الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن النضالي دوره وأهميته

غسان المغربي

2008 / 3 / 5
الادب والفن



من ملازمات النضال التحرري الثابتة، ومن ملازمات تطوره الدائمة، وجود، نمو، وتطور الحركة الفنية والثقافية النضالية التي تماشي خطى النضال الأخرى وتسير جنب إلى جنب معها، بل وتتقدم على النضال المباشر أحيانا، حيث في فترات تراجع النضال ولأي أسباب مختارة كانت أو اضطرارية، نشاهد ان الفنون والحركة الثقافية بأشكالها المختلفة من الشعر والنشيد والكتابة والفنون التشكيلية والموسيقى وغيرها تسير بثبات أكثرونشاهد فيها استمرار التطور،وهي بالنهاية التي تحافظ على بقاء وقوة وفاعلية الأجواء النضالية والحفاظ على زخم المواجهة في فترة تراجع النضال.

ويتجاوز دور الفن النضالي ذلك أحيانا إلى لعب دور أكبر في إعادة النضال إلى مجراه الذي فقده لأي سبب والقيام بدور ريادي للشارع في فترات السكون النضالي وهبوط نار المواجهة الذي يطول في النضال سواء كان سببه سيطرة العدو على ميدان المواجهة ومجاري الثورة واشتداد قمعه، أو في فترة سكينة وهدوء منتخبة للشعب تمضي في حوار أو محادثات أو وقف لإطلاق النار أو لإعادة بناء أو لأي سبب آخر، حيث في فترات كهذه يسير النضال الأدبي والثقافي والفني بعيدا عن مجرى السياسة وغير متأثرا بشكل جدي بمناوراتها، و يبقى محافظا ومتقدما في جبهته الفنية والثقافية.

ويتعرض دائما الفنانون والأدباء والشعراء والتشكيليون المتعهدون لضغوط من قبل السلطة والمستعمر لا تقل عما يواجه المقاومون، حيث تعرف سلطات الاحتلال والقوى المهيمنة جيدا ان خطر الفنانين على بغيها وبقاء احتلالها ليس اقل من خطر المقاومين لها وان الصورة والكلمة والشعر والآلة الموسيقية هي سلاح نضالي قوي آخر لحشد الجماهير في النضال وعيون الفنانين هي عيون الشارع التي ترى ما لا يراه الآخرون وصوتهم هو صوت الجماهير الذي يدوي في ساحة أوسع في الوطن وفي ساحات الفن والثقافة على عرض وطول الساحة الدولية.ولهذا يأتي قمع الفنانين على قائمة القمع الاستعماري والسلطوي عادتا، سواء كان ذلك بالتعتيم على نشاطهم أو بسجنهم أو بتصفيتهم جسديا أو بتطميعهم وبشراء ذمم الضعفاء منهم أو بأساليب أخرى.

ويتحمل الفنان والمثقف المتعهد اليوم بالصورة والكلمة والقصيدة والآلة الموسيقية المعبرة عن تطلعات الشعب، يتحمل عبء ريادة النضال بتحريكه للشارع وزرع روح المقاومة والتحدي فيه وبذلك يمكن للفنان ان يقوم بدور القائد السياسي بغيابه حيث يتمكن بآلياته و إنتاجه الفني النضالي المؤثر من إبقاء الشارع حيا، ثائرا، متماسكا، يعود لواجبه النضالي بنفس القوة التي قلل فيه تحركه النضالي تحت تأثير ما.

وفي الفترة الحالية بالذات، يحتاج شعبنا إلى القصيدة الحماسية والنشيد الثوري والموسيقى التي تعبر عن رفض الجيل المنتفض لكل أنواع القمع وللإحتلال والصورة التي تبين القهر والقمع والمسرحية التي تكشف عن مظالم الشعب ومأساته وحرمانه وتبين دموع الثكلى والأيتام، خاصة وان مرحلة نضالنا هذه فاقدة لكثير من آليات النضال والتعبير الأخرى، والفن في هذه المرحلة يبقى هو من أكثر الأسلحة النضالية توفرا .

للكلمة والصورة المعبرة والصوت الحماسي المدوي والأداء المؤثر، أثرا كبيرا على ترسيخ حب الوطن والحفاظ على قيم الشعب ومحركا لمشاعره باتجاه الدفاع عن هويته وحقوقه وتحريك عواطفه الإنسانية للوقوف إلى جانب المناضلين والشهداء والأسرى ورفع معنويات الشارع والمساعدة على الحفاظ على التواصل والمقاومة والتحدي وبالنهاية في حشد القوى الشعبية والجماهيرية للمواجهة والنصر والتحرير. ومن لا يعرف إن للنشيد وللأغنية الوطنية التي تعبرعن المعاناة والمأساة وعما يواجه شعبنا يوميا من ويلات و إعدامات واغتيالات ومآتم مستمرة وتجويع وحرمان،هي دافعا نضاليا للجماهيركما هي صوتا صادقا ينقل صرخات الجماهير لغيرهم الذين تصلهم الصرخات في العالم، وهي لا تقل أهمية عن النضال الذي تقوده التنظيمات المقاومة.

وعلى ماسكي سلاح الثقافة في نضالناوالجموع الفنية التي اجتمعت من اجل عمل فني وثقافي نضالي،عليها ان تبقى ماسكة بشعلة النضال بقوة، بتعبيراتهم وكلماتهم وغنائهم ورسومهم وتمثيلهم وأناشيدهم وشعرهم وأهازيجهم، وعليها ان تبقى واقفة صامدة غير متأثرة بما يجري على ساحة المواجهة المباشرة و هي محافظة على وهج جبهتها الخلفية بكلمة جديدة وأداء جديد ومضامين جديدة وأساليب جديدة أيضا من اجل إدخال أجيال بعد أجيال للمواجهة.لابد وان يرسم الفن البطولات والصمود وان يحيي بالشجاعة والرجولة وبحب الوطن والشعب عند الجماهير، وعليه ان يذلل الصعاب وان يحقر الخونة والمساهمين في مأساة الشعب ويهاجم المتخاذلين والمساومين ويبقى ممثلا حقيقيا لضمير الشعب الواعي وان يزرع الشهامة والغيرة والحمية والإنسانية والإخلاص للوطن والتضحية للشعب وعدم قبول الذل ورفض الإهانة والإصرارعلى الحفاظ على الهوية في نفوس الأحوازيين وفي ضمائرهم.

من واجب الفنانين والشعراء والأدباء المناضلين في هذه المرحلة ان يحافظوا على شارعا مناضلا، متحمسا، فاخرا بهويته وتاريخه ومدافعا عن شرفه وعزته، وعليهم ان يصوروا النصر و الخلاص للشارع بأجمل صوره ممكنة،كما ويرفعوا من تقبل الشارع وتحمله لمآسي النضال والحرمان من اجل الوطن والشعب ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة وان يهيئوه لتحمل مسئولية المشاركة وان يرفعوا من مستوى تضحيات المناضلين والمقاومين وان يبينوا الثمن الحقيقي لبطولاتهم وان يعطوا تصويرا مناسبا ساطعا ومؤثرا لعملية التحرير، كما وان يرسخوا في ضمائر أبناءه وجوب الدفاع عن حريتهم وتحرير الوطن وضرورة الثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة