الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداد بنموسى بين الجذل والحيرة

وجدان عبدالعزيز

2008 / 3 / 7
الادب والفن



الحقيقة ان القصيدة الحديثة بدأت تركن الى ايقاع الوعي كي يظهر صدقها واضحا امام افتراضات يضعها الانسان الشاعر عله يصل الى ذروة اللذة الجمالية بعيدا عن صخب التتابع الصوتي والموسيقي الرتيب ...
من هذا اعتقد ان الشاعرة بنموسى التقت بهذا اللقاء الحميم واهتمت بتشكيل الصور الشعرية ، لانها وقفت على اعتاب الاشياء واستدعت التأمل بالانتظار البطيء في قصيدتها(هل فهمتني ايتها المرآة)وافترضت حوارها مع المرآة في الظاهر بينما كانت منهمكة وحوار احتراقات الذات في عراكها من اجل النقاء تقول:
(لايهمني ما رأيته في المرآة)
ماذا رأت وداد ..؟ رأت نفسها ولكن محملة بالماورائية أي ما وراء صورة المرآة بمعنى البحث الجاد عن الذات وبمداعبتها بالجمال من خلال العزف على اللفظ كشاعرة تبحث عن المعنى كي يخرجها الى بر الامان ، لذا فهي تصرح بان صورتها المرآتية المرئية فيها من اللامرئي الكثير الذي جعل وداد بنموسى تقول وبشاعرية مبهجة تأخذك بروعتها ..
(اما غواياتي
فان اكون اميرة هذا الخلاء
وعلى عرشي تصهل جياد العشق)
وبهذا خلقت بنموسى اشكالية تقابل الصور /صورة مرئية/صورة لامرئية أي الصورتين تحملهما جياد العشق ، فهي اخذت من الاولى تجسيما معينا واخذت من الثانية شفافية العشق ، ولان الشاعرة منحازة للجمال نصّبتْ نفسها اميرة تاجها الكبرياء حسب ظنها اصبحت حرة طليقة وسط حالة النقاء بعيدا عن دنايا الدنس ، فهي اميرة على نفسها تعكس صدقها على المحيط بيد انها تقع في صراع تعدد صور الحيرة /حيرة موج/حيرة سمكة /حيرة الظل العابر أي حيرة متحركة على اطراف القلق والقلق اشكالية اخرى تجر الشاعرة الى منطقة الوعي ، لذا تتوهج بنموسى لتشكل صورا تدخل ضمن قاموسها الخاص اتساقا مع غواياتها ..... تلصق صورتها المرئية بالتساؤل ..
(هل فهمتيني ايتها المرآة؟)
ثم تعزف على غير المرئي ..
(سمعت الموج يقول عني)
وتستمر حتى الحيرة (السمكة) لتعمل حوار المنطق والوعي ..
(هي جذلى
انا حيرى)
مؤنسنة بذلك سمكة الحيرة لتقترب من البوح ..
(لها يدي
لي خياشيمها
لنا الحيرة نفسها ...)
تاركة مساحة من الفراغات للتأويل ثم تتأن في الكشف عما تروم الوصول اليه الى ما بعد عبور الظل خالقة جمالية مرصعة بصور شعرية تصدم الذائقة بلذتها الجمالية تقول:
(هكذا ... فجأة يخرج من دهشة
ليستقر في لحظتي
لعله غائب
قصت جناحاه رياح الحنين فعاد
لعله شارد يبغي ظلالي
او لعله مجرد ظل عابر !)
ترى الشاعرة في كل رحلتها هذه هي مع ذاتها صراع من اجل النقاء الروحي والنفسي حتى المحطة الاخيرة التي تحاول فيها غلق النوافذ ...
(في هذه الساعة من قلقي
اكون قد احكمت غلق النوافذ
ورتبت جميع اوراقي ..)
وايضا تركت فراغات للتأويل والتأمل ، فبعد اكتشاف الذات اوغلت بنموسى في نثرية ناصعة البياض كي تبوح بالسر فهل وصلت؟؟؟؟؟؟؟؟
(اكون قد قلت لروحي في هذا الهزيع من قلقي
لنحسم الامر
اما نستريح
او نهرق العمر
على اعتاب الشك
.
.
.
)
وهنا تمانع لتحتفظ باشياء خاصة تسكت عنها حتى ...
(رجع الصدى فارغ
ورجع قلقي
لايُحتمل ..)
وهنا لابد لنا ان ننحاز الى نجاح الشاعرة المبدعة وداد بنموسى في تكوين لوحة شعرية جمالية بثت صورا من الصراع الذاتي من اجل النقاء والجمال والحب ... انها فعلا شاعرة جميلة ظاهرا وباطنا .

/قصيدة (هل فهمتني ايتها المرآة؟)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شاعرة بامتياز
نجاة العسلي ( 2010 / 12 / 25 - 16:43 )
اعتبر الشاعرة وداد بنموسى شاعرة بامتياز,حيت نلمس الجانب الانثوي في معظم شعرها,فهي تكتب باحساس..

اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي