الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كولالة نوري سافكر طويلا ...

وجدان عبدالعزيز

2008 / 3 / 8
الادب والفن



وانت تهتز من الفرح و تطرب الى الحان صامتة تبثها عبر ذبذبات القلب ، فتدخل دون استئذان الى حدائق الجمال والمكتوب عليها بامتياز اسم كولالة نوري العراقية التي ترتدي جلباب الجمال من فروة رأسها الرائع الى اخمص قدميها الرقيقتين وانت تتفحصها لا تجد فيها الا جمال الانثى الغائص حد اذنيه في حدائق الشعر ولا تجد وردة تعجبك تماما الا هي نفسها ..
(لورأيت وردة في طريقك
ولم تذكرك بي للوهلة الاولى
ارجو ان تأتي فارغ اليدين)
فعلا حينما لاتجد وردة كالشاعرة نفسها الاولى بك مراجعة النفس في جولة بحث اخرى لعوالم الشعر عساك ان تجد الوردة التي تقصدها الشاعرة المبدعة والا (تسجل في حديقتنا غياب وردة ) هذا يؤكد ان الشاعرة تحمل تجربة لايستهان بها ، لذا فهي لاتتلمس طريقها في عالم الشعر انما تدل عليه ، فهو مكتشف من جانبها هي .. ولكن عليك حمل ادوات البحث والغوص في عالم التبعيض عسى ولعل ان تعثر على ضالتك وتجمع اجزاء غير مكتشفة تكمل فيها مظنتك على اطراف صراعات مساحة الابداع بفراسة كولالة نفسها ..
واذا تمعنا في السلسلة المنطقية لمقطعها الشعري التالي نجد معادلات البداهة حاضرة موجهة اضواءا خافتة نحو اعماق المخفي ...
(لومشيت على البحر وحيدا
وكنت سعيدا
وانا في البيت اعيد صياغة الملح
فلا تاتني بقارب لتمرر علي غياب الماء
وسجل في فضائنا غياب نورس !)
لتسجل غياب الماء بحضور البياض ، حضور الشاعرة كعلاج وهي تردد (سأفكر طويلا ....)
ثم تخرج نورسة الرافدين المشبعة بحب وعشق العراق فارعة البهجة ، لتخدع خواطرنا وهي تسرد كابوسها ..
(لو رويت لك كابوس ليلة فائتة
وقلت لي" أرجوك انسي العراق"
سأفكر طويلا ...
قبل ان اختم تصريحا جديدا لنا على حدود القلب)
وترى تكرار " لو " لعرض جمالية مخاطبة الحبيب والملل الذي ينتابه لتؤكد امتناع شيء لامتناع غيره ..
(لو بدأت تحرك صورتي على مكتبك
ذات اليمين وذات الشمال
قل لي ان اغير صورتي تلك
كي اعلم بانني لم اعد ركيزة في يومك الجديد)
ومحاولاتها مستمرة في عرض غواياتها امام الحبيب لتقول له اذا انثنت عزيمتك في الاصرار على الوفاء ف(ستكون الحصة الاولى لغياب الرقص فينا)والاشارة الشعرية تباشر بتأجيج رغبة الشاعرة بالوفاء والانتظار رغم من وجود رغبة حسية تتوهج داخلها تؤدي الى توتر الصراع بين الانتظار وتلك الحاجة بصور شعرية سهلة التطريز ولكنها عميقة المستوى في الطرح واختيار اللغة ..
ثم تأتي مسرعة لتضع صورة متوهجة اخرى تحمل بين الفاظها الظاهرة الابتعاد عن المسكوت عنه غير ان القلق الشعري يهز اعماق الشاعرة لتتوهج بقصائد اخرى تعزف موسيقى الحضور ...
(لوسقطت قبعتي في الثلج
ولم تركض خلفها
بل استنجدت بالريح لتغير اتجاهها
فذاك اول البرد بيننا ...)
وتركت فراغ في اخر السطر هو بمثابة الامل ...
اما في المقطع الاخير يتكور تصريحها ، بأني لازلت احبك ولكن الحب عندك تقدم بالعمر ..
(لوهاتفتني قبل منتصف الليل
واتاك الرد " الرقم مقفل او خارج التغطية "
فاعلم انني ادركتُ تقدما لحبك في العمر
وانني ايضا ... انام باكرا ... !!)
في الفراغ الاول تهيبت من القول فكان الصمت لغة اخرى والفراغ الثاني تركت قبله كلمة تحمل معنين : الاول ظاهر هو بكورة الزمن والثاني مخفي وهو بكارة الانثى .. وأعترف أني مسست ظاهر القصيدة وتعبت في الغوص داخلها ، وهكذا تبقى القصيدة الحديثة عصية البوح بمضمونها دفعة واحدة فتظل تتمنع ببراقع تغري بجمال المخفي ...

لو تقدّم عمر الحب فيك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي