يا من كنت صديقي أيها الغراب أرجوك تذكر أن بيننا زاداً وملحاً .. تذكر أن لك أولاد وما تفعله هو انتحار !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل