الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انظروا لإيران من الجانب الآخر

حسين علي الحمداني

2008 / 3 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


تحدث الكثيرون عن الزيارة التاريخية للرئيس الإيراني نجاد للعراق وربما مئات المقالات والآراء طرحت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية واغلبها كان يركز على جانب واحد فقط من الزيارة وهو الجانب التاريخي الذي على ما يبدو فرض نفسه بقوة في أفكار الكثير من العراقيين والعرب الذين لازالوا ينظرون الى إيران ((الفارسية)) متناسين ايران الجارة القادرة على لعب دور ايجابي ليس في الجانب الأمني فقط بل في الجانب الاقتصادي أيضا وركزوا في اغلب مقالاتهم وأرائهم على واحدة من اخطر مراحل التاريخ العراقي الحديث وهي فترة الحرب العراقية – الايرانية من عام1980-1988 وراحوا يذكرون العراقيين بتلك الحقبة التي كان فيها شباب العراق في اتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل لمجرد نزوات لصنع بطل قومي ليس إلا .بعد عقدين من انتهاء الحرب لا زال البعض يكن العداء لإيران الجارة متناسين حقائق الجغرافية التي تؤكد ان للعراق حدود مشتركة تبلغ اكثر من ألف كيلو متر مع ايران وبالتالي من الخطأ أن لا تحتفظ بعلاقات ودية مع جارك الشرقي .
لننظر الى المظاهرات التي نددت بالزيارة ما الهدف منها؟ قبل ان نعرف الهدف علينا ان نشيد بالحكومة العراقية التي اثبتت إنها ديمقراطية فسمحت بالمظاهرة وهي أول مظاهرة في تاريخ العرب ضد زيارة رئيس دولة لدولتهم! وتشكل انعطافة كبيرة في تاريخ الشعب العراقي في تعامله مع الحكومة أي كانت الآن وفي المستقبل وتلك نقطة تحسب للدستور العراقي؟
نعود للهدف من المظاهرة؟ التنديد والشجب والاستنكار وهذا حق طبيعي لكل مواطن عراقي كفله له الدستور ولكن الى متى نظل في عداء مع العالم؟ وهل خرج الشعب الايراني في مظاهرات حينما ذهب (( عزة الدوري )) لطهران؟ وهو الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في العراق ابان الحرب العراقية – الايرانية؟وهل يتعامل اليابانيون مع الامريكان على انهم أعداء؟ رغم قنبلتي هيروشيما وناكازاكي.وهل لازال الألمان يحقدون على الروس بسبب خسارة الحرب العالمية الثانية؟انهم يفكرون جيدا فلما لا نفكر مثلهم؟واضح ان الهدف من التظاهرة إعلامي اكثر مما هو سياسي ونتائجة ليست ذات تأثير على مجمل السياسة العراقية التي بدأت تستعيد نشاطها .
على كتابنا ومفكرينا ان يخرجوا من الجلباب القديم وان يغيروا من أفكارهم القديمة وان يعوا ان العالم اليوم ليس تاريخ مليء بالحروب فقط بل هو قائم لا على الشعارات التي لا تسمن ولا تغني بل قائم على تبادل المصالح بين الدول والدول المتجاورة بالذات فإذا كان البعض يتصور ان الرئيس الايراني دخل بغداد كمنتصر كونه كان احد قادة الحرس الثوري في زمن الحرب فان الكثير من العراقين دخلوا طهران قبل اليوم والتقوا مسؤوليها وتجولوا في شوارعها فهل هذا يعني انهم دخلوها منتصرين.
في كل فلسفات ونظريات العالم المتطور ان البطل من يصنع السلام لا من يصنع الحرب وبالتأكيد فإننا يجب أن نكون اكثر الشعوب سعيا لان نصنع إبطال للسلام بعد ان جربنا أبطال الحروب الذين جرونا للدمار والخراب الذي عشعش ليس في شوارعنا فقط بل في عقولنا حتى بات أطفالنا لا يعرفون من تاريخنا سوى المعارك وشعراؤنا لايجيدون الغزل إلا بالبندقية والسمتية والدبابة وباتت شوارعنا كئيبة بتماثيل صناع الحرب حتى خلت من الورود.
نعم قد يكون البعض يكره ايران التي تحارب العراق واياها سنوات طويلة قبل عقدين من الزمن وانتهت الحرب على ما انتهت عليه ولكن عليه ان يدرك انه في اللحظة التي التزم فيها الجميع بقرارات مجلس الأمن الدولي ابان الحظر الاقتصادي كانت ايران تمدنا بصادراتها دون ان تبالي بالحظر وتبعاته الدولية. وايران ربما تكون الدولة الوحيدة في العالم التي احتظت المعارضة العراقية سنوات طويلة لشعورها بأنهم يناضلون من اجل قضية اثبتت صدقها (أي صدق قضية المعارضة العراقية) بعد سقوط الصنم وتهاوي عرشه ووضوح جرائمه ومقابره الجماعية وزنزاناته .
بالتأكيد ان زيارة الرئيس الايراني مهمة للعراق اكثر من اهميتها لإيران فهي تعني لمن لا يعرف بداية انفتاح إقليمي للتعامل مع العراق ودولته الحديثة وكان يجب ان يبدأ هذا الانفتاح من محيط العراق العربي كان يبادر أي رئيس عربي بزيارة العراق ولكن ان تأتي المبادرة من إيران فإن هذا يغضب البعض؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون